رجال كوباني: حرية المجتمع تبدأ من حرية المرأة

استطاعت النساء من خلال نضالهن وانخراطهن في العديد من المجالات التي تحققت بفضل ثورة المرأة في شمال وشرق سوريا من تغيير الذهنية الذكورية التي كانت تسيطر على المجتمع.

نورشان عبدي

كوباني ـ انتقد الرجال العاملين ضمن مؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية في مقاطعة كوباني بإقليم الفرات، الذهنية الذكورية والسلطوية الرأسمالية التي مارست العنف على المرأة وسلبت منها كافة حقوقها، وأكدوا بأنه من خلال القضاء على ظاهرة العنف الممارس ضد النساء سيتم بناء مجتمع ديمقراطي.

منذ أكثر من خمسة آلاف عام وحتى يومنا هذا تسيطر ذهنية سلطوية وذكورية على المجتمع وبشكل خاص على المرأة حيث تفرض قوانين وعقوبات وتمارس العنف بكافة أشكاله بحقها، هذه الذهنية سلبت من المرأة هويتها ومكتسباتها وجردتها من حقيقتها، لكن مع انطلاق ثورة التاسع عشر من تموز عام 2012 التي سميت بثورة المرأة في مناطق شمال وشرق سوريا لعبت النساء دوراً ريادياً بتحرير أنفسهن من الذهنية الذكورية والقضاء عليها ضمن المجتمع.

يصادف الـ 25 تشرين الثاني/نوفمبر، اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، اختارته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 17 كانون الأول/ديسمبر 1999، يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة في جميع أنحاء العالم، واختير هذا اليوم بالتحديد تزامناً مع اليوم الذي قتلت فيه الأخوات ميرابال عام 1960 وهنَّ باتريا وماريا مينيرفا وماريا تيريزا من دومينيكا الجزيرة الصغيرة في البحر الكاريبي، على يد الرئيس رافائيل تروخيو الديكتاتوري.

 

"ثورة المرأة غيرت الذهنية الذكورية في المجتمع"

قال الرئيس المشترك لهيئة البيئة في إقليم الفرات عارف بالي "يجب علينا الحديث بداية عن المجتمع الطبيعي عندما كانت المرأة هي من تقود المجتمع ففي ذلك الوقت كانت العدالة والمساواة والديمقراطية متواجدة في كافة المجتمعات لأن النساء هن من تقدن هذه المجتمعات، لكن عندما حكم السومريين المجتمع سلبت من المرأة القيادة وأسسوا نظام الطبقات في المجتمع لتبدأ المجازر والتفرقة بين الجنسين والرأسمالية إلى جانب كل هذا المرأة قاومت وناضلت لوقت طويل لكي تعيد ما سلب منها".

وأوضح أنه بالرغم من نضال المرأة من أجل استعادة حقوقها ألا أن الذهنية الذكورية منعتها من ذلك "الذهنية السلطوية جعلت المرأة دون إرادة وقوة وهوية لتفرض عليها بأن تعيش فقط داخل المنزل من أجل العمل وتربية الأطفال ومع سلبهم لحق المرأة نشروا اللامساواة والظلم والعبودية ضمن المجتمع".

وعن التغيرات التي طرأت على شخصية المرأة مع ظهور حركة التحرر الكردستانية وانتشار فكر القائد عبد الله أوجلان قال "مع تأسيس حركة التحرر الكردستانية وانتشار فكر القائد عبدالله أوجلان الذي اتسم بالعدالة والديمقراطية والمساواة كان لا بد أن تعود المرأة كما في المجتمع الطبيعي ويكون لها دور وأهمية ضمن المجتمع ويطبق ذلك على الأرض الواقع، فكانت ثورة المرأة في روج آفا السبيل لإعادة ما سلب من المرأة من حقوق، وأعطت للنساء الفرصة لتحرير ذاتهن وقيادة الثورة والمجتمع ومن أجل تحقيق الديمقراطية".

وبين أن "للعنف أشكال عديدة، لكن العنف النفسي له التأثير الأكبر كون هذا النوع يمارس من قبل الدول الحاكمة والرجل في المنزل ومن قبل الذهنية التي تسيطر على المجتمع فهو يقضي على فكر المرأة وإرادتها، لكن بفضل فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان وصلت المرأة لمراحل متقدمة واستطاعت القضاء على هذه الذهنية".

وأكد "نحن الرجال العاملين في مؤسسات الإدارة الذاتية نعمل ونقاوم ونناضل إلى جانب المرأة بهدف تحقيق المساواة والعدالة والعودة إلى نظام المجتمع الطبيعي، ولكي نصل إلى قناعة بأن المرأة من الناحية الفكرية والجسدية والعلمية هي كما الرجل وليس هنالك فرق بين الجنسين".

 

"بالمقاومة سنقضي على العنف ضد المرأة"

من جانبه قال الرئيس المشترك لهيئة الاقتصاد في إقليم الفرات عزيز عبدي "يمارس العنف ضد المرأة في الشرق الأوسط بنسبة كبيرة جداً، وله عدة أشكال وتأثيرات سلبية كبيرة على النساء والمجتمع بأكمله من كافة الجوانب"

وأوضح أن هناك عدة أسباب لممارسة العنف ضد المرأة أولها اجتماعية وهي العادات والتقاليد التي أعطت الرجل الحق بفرض سيطرته على المرأة وتحت مسمى العيب تمنع الأخيرة من ممارسة أبسط حقوقها، كما أن ضعف تطبيق القوانين الصارمة تجاه المعنف يمثل سبباً أخر، بالإضافة إلى الأسباب الاقتصادية فالمرأة تضطر إلى تحمل كافة أساليب العنف الاقتصادي في سبيل العمل في ظل الوضع المتردي.

وعن الحلول التي من الممكن اتباعها للقضاء على ظاهرة العنف ضد المرأة بين "أن الحل للقضاء على العنف ضد المرأة يبدأ من المنزل من خلال تربية الطفل بشكل جيد وتعريفه بأن المرأة هي الاساس وهي من تربي الأجيال، الحل الثاني يكمن بوضع نظام تعليمي ضمن المدارس حيث تتضمن المناهج التعليمية دروس حول حقوق المرأة، وأيضاً الإعلام يلعب دوره في توعية المرأة والمجتمع".

 

"عندما تكون المرأة حرة سيكون المجتمع حر وديمقراطي"

وبدوره قال الرئيس المشترك لهيئة التربية والعليم في إقليم الفرات بكر جرادة  "يمارس العنف على كافة فئات المجتمع وحتى الطبيعة لكن أكثر الفئات تأثراً هي المرأة، ففي الدول الأوروبية يمارس العنف على المرأة عبر جعلها كسلعة تجارية، وفي الشرق باسم الدين والعادات والتقاليد، وهناك أساليب أخرى كثيرة يمارس العنف تحت ماهيتها".

وأكد أنه عندما تكون المرأة حرة بالتالي سيكون المجتمع حراً لأنها عماد وأساس المجتمع "عندما تكون المرأة حرة ستربي جيلاً حراً وسينشئ مجتمعاً حراً بالتأكيد".