"المرأة الحرة" بصوت نغين بارسا
في لحظةٍ تتقاطع فيها الموسيقى مع المقاومة، تبرز أغنية "المرأة الحرة" للفنانة الإيرانية نغين بارسا كصوتٍ حي لانتفاضة نسائية تتحدى القمع، مُستلهمةً كلماتها من شعارات التي ترددت في أحياء إيران في ظل انتفاضة "Jin Jiyan Azadî".
مركز الأخبار ـ برزت أغنية "Zane Azadeh" (المرأة الحرة) التي تؤديها الفنانة الإيرانية نغين بارسا كأحد أبرز رموز النضال من أجل الحرية، وأصبحت أغنية احتجاجية قوية تعبر عن وجعٍ جماعي وأملٍ مشترك.
ارتبط مضمون أغنية "Zane Azadeh" ارتباطاً وثيقاً بالانتفاضة التي اندلعت في إيران عقب مقتل جينا أميني، حيث تحولت كلماتها إلى صدى لصوت النساء والرجال الذين يرفضون العيش تحت حكم الجمهورية الإسلامية.
استلهمت الفنانة نغين بارسا كلمات الأغنية من شعاراتٍ خرجت من عمق أحياء إيران من صرخات الحرية التي أطلقها أولئك الذين تحدوا القمع، ونطقوا بما لم يعد يحتمل كتمانه، وهكذا، تجاوزت الأغنية كونها مجرد عمل فني لتصبح صوتاً حياً للنساء الإيرانيات، وصوتاً للمجتمع بأسره في وجه الظلم والاستبداد.
"يجب أن نصرخ كما صرخت والدة جينا أميني"
قدمت نغين بارسا العديد من التصريحات حول فكرة ومشاعر ورسالة أغنيتها "المرأة الحرة"، وتنعكس في مقابلاتها رؤيتها بأن "Jin Jiyan Azadî" لم يكن مجرد صرخة احتجاج، بل بداية انتفاضة نسائية حقيقية.
حيث قالت نغين بارسا، التي أهدت الأغنية لهذه الانتفاضة النسائية، إنها شعرت أثناء أدائها بأن هذه المرحلة كانت بمثابة عملية شفاء لها "أحياناً لا تجد الكلمات التي تعبر بها عن مشاعرك؛ تريد أن تصرخ، لكن الكلمات لا تكفي، يجب أن تصرخ كما تصرخ أمهات من قتلوا في الشوارع، على الجميع أن يصرخ كما صرخت والدة جينا أميني، لم يعد هناك ما يقال لهذا النظام، ماذا يمكن أن تقول لأمهات قتل أطفالهن؟ هل تريد أن تغني من أجلهن؟ أنا شعرت بكل كلمة من هذه الكلمات تتراكم في قلبي أحياناً، علينا كفنانين أن نكون مجانين، هناك لحظات لا يمكن التفكير فيها بعقلانية، في ديوان حافظ، يتم التعبير عن الحب والمشاعر بهذه الطريقة أيضاً. كان يؤمن أن الجنون مفيد للبشر، وأنا حاولت أن أنقل صرخات النساء والأطفال بهذه الطريقة في هذه الأغنية، المهم هو ما تشعر به في تلك اللحظة".
"أنا امرأة حرة"
وضحت نغين بارسا أن أغنية "المرأة الحرة" كُتبت انطلاقاً من الشعارات التي ارتفعت في أحياء إيران، مثل "أنت منحرف، أنت عاهرة، أنا امرأة حرة" و"أنت وحش، أنت خائن، أنا رجل حر"، وتؤكد بأن هذه الكلمات خرجت من أعماق قلوب الناس، من وجعهم وكرامتهم المهدورة.
بالنسبة لنغين بارسا، ما يحدث ليس مجرد تمرد، بل هو انتفاضة نسائية واضحة المعالم "لا شك أنها كذلك، بدأت باسم جينا أميني وبسبب مقتلها، في إيران، كانت جميع حركات المقاومة بقيادة النساء، أتذكر منذ طفولتي، في كل مظاهرة شاركت فيها، كانت النساء دائماً في الصفوف الأمامية".
وأشارت إلى أن هذه الانتفاضة عززت أيضاً التضامن بين النساء والرجال "في إيران، الرجال أيضاً يكافحون من أجل الانتفاضة النسائية، يتلقون الرصاص من أجل النساء، يموتون من أجلهن، هذا أمر مؤثر وملهم للغاية؛ لا يوجد له مثيل في العالم، نحن نناضل من أجل المساواة والسلام، من أجل أن نحتضن بعضنا البعض دون أن تسممنا الأفكار الذكورية، نساء ورجال جنباً إلى جنب".
من خلال كلماتها، تجسد نغين بارسا روح أغنية "المرأة الحرة"؛ فهي لا تركز على الكلمات بحد ذاتها، بل على الإحساس الذي تخلقه، وعلى الأثر الذي تتركه، من الواضح أنها سجلت الأغنية بحبٍ عميق، وبإصرارٍ يحمل روح الانتفاضة، لقد نجحت الأغنية في أن تنتمي إلى انتفاضة "Jin Jiyan Azadî"، لا كمرافقة فنية فحسب، بل كجزء حي منها.