قصيدة "بشدةٍ، حتى أمتزجَ بك" حنين للوطن ومعاناة الغربة
رنا جعفر ياسين شاعرة وإعلامية وفنانة تشكيلية عراقية، مقيمة في أمريكا، صدر لها سبع مجموعات شعرية أحدثها بعنوان "للغواية قواميسها، ولك احتمالات البياض"
.
ولدت عام 1980 عملت معدة ومقدمة برامج في عدة قنوات فضائية عراقية، وعملت في عدة جرائد كمحررة، كما نشر لها الكثير من المقالات والدراسات والنصوص في صحف ومجالات كثيرة وعلى مواقع الثقافة الإلكترونية ومنها (جريدة الزمان، الغد الأردنية، القبس، الشرق الأوسط، الراية القطرية...).
وكانت عضو في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق وعضو في نادي الشعر في بغداد وعضو مؤسس في حركة المرأة العراقية المعاصرة، وناشطة في حقوق المرأة.
فيما حصلت على جائزة نازك الملائكة في الشعر عام 2008 والتي نظمها الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق عن قصيدة "الحرب تنهض من موتها"، وحصلت على قلادة العنقاء الذهبية في مهرجان العنقاء الذهبية الدولي لخصوصية تجربتها الشعرية في العام ذاته، وذلك قبل سفرها من العراق إلى مصر بعد تردي الأوضاع الأمنية أثر الحرب التي حصلت في العراق.
وصدر لها عام 2012 عن دار الأدهم للنشر بالقاهرة ديوان شعر بعنوان "للغواية قواميسها، ولك احتمالات البياض" الذي كانت من ضمنه قصيدة "بشدة، حتى أمتزجَ بك"، فيما استخدمت لوحة تشكيلية رسمتها بالحبر كغلاف لهذا الديوان كما فعلت مع كل كتبها ومؤلفاتها.
وحاولت من خلال قصيدتها التعبير عن شوقها لوطنها العراق والبوح بالمتاعب التي واجهتها في بلد الملجأ الذي يعتبرها مصدر خطر بسبب انتماءها لبلد كثرت فيه النزاعات والتقسيمات.
وتقول أبيات القصيدة:
ألعنُ الهواءَ
أخفي تفاحي
لا أمتدُّ
وحينما يخرجونَ
أغمضُ عينيَّ عن القادمين
يلمسونني بنظراتِهم
أتدنَّسُ
وبقتامةِ ملامحي أغتسلُ
أقطعُ أنفاسَهم
فتمتصُني أضلاعكَ
أغفَلُ عنهم
ينطفئونَ
ويلتهبُ جنونكَ
البداياتُ هنا لا تستهويني
أنبذُ المبادرات
ثمَّةَ انتظارٌ واحدٌ
هذا الأبيضُ
يتكدَّسُ مخبوءً في بصماتٍ تخشى..
ويفيضُ
ألفُّ جسدي بالسكون
أصمتُ عن لُهاثِ أفكارهم
لا اشتهاءَ لغزلٍ أحمق
لكَ قيامةُ فاكهتي
وما لهم غيرُ ذلكَ البرودِ.