نساء شرق كردستان تؤكدن على عدم كفاءة السلطات الإيرانية في إدارة الأزمات

أكد أهالي مدن شرق كردستان أنه بعد جمعهم للمساعدات من أجل تقديمها للمتضررين من الزلزال الذي ضرب مدينة كرماشان في عام 2017، أخذت قوات الباسيج المساعدات من أجل تقديمها باسم مركزهم.

سایدا شیرزاد

مركز الأخبار ـ إن التكاليف الباهظة للحوادث غير المتوقعة والأضرار الناجمة عنها في مجتمعات مثل إيران ليست ظاهرة عشوائية ومفاجئة، بل هي نتاج عدم فعالية إدارة الكوارث والأزمات خلال وقوعها، فبالنظر إلى بعض الكوارث التي وقعت في البلاد مثل زلزال بَم عام 2003، وزلزال بروجرد عام 2006، والذي ضرب كرماشان في عام 2017، وزلزال خوي هذا العام، يتضح أن إدارة الأزمات لم تتطور على الإطلاق خلال هذه الأعوام.

الزلزال هو كارثة طبيعية، ولكن عندما يتعلق الأمر بسياسات التنمية، فإنه يكتسب طابع سياسي ـ اجتماعي ويتداخل مع الخطط السياسية الكبرى وقرارات الحكومة.

وبعد عدة حوادث مثل الزلزال المدمر في منطقة سربل ذهاب بكرماشان، والفيضانات في المحافظات الجنوبية بما في ذلك شيراز، وانقطاع المياه والكهرباء في جزء كبير من خوزستان؛ أظهر الزلزال الأخير في مدينة خوي مرة أخرى عدم كفاءة الحكومة الإيرانية بإدارة الأزمات في البلاد.

 

السلطات لم تقدم أي مساعدة للمتضررين من الزلزال

سارة. م كانت من بين عمال الإغاثة عندما ضرب زلزال مدينة كرماشان بشرق كردستان، أكدت أن كل المساعدات المرسلة إلى المدينة كانت من قبل الأهالي، وأن الحكومة ساعدت المتضررين فقط بإعطائهم قرض صغير.

وأضافت "أمضى زوجي عشرة أيام في منطقة يارسان في كرماشان لمساعدة منظمة خيرية في بناء مسكن للمتضررين. لأن المنطقة بعيدة عن منطقة سربل ذهاب نادراً ما يتلقون المساعدة. دائماً ما يكون أهالي منطقة يارسان مضطهدين ولا يدعمهم أحد".

وأشارت إلى أن زوجها قال لها أن السلطات الإيرانية لم تقدم أي مساعدة للأهالي المتضررين، موضحةً أنه ذهب مسؤول يدعى عبد الحسين سرداري إلى المدينة ليوم واحد والتقط بعض الصور وغادر، وأراد أن يلقي اللوم على أفعال المنظمة الخيرية.

وكانت سارة. م وأقاربها من بين المتضررين بالزلزال، وعن تعويضات السلطات للأهالي تقول إن "السلطات ساعدت الناس فقط بإعطائهم قرض بقيمة 30 مليون تومان. عاش الكثير من سكان سربل ذهاب في كرفانات أعدها لهم الأثرياء".

 

"أراد الباسيج تقديم المساعدات باسم مركزهم"

وقامت شيما أحمدي وزوجها اللذان يقطنان في مدينة سنه بشرق كردستان بجمع الخبز والمواد الأساسية والصحية والغذائية للمتضررين من الزلزال في منطقة سربل ذهاب في كرماشان، وعن ذلك تقول "بعد أن وقع الزلزال في مدينة كرماشان، قمنا بجمع الأموال واشترينا المواد اللازمة، وصنع بعض أصدقائنا الخبز، فانطلقنا بعدة سيارات لمساعدة أهالي سربل والقرى المحيطة بهم".

وأضافت "عندما ذهبنا من الطريق الرئيسي، أغلقت قوات الباسيج الطرق ولم تسمح لنا بتقديم المساعدات للأهالي بنفسنا لأنهم أرادوا تقديمها باسم مركزهم وليس كمساعدات عامة. كان علينا أن نوصل المساعدات من الطرق الجانبية وليس الرئيسية. كانت هناك بعض القرى التي لم تتلق أي مساعدات على الإطلاق".

 

"قدمت السلطات قرضاً بسيطاً بشروط خاصة"

من جانبها قالت آسو جوهري وهي من مدينة سنه وتعيش في منطقة سربل ذهاب "كان هناك الكثير من المساعدات، لكن الحكومة أعطت الأوامر فقط من بعيد وحاولت أن تقول إنها تساعد وتسيطر على الوضع بالشعارات".

وأضافت "تم تدمير منزلنا بالكامل واضطررنا للعيش في كرفانة لفترة طويلة. لم تقدم الحكومة أي مساعدة من أجل بناء المنازل بشكل أسرع، بل أعلنت أنها ستعطي قرضاً لكن له شروطه الخاصة. لقد كان الحصول على قرض من المتاعب التي تخلينا عنها. في الأيام الأولى من الزلزال، جاء المسؤولون إلى المنطقة والتقطوا بعض الصور وقالوا إنهم سيقدمون الكثير من المساعدات لكن لم يفعلون أي شيء من ذلك".