نساء عفرين: يريدون قتلنا بشتى الطرق لكننا مقاومون

في حصار خانق تفرضه حكومة دمشق على مقاطعة الشهباء منذ أكثر من خمسة أعوام، نساء في مخيمات عفرين تعبرن عن معاناتهن جراء انعدام كافة سبل الحياة في المقاطعة، كما أن هيئة البلديات هناك تحذر من كارثة إنسانية.

فيدان عبد الله

الشهباء - منذ نزوح أهالي عفرين قسراً إلى مقاطعة الشهباء في شمال وشرق سوريا عام 2018 وإلى اليوم، وحكومة دمشق تشدد حصارها على المقاطعة، حيث حرمت الأهالي هناك من جميع مقومات الحياة الأساسية والضرورية.

 تفتقد مقاطعة الشهباء اليوم للكثير من المواد الأساسية بسبب الحصار وعلى رأسها الأدوية والمحروقات التي أثرت قلتها على عمل الكثير من الأفران ووسائل النقل، كما أنها تؤثر بشكل كبير على قطاع الزراعة الذي يحتاج لاستخدام الجرارات الزراعية والحصادات وما إلى ذلك، بالإضافة للتقنين الشديد في توزيع مياه الشرب على الأهالي بسبب قلة ساعات عمل صهاريج المياه التي تحتاج إلى مادة الوقود.

وخلال الخمسة أيام الماضية يعيش أهالي مقاطعة الشهباء ومهجري عفرين في ظلامٍ دامس أو على ضوء القناديل والشموع.

 

'الإدارة ستضطر إلى تقنين خدماتها في ظل استمرار الحصار'

أكدت الرئيسة المشتركة لبلدية ناحية فافين في مقاطعة الشهباء بشمال وشرق سوريا بثينة كالو أنه قبل هذه الظروف التي ألت إليها المقاطعة اليوم بسبب الحصار الخانق الذي تفرضه حكومة دمشق، كان الأهالي يحصلون على الكهرباء من خلال المولدات الكهربائية المنتشرة في جميع نواحي وقرى مقاطعة الشهباء وناحية شيراوا التابعة لعفرين، بتقنين أكثر من 6 ساعات في المساء وساعتين في النهار.

وأردفت أنه مع استمرار الحصار وعدم السماح للمحروقات وغيرها من أساسيات وضروريات الحياة بالدخول إلى المقاطعة، حدث انخفاض كبير وملحوظ بكمية المحروقات التي كانت بحوزة إدارة المنطقة، لذلك تم تقنين ساعات الكهرباء من 6 ساعات إلى 3 ساعات فقط، ومع استمرار الحصار وتضييق الخناق بشكل غير مسبوق تم قطع الكهرباء بشكلٍ كامل منذ 27 نيسان الماضي على جميع قرى ونواحي المنطقة.

وشددت على أن الحصار وعدم توفر المحروقات لم يكن السبب في انقطاع الكهرباء فحسب، بل أثر أيضاً وبشكلٍ مباشر على جميع الخدمات والأعمال التي تقدمها بلديات الشهباء للأهالي، منها تزويد المنازل بالمياه من خلال الصهاريج