رغم الحدود الفاصلة... نساء كوباني تساندن أهالي شمال كردستان

أكدت نساء كوباني على تضامنهن مع نساء وأطفال شمال كردستان اللواتي فقدن عائلاتهن ومنازلهن، إثر الزلزال الذي ضرب البلاد قبل أسبوع.

نورشان عبدي

كوباني ـ أعلنت نساء مقاطعة كوباني بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا، عن تضامنهن مع النساء والأطفال والأهالي في مناطق شمال كردستان في المحنة التي يمرون بها نتيجة للزلزال الذي ضرب المنطقة وأسفر عن أضرار بشرية ومادية مروعة.

تعد مناطق شمال كردستان الأكثر تضرراً من بين المناطق التي ضربها زلزال بلغت شدته 7.7 درجة على مقياس ريختر، الاثنين الماضي 6 شباط/فبراير، مخلفاً عشرات الآلاف من القتلى والمصابين والمشردين.

وتقول جيهان مصطفى من مدينة كوباني بشمال وشرق سوريا التي طالها تأثير الزلزال المدمر "مع حلول فجر يوم الاثنين ضرب زلزال مدمر تركيا وسوريا وخاصة مدن شمال كردستان، لقد كانت مدينتنا من بين المدن التي تأثرت بارتدادات الزلزال، أجبرت وعائلتي على الخروج من منزلنا الذي دُمر إثر الزلزال، نحن نعيش الآن في مخيمات الإيواء خوفاً من الموت تحت الانقاض".

وأوضحت أن الخوف يسيطر على أهالي مدينة كوباني خاصةً هؤلاء اللواتي تقطن في المباني المؤلفة من عدة طوابق، لافتةً إلى الأضرار في المدينة اقتصرت على أضرار مادية.

وحول ما تعرض له أهالي شمال كردستان تقول "نحن نساء كوباني نشعر بالمأساة التي تعاني منها النساء في شمال كردستان، ونؤكد على تضامننا معهن في محنتهن، وسنساند أهالي شمال كردستان كما ساندونا خلال مقاومة كوباني، حيث قدموا كل ما بوسعهم من أجل انتصار أبناء المدينة على مرتزقة داعش، لقد أرسلوا أبنائهم للمشاركة في الدفاع عن مدينتنا، اليوم من واجبنا الوقوف إلى جانبهم في مأساتهم رغم الحدود التي تفصل بيننا".

وأضافت "أكثر ما تأثرت به هو بقاء النساء والأطفال تحت الأنقاض في المناطق المنكوبة، لقد آلمتنا كثيراً تلك المشاهد التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وأظهرت كيف يتم إخراج الناجين من تحت الركام وخاصة تلك التي تظهر أطفال ظلوا أيتاماً، لن أستطيع نسيان هؤلاء الأطفال، ليتنا استطعنا فعل أي شيء من أجلهم، لكن ليس بمقدورنا فعل أي شيء سوى التضامن معهم من خلف السياج الحدودي".

وحول معاناة الأهالي من الكارثة البشرية تقول سميرة أحمد "العديد من الدول ساندت مدينة كوباني خلال المقاومة التي أبدتها في وجه مرتزقة داعش، كان من ضمنهم نساء شمال كردستان اللواتي وقفن مع المقاتلين والأهالي، لذا من واجبنا الوقوف معهم في محنتهم هذه"، مضيفة "إن معظم المناطق التي تضررت إثر الزلزال مناطق كردية، لذا سارع الاحتلال التركي إلى إنقاذ الناجين في المناطق التابعة لها، ليبقى أهالي مدن شمال كردستان يستغيثون طالبين المساعدة تحت الأنقاض".

وتساءلت "أين هي الإنسانية؟، بينما هناك نساء في المناطق المنكوبة قد سويت منازلهن ولا تجدن من يقدم المساعدة لهن، لا يزال الاحتلال التركي ومرتزقته ينجرون وراء المصالح السياسية، هنالك العشرات من القافلات الإغاثية التي أرسلتها الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا من مساعدات ومحروقات إلى تلك المناطق، ولكن تركيا ومرتزقتها تعرقل وصول هذه القوافل للشعب المتضرر، أنه ليس وقت للتفكير في المصالح السياسية والعسكرية، يثبت الاحتلال التركي مرة أخرى للعالم، بأنه بلا ضمير فقد ترك الناس في المناطق المنكوبة في وضع مأساوي".

 

"قلوبنا تنبض ألماً"

ومن جانبها قالت ليلى أحمد "نحن اليوم من مدينة المقاومة كوباني نتضامن مع النساء في شمال كردستان ونتقاسم معهن الوجع والألم الذي يعانون منه بعد ضرب الزلزال لمناطقهن".

وأوضحت أن النساء هن الأكثر تضرراً في الكوارث والحروب "يجب ألا يكون هناك فرق فيما إذا كان ذاك كردي أو عربي أو تركي، يجب تحقيق العدالة والمساواة بين كافة الشعوب".