'خدمات صحية صديقة للمرأة واحد من أهم مشاريع "شمسية" الخدمية'

"الناصح" مشروع يعمل بشكل مباشر مع المستفيدات كالمرأة المعيلة ويتلقى الشكاوى ويصدر كتيبات توعوية ومعلوماتية للنساء.

أسماء فتحي

القاهرة ـ واحد من أكبر الأزمات التي تواجه النساء هو متابعة صحتهن الجنسية والإنجابية وهو الأمر الذي يجد أمامه الكثير من العقبات التي لا تساعد في تحقيقه، وعلى وجه التحديد الخدمات الصحية الحكومية المقدمة والتي تحتاج للكثير من التطوير كي تلبي احتياجات النساء اللواتي لا تجدن خدمة ملائمة ولا تستطعن شرائها بسبب تدني أوضاعهن الاقتصادية.

في الفترة الأخيرة طرحت "شمسية" لإدارة الخدمات الصحية مجموعة من البرامج الخدمية المرتبطة بتحسين وضع المنظومة الصحية بما يناسب تقديم خدمة أفضل للمرأة، وللتعرف على تفاصيل تلك البرامج كان لوكالتنا حوار مع مسؤولة التواصل والشركات بمؤسسة شمسية شادن معتز، لتعرفنا على الوضع الحالي الذي تعاني منه النساء وسبل تطويره والحلول التي توصلوا لها بعد فترة من الدراسة والتقييم.

 

شمسية واحدة من المؤسسات التي تعمل على تطوير وإدارة الأنظمة الصحية... تحدثي لنا عن طبيعة عملها وتواجدها في مصر؟

نحن نعمل في مصر منذ عام 2012 في اتجاهين واحد منها العمل الخدمي المتمثل في خدمات صحية صديقة للمرأة مشروع "الناصح"، والجانب الآخر من عملها يعتمد على تقديم خدمة بمقابل مادي وجميعها داخل الأنظمة الصحية ومنها تقييم العمل المقدم، وبوكس الطفل الذي يوجد به كامل احتياجاته لمدة عام ويحتوي على كتيب إرشادي للأم والذي يخدم عائده أسر أخرى لا تستطيع شرائها.

وخلال فترة جائحة كورونا الأخيرة وفرنا وسيط يساعد المرضى على القيام بكشف النظر عن بعد وهو ما ساهم في تقليل المركزية وساعد الكثير من المرضى في التعافي وخاصة أولئك المعرضون بشكل أكبر لمخاطر الفيروس من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.

كما نعمل على توفير الشراكات المناسبة لتحقيق أكبر فائدة في المجال والوصول لحلول للأزمات الموجودة بل ونصل بين أطراف العمل ونسعى لتقديم الدعم كلما أمكن للحالات المتأزمة صحياً من خلال التوعية أو توجيهها للجهة المناسبة والتي يمكنها العمل على حل مشكلتها الصحية.

 

تعملون على مشروع "خدمات صحية صديقة للمرأة"... ما الذي تقدمونه من خدمات للنساء عبر المشروع؟

المشروع واحد من نتائج عملنا على تقييم الخدمات الصحية لمساعدة المنشأة نفسها ومقدمي الخدمات أو المرضى وشمل التقييم نحو 300 مستشفى، وأثناء ذلك ظهرت الأزمات التي تواجهها النساء خلال الكشف الصحي والتي كان منها تعرضهن للعنف، أو في عدم قدرتهن على الوصول للخدمة في حد ذاتها.

وبدأ الفريق في عمل بحث للتأكد أن تلك المشاكل عامة وليست فردية وبالفعل وقفوا على احتياجات النساء، وقمنا بعمل تقييم للمنشآت حول الخدمات المقدمة لهن بداية من ضرورة وجود ستارة في غرفة الكشف وصولاً لإخضاع مقدم الخدمة لمزيد من التدريبات كي يتمكن من التعامل مع النساء واحتياجاتهن ومنحهن خدمة أفضل خاصة المعنفات منهن.

