رواية "كنا وكانوا" سيرة ذاتية لحياة الكاتبة محبوبة خليفة
رواية لامرأة لم تختر طريقها لكنها اجتازت اختباراته ببراعة... لم تختر الغربة لكنها استطاعت إشعال شمعة الأمل في ظلمات اليأس والحيرة.
للكاتبة والشاعرة الليبية محبوبة خليفة، التي كان لها حضور أدبي خاص على التلفزيون وفي المجلات والمواقع الليبية خاصةً والعربية عاماً.
وبعد توقفها عن النشر لعدة سنوات، عادت محبوبة خليفة للنشر عن طريق التدوين وركزت على حقبة خاصة من الزمن مرت بها غيرت مجرى حياتها بشكل جذري، فتدفق مخزون ذاكرتها بمحتوى غني جسدت فيه سيرتها الذاتية في رواية بعنوان "كنا وكانوا" نشرت عام 2020 عن دار الرواد.
بطلة هذه الرواية هي الكاتبة نفسها التي لم تختر طريقها لكنها استطاعت اجتياز اختباراته، لم تختر الغربة لكنها علمت كيف تضيء الشموع في ظلامها، لم تختر سجن زوجها والمصير المجهول لكنها استطاعت أن تكون الأب والأم لأطفالها، كثيرة هي المحطات التي لم تخترها لكنها تجاوزتها بكل خيباتها وذكرياتها الجميلة والحزينة.
وروت فيها التحولات العسكرية التي حدثت في ليبيا عام 1969 خلال الانقلاب العسكري أو ما عرف بـ "ثورة الفاتح" التي حولت المملكة الليبية إلى جمهورية، والتغيرات التي حدثت للمجتمع الليبي الذي كان قد خطى بعض الخطوات على طريق الحضارة، وتجربتها الذاتية وحياتها ومعاناة أسرتها في تلك الفترة.
ولم تخلو الرواية من الحديث عن المدن الليبية التي قضت الكاتبة جزء من حياتها فيها، وذلك لمحبتها وفخرها بالتراث الليبي والجمال وتنوع الثقافة والفن فيه.
وكذلك روت بعض التفاصيل المؤلمة التي مرت بها في تلك الفترة، مثل فقدانها لجنينها ذو الأربعة أشهر إثر ما انتابها من غضب وحزن وألم على المشاهد التي رأتها عند سقوط طائرة مدنية تابعة للخطوط الجوية الليبية على مدينة بنغازي عام 1973، حيث فقد 108 شخص حياتهم في ذلك الحادث المروع.