جوان ليو .. طبيبة الإنسانية

عملت حوالي عشرين عاماً في منظمة أطباء بلا حدود الإنسانية وترأست قسمها الكندي لمدة خمس سنوات، شاركت في أكثر من 20 مهمة إنسانية حول العالم

مركز الأخبار ـ عملت حوالي عشرين عاماً في منظمة أطباء بلا حدود الإنسانية وترأست قسمها الكندي لمدة خمس سنوات، شاركت في أكثر من 20 مهمة إنسانية حول العالم، هي الكندية جوان ليو طبيبة الإنسانية.

 

نشأتها ودراستها

ولدت الكندية جوان ليو في 11 نيسان/أبريل عام 1965 في مقاطعة كيبك في كندا، لأبوين مهاجرين من الصين، كانا يمتلكان مطعماً صينياً في عاصمة المقاطعة يعرف باسم تشاينا جاردن.

كانت منذ طفولتها شغوفة بقراءة الكتب، وفي الثالثة عشرة من عمرها قرأت روايةEt la Paix" dans le monde docteur" وهي رواية باللغة الفرنسية تتحدث عن العمل مع منظمة أطباء بلا حدود أثناء الغزو السوفيتي لأفغانستان عام 1979 وهي منظمة طبية إنسانية دولية تأسست في الـ 22 كانون الأول/ديسمبر 1971، تقدم الرعاية الطبية إلى البلدان المتضررة من الأزمات، وبعد قراءتها لتلك الرواية ترسخت فكرة العمل كطبيبة لا حدود لها في ذاكرتها حتى أصبح هذا حلمها وأخذت تسعى اليه.

 

بداياتها في خوض التجارب

كانت جوان ليو أيضاً فتاة محبة للأعمال الإنسانية انشغلت بالتفكير في أمور العالم منذ سن مبكرة، فبعد اجتيازها المرحلة الثانوية التحقت ببرنامج "شباب" الكندي من أجل تجربة مشاريع خدمة المجتمع.

أكملت جوان ليو دراستها ودخلت كلية الطب في جامعة مكغيل في مدينة مونتريال التي تقع في مقاطعتها، وفي عامها الأول من الدراسة ذهبت إلى دولة مالي غرب افريقيا مع منظمة Crossroads International، وهي منظمة تنمية دولية كندية مقرها كندا تسعى لتعزيز حقوق النساء والفتيات والحد من الفقر خاصة في مناطق غرب وجنوب افريقيا وبوليفياز، كانت تلك التجربة بمثابة نقطة تحول في حياة جوان، فقررت أن تصبح طبيبة أطفال وتعمل في الخارج، ومنذ ذلك الحين أخذت تعدّ نفسها لهذا الشكل المحدد من الممارسات الطبية.

 

انضمامها لأطباء بلا حدود وبدء أعمالها الطوعية

عُرِفَت مسيرة جوان ليو بغناها بالعديد من الأعمال الطوعية، وكانت أولى مهماتها الطوعية الميدانية  مع منظمة أطباء بلا حدود والتي انضمت إليها عام 1996 محققة حلمها بذلك، ومنذ ذلك الحين بدأ عملها يأخذ بعده الإنساني وانخرطت من خلال المنظمة في مختلف الأعمال الطبية الإنسانية خاصة في الأماكن المتضررة نتيجة الحروب والكوارث، ومن أبرز أعمالها الطوعية تقديمها الدعم لضحايا التسونامي في إندونيسيا، ومساعدتها للأهالي المتضررين جراء الزلزال ووباء الكوليرا في هايتي، ومساعدة اللاجئين الصوماليين في كينيا، إضافة إلى أنها ساهمت في وضع أول البرامج التي تضمن الرعاية الطبية الشاملة للناجين من العنف الجنسي في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

إلى جانب تلك الأعمال كان لها عدة مهام طوعية أخرى في العديد من دول العالم، منها هندوراس وإثيوبيا ونيجيريا وإندونيسيا وأوغندا والسودان وسريلانكا، وفلسطين وليبيا واليمن وسوريا.

 

مشروع التطبيب عن بعد

كثفت جوان ليو من عملها في المنظمة واستمرت بفتح المشاريع الميدانية الطبية في العديد من دول العالم، ومن بين إسهاماتها البارزة الأخيرة إطلاق مشروع التطبيب عن بعد والذي كان حلقة وصل بين أطباء المنظمة في 150 موقع نائي، والذي يعتمد على خبرة حوالي 300 متخصص طبي في جميع أنحاء العالم، فقد عمل هذا المشروع على إيصال الخدمة الطبية إلى الأماكن النائية التي تفتقر إلى وجود المرافق الطبية المناسبة، إضافة إلى معالجة الأشخاص المصابون فيها.

 

رئيسة لمنظمة أطباء بلا حدود

عملت جوان ليو في الفترة ما بين عامي 1999 ـ 2002 كمديرة برامج في مكتب منظمة أطباء بلا حدود في باريس، وبعد ذلك ونظراً للجهود الكبيرة التي بذلتها في مسيرتها الحياتية المهنية والإنسانية، توّجت جهودها بتوليها رئاسة المنظمة وذلك أثناء عودتها إلى مونتريال في كندا، وبقيت في ذلك المنصب حتى عام 2009، وهي الآن عضو في مجلس إدارة المنظمة في سويسرا.

على الرغم من أن أماكن عمل منظمة أطباء بلا حدود تعتبر أماكن خطرة وخاصة أماكن الحروب، إلا أن جوان ليو لم تأبه لذلك وبقيت تحمل رسالتها الإنسانية معها لمساعدة أي انسان يحتاجها في أي مكان وتحت أي ظرف.

 

تحصيلها العلمي وجوائز حصلت عليها

حصلت جوان ليو على ماجستير دولي في الريادة الصحية من جامعة مكغيل في كندا، بالإضافة إلى أنها كانت أستاذة في جامعة فودان في شانغهاي في الصين، وأستاذة مساعدة في جامعة مونتريال في بلدها كندا.

في عام 2011 كرّمت جمعية الشابات المسيحية في مونتريال جوان ليو بجائزة "امرأة متميزة"، وفي عام 2013 حصلت على جائزة تيزدايل- كورتي للعمل الإنساني من الكلية الملكية الكندية للأطباء والجراحين.

وهكذا تمكنت رئيسة منظمة أطباء بلا حدود جوان ليو من خلق تأثير إيجابي على المستوى العالمي من خلال نشاطها وعملها على تنمية الجانب الإنساني لدى العالم أجمع.