والأهم لدينا أن تحصل المرأة على خدمة مريحة وملبية لاحتياجاتها، ونسعى لتوفير الأدوات اللازمة لمقدمي الخدمة سواء على المستوى المعرفي بكتيبات إرشادية أو من خلال الأنشطة والتدريبات المباشرة لهم، وكان منها ما تم بشأن التعامل مع النساء بتوفير منتجات معرفية وكتيبات حول طرق التعامل مع المعنفات على سبيل المثال.

 

ما الخدمات التي تقدمونها في مناطق الريف والصعيد؟

هناك رؤية مستقبلية للتوجه لتلك الأماكن لأنهما بالفعل بحاجة للمساعدة من أجل تغيير الوضع القائم ونعلم جيداً حجم المعاناة التي تمر بها النساء هناك ولدينا خطط للتعاطي مع هذا الأمر خلال الفترة المقبلة.

ونحن عادة ما نبدأ في العمل من المركز "العاصمة وضواحيها" ومنه للمناطق الأخرى، ونعمل على ذلك الأمر فعلياً مع نهاية 2019 في فترة تجريبية لم تتجاوز فعلياً الـ 6 شهور بالقاهرة والجيزة وهو إنجاز مقارنة بمدة العمل على المشروع.

ونخطط بالفعل للتوجه لعدد من المحافظات ومنها قنا والمنيا في صعيد مصر، إلا أن هذا الأمر يحتاج لموارد بشرية مدربة للعمل على هذا المشروع، فضلاً عن التعاون والجهد الواجب من أجل تغيير الثقافة نفسها كي يوافق أطراف العمل على التعاون معنا وأتوقع أن يحدث ذلك خلال فترة من ثلاث إلى خمس سنوات قادمة.

 

كيف تعملون على الجانب المرتبط بالمرأة المعيلة ضمن مشروع "الناصح"؟

الناصح يعمل على الحق في التأمين الصحي فالكثيرون لا يدركون حقوقهم في التعامل من خلال التأمين، بل أن أغلبهم لا يستطيعون أن يطالبوا بحقوقهم ويخافون من الحديث عنها.

ويعمل "الناصح" أيضاً على تحديد الجهات التي يمكن اللجوء لها لتلقي الخدمة اللازمة، فضلاً عن توفير نظم الإحالة كما يوفر كتيبات إرشادية للنساء وكان آخرها "دليل المرأة المصرية للخدمات الصحية".

وإجمالاً هو يوفر المعلومات الخاصة بالحق في الصحة والدعم المادي والنفسي لمتلقي الخدمة، ويتعامل بشكل مباشر مع النساء وهو أقرب للهوتلاين حيث تستطيع أي امرأة التواصل معه إذا كانت تواجه أية مشكلة مرتبطة بالنظام الصحي.

 

الخدمات الصحية المقدمة للنساء خاصةً فيما يتعلق بالصحة الجنسية والإنجابية لا تلبي كثير من احتياجاتهن... هل عملتم على ذلك الملف وما هي أهم الأزمات التي تم رصدها؟

لدينا مشكلة في الثقافة بشكل عام سواء مقدمي الخدمة أو متلقيها من النساء، وهناك تشكيك فعلي في رواية المريضة وسوء تقدير لوضعها واحتياجاتها الحقيقية من الجهة التي تلجأ لها.

ونحن نسعى للعمل في دائرة مغلقة تساهم في استيعاب الخلل القائم من خلال تدريب مقدمي الخدمة على التعامل وإتاحة بدائل الإحالة أمامهم في حالة الاحتياج لها للمساعدة في الوصول للدرجة المطلوبة والمتوازنة التي تحتاجها النساء.

والأهم بالنسبة لنا متابعة المشكلة والمتسبب فيها لحين الوصول لحل مناسب يلبي الاحتياج دون الوقوف على وجهة نظر الجهة الوسيطة أو حتى مقدمي الخدمة، فالكثير يعمل من منطلق رؤيته الخاصة ولا يضع في اعتباره الاحتياج الحقيقي لصاحب المشكلة، وهو أمر خاطئ كلياً وله آثار سلبية أكثر من الإيجابية.