رواية "صمت الفراشات"

تسلط الضوء على المعاناة التي تعيشها المرأة الكويتية

الكاتبة الكويتية ليلى العثمان، ولدت في مدينة الكويت عام 1945 ودرت فيها، بدأت حياتها الأدبية شاعرة، ثم كتابة القصص القصيرة والرواية، عملت في الصحافة ابتداءً من عام1964، وبدأت النشر في الصحـف المحلية منذ عام 1965 في القـضايا الأدبية والاجتماعية، أعدت وقدمت البرامج الأدبية والاجتماعية في أجهزة الإعلام الإذاعية والتلفزيونية، تولت مهام أمين سر رابطـة الأدباء الكويتية لدورتين لمدة أربع سنوات.

من أعمالها في مجال القصة:"امرأة في إناء، فتحية تختار موتها، الحواجز السوداء"، أما في الروايات "المرأة والقطة، وسمية تخرج من البحر، صمت الفراشات، خذها لا أريدها، حلم الليلة الأولى". حصلت على العديد من شهادات التقدير والدروع والميداليات من جهات عدة منها محلية ومنها عربية.

"صمت الفراشات" رواية اجتماعية صدرت عام 2007، تسلط الضوء على المعاناة التي تعيشها المرأة الكويتية بدأً من بيت الطفولة، وتحاول الكشف عن الصمت المنسوب إلى النساء والمصنوع بعوامل الخوف والسيطرة الذكورية التي تصنع كل شيء في حياة المرأة قانوناً وعرفاً، وترتب لها مفردات عيشها بدأً من اسمها ولباسها ودورها الاجتماعي وتحديد مصيرها وموقعها في الحياة.

تصور الرواية واقع المجتمعات العربية التي لا تزال الذكورية في طابعها، فتبدأ القصة بتصوير واقع الأثرياء العرب وحياة القصر، لنلاحظ النظرة الطبقية التي تسري في عروق المجتمع العربي الذي لا يفضل فكرة الزواج من عبد محرر، بينما يفضل الزواج من فتاة في العشرين من عجوز مسن في الستين من عمره. فكان الزواج بالإكراه قضية من القضايا التي عانتها المرأة وأرغمت عليها قسراً، عبر تهديدها بالموت إن خالفت الشروط وجعلها حبيسة، وتسليط الأنظار إلى ما تعيشه المرأة في مجتمع مضطهد سحق حقوقها، فالصمت هو دلالة على الحكم بالموت على المرأة ومصادرة حقها بالكلام وحصاراً للحياة التي تعيش مفرداتها منذ الولادة حتى الموت.

كما ناقشت قضايا مجتمعية أخرى منها الزنا، الخيانة، انسياق العامة وراء الأحكام الجائرة والمتطرفة، كما بينت نظرة المجتمع للمرأة المطلقة والأرملة وتعاملهم معها باستخفاف على أنها سهلة المنال.

فعلى الرغم من أن المجتمع إلزام المرأة الصمت والاستجابة لشروط القهر وإكراهات الحياة وحرق وجودها كأنثى إلى أن ارادة المرأة قوية في تحقيق حلمها وتكسير تلك القيود التي أرغمت عليها من قبل مجتمع ذكوري، وإعلاء صوتها لكسر حاجز الصمت واثبات وجودها.