رغم القمع... نساء مقاطعة كابيسا مستمرات في نضالهن ضد قوانين طالبان

أكدت النساء المحتجات في مقاطعة كابيسا "نحن لسنا خائفين من القمع والتهديد والسجن والتعذيب الذي نتعرض له من قبل حركة طالبان، وسنواصل السير على الطريق الذي اخترناه".

بهاران لهيب

كابول ـ مقاطعة كابيسا هي إحدى المقاطعات الصغيرة ولكن مهمة في أفغانستان، وتقع في الشمال الشرقي من كابول. تشتهر كابيسا بمناظرها الطبيعية الجميلة وحدائقها الوارفة وبحارها الوفيرة ومنتجاتها الزراعية المتنوعة مثل العنب والرمان والتفاح. كما أن لهذه المقاطعة أهمية من الناحية التاريخية وتعتبر من المراكز الثقافية والحضارية القديمة.

خلال الهجوم الأمريكي وقوات حلف شمال الأطلسي على أفغانستان، كان للفرنسيين أحد مراكزهم العسكرية المهمة في مقاطعة كابيسا. ويبدو أن وجودهم كان لتوفير الأمن ومحاربة المتمردين، والمساعدة في إعادة إعمار وتنمية المناطق المحلية، ولكن بمجرد الدخول إلى هذه المقاطعة لا يوجد أي أمان فيها كما فقدت العديد من العائلات أفرادها هناك، فخلال العشرين عاماً الأخيرة كانت جميع الشعارات فارغة في أيدي الحكام في أفغانستان.

وتخضع مقاطعة كابيسا لسيطرة حركة طالبان، كغيرها من مناطق أفغانستان الأخرى، ومع عودة طالبان إلى السلطة، تم فرض قيود على الأنشطة الاجتماعية والسياسية والثقافية، خاصة بالنسبة للنساء. وبنفس الطريقة، فإن نساء هذه المقاطعة الشجاعات لم تقفن ساكنات بل واجهن القمع والاعتقال والسجن والتعذيب، ولا زلن مستمرات في النضال من أجل حقوقهن وحرياتهن.

كما أن نساء هذه المقاطعة تواصلن النضال بطرق مختلفة، فالبعض منهن تظهرن معارضتهن لسياسيات حركة طالبان من خلال عقد التجمعات الاحتجاجية الصغيرة وسرية، كما تحاول البعض منهن تنظيم تدريبات غير رسمية ومهارات تقنية ومساعدة النساء الأخريات في المجتمع من خلال إنشاء شبكات محلية ومجموعات دعم، كما تستخدم نساء كابيسا الفن والأدب كوسيلة للاحتجاج، عن طريق كتابة المقالات والشعر والقصص التي تعكس الظروف المعيشية الصعبة للمرأة في ظل نظام حركة طالبان.

ويدل قمع واعتقال النساء إلى محاولة إسكات أصوات المتظاهرين والحد من مساحة الأنشطة الاجتماعية وحقوق الإنسان في أفغانستان.

وقالت النساء المحتجات في مقاطعة كابيسا "نحن لسنا خائفين من القمع والتهديد والسجن والتعذيب من قبل حركة طالبان. وسنواصل السير على الطريق الذي اخترناه". مؤكدات "يجب أن يكون خوفنا هو إسكات هذه الأصوات. لكننا نأمل أن يؤدي نضال نسائنا يوماً ما إلى إسقاط حكومة طالبان".