نساء مخيم مخمور تؤكدن أن الهجمات والصعوبات لن تقف أمام مقاومتهن

يواجه النازحون في مخيم مخمور في إقليم كردستان العديد من الصعوبات والهجمات من قبل الدولة التركية المحتلة مؤكدين أنهم مستمرون في نضالهم.

برجين كارا

مخمورـ لطالما ترك سكان مخيم مخمور اللاجئين الذين هاجروا منذ التسعينيات بصماتهم على صفحات التاريخ بنضالهم ومقاومتهم، وبسبب قمع الدولة التركية المحتلة وفرض الحراسة الأمنية للقرى أجبروا على النزوح من مناطقهم، واختاروا طريق اللجوء لأنهم لم يقبلوا بحياة بدون كرامة. 

واجه اللاجئين في مخيم مخمور الموت والجوع والابتعاد عن وطنهم، لكنهم لم يقبلوا الخيانة أبداً، فقد الكثير منهم على طريق اللجوء حياتهم، أحرقت قراهم أمام أعينهم، وتعرضوا لجميع أشكال الهجمات، سواء من قبل الدولة التركية المحتلة أو من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني.

قاوم سكان مخمورهجمات الدولة التركية المحتلة والحزب الديمقراطي الكردستاني من خلال حماية ثقافتهم ومقاومتهم، وناضلوا بكل قوتهم رغم الصعوبات والعقبات التي مروا بها والتي زادت من قوتهم وإرادتهم، وعلى الرغم من أنهم ابتعدوا عن وطنهم، إلا أنهم حافظوا على ثقافة منطقتهم، وبعد الذهاب إلى مخيم مخمور بدأوا في بناء حياة جديدة لأنفسهم جعلوا من المكان الذي لم يكن يستطيع البشر ولا الحيوانات العيش فيها مكاناً للعيش والحياة، وبنوا لأنفسهم حياة جديدة وواصلوا مسيرة نضالهم، وأكثر من عانى هم نساء المخيم اللواتي كافحن ضد الهجمات من جهة وضد العقلية المتخلفة التي تم غرسها في المجتمع من جهة أخرى، ونجحن في نضالهن مع فلسفة القائد عبد الله أوجلان التي تؤكد على حرية المرأة، لذلك كسروا كل الأنماط العقائدية الراسخة في المجتمع وقدن مقاومة مخيم مخمور وجعلوا من المصاعب والعقبات إرادة وإيمان.

تقول أمينة نيرويهي إحدى النساء التي نشأت في خضم الهجرة وكان لها نصيب من مشاق وصعوبات حياة الهجرة والتي لم ترى قريتها ألا عندما كانت طفلة فقط، "غادرنا القرية بسبب ضغوط الدولة التركيةً، قضيت طفولتي كلاجئة، كانت عائلتي مرتبطة بالحركة التحررية الكردستانية، لم أر قريتي كثيراً كنت صغيرة عندما أتينا إلى المخيم بعد تدمير قريتنا، وذهبنا إلى العديد من المدن من ثم إلى إقليم كردستان".

وأشارت إلى أنهم عندما كانوا في القرية قالوا لهم إما أن تصبحوا حراس القرى أو عليكم المغادرة لم تقبل عائلتها هذا القرار لذلك اختارت مغادرة القرية والهجرة إلى مكان أخر، لتدمر فيما بعد الدولة التركية قرى منطقة كابار" بعد أن أتينا إلى جنوب كردستان، مارس حزب الديمقراطي الكردستاني نفس الضغط علينا، قتلوا شعبنا واعتقلوهم، وعذبوهم، وأخذوا كل مواشينا ولم يتركوا لنا أي شيء، في كل منطقة استقرينا فيها فرضوا علينا الحصار لشهور، كانت إتروش (ناحية ضمن محافظة دهوك) مكاناً جميلاً للغاية، لكنهم لم يسمحوا لنا بالعيش فيها ومارسوا نفس الضغط علينا".

وعن الذكرى التي عاشتها وسط الهجرة أوضحت "كنا في وادي القيامة في (ناحية اتروش التابعة لقضاء شيخان بمحافظة دهوك) عندما فرضوا علينا الحصار، لم يكن لدينا شيء هناك سوى بعض البلوط الذي كنا نقوم بسلقه وأكله، لن أنسى أبداً أنه كانت هناك طفلة أعطتها امرأة قطعة خبز، لم تعرف أمها ماذا تفعل من السعادة لأنها كانت تعاني من ألم شديد وكان طفلتها تتضور جوعاً منذ عدة أيام، في ذلك الوقت قام أهلنا أيضاً بنقع الخبز الجاف الذي كان علفاً للماشية وكسره إلى قطع وإطعامنا إياه، كنا نشرب المياه من المكان الذي كانت تشرب منها ماشيتنا".

وأضافت أنهم بعد أن وصلوا إلى المخيم واجهوا العديد من الصعوبات داخله "لم يكن هناك سوى الغبار، وعندما كان ينجلي الغبار كنا نقوم بإزالة النايلون من على الخيمة، فتخرج آلاف العقارب من تحتها، فقد العديد من الأشخاص حياتهم بسبب تلك العقارب، قمنا بصناعة الطوب الطيني من المياه التي كنا نحضرها من المستنقعات وبنينا منازلنا بأنفسنا، كانت حياتنا في مخمور مليئة بالصعوبات، لكن تجاوزنها كلها بإرادتنا القوية لأنه أن لم تكن هناك إرادة لا يمكن للمرء أن يعيش".

وأشارت إلى أن التعليم أهم من أي شيء لأنه الطريق الأساسي لمواصلة نضالهم وتنميتهم "لم أذهب إلى المدرسة، أنا نادمة جداً لأنني لم ادرس لا أستطيع قراءة أي شيء، لذلك أطلب المساعدة من أطفالي، أحثهم دائماً على الذهاب إلى المدرسة والتعلم، لأنها أهم من أي شيء آخر فإذا لم يكن لديك تعليم فلن تتمكن من عمل أي شيء، فأطفال اليوم يعرفون كل ما تسألهم عنه لأنهم درسوا ولكن لم تكن هناك فرصة للدراسة في وادي القيامة، كان هناك دروس تعليم مرتين في الأسبوع، ذهبت أختي إلى المدرسة وأنا لم أذهب، كانت تقول لي دائماً عليك أن تدرسي أيضاً وألا سوف تندمين لكنني لم ادرس" مؤكدةً أنهم رغم كل شيء سيستمرون في نضالهم حتى النصر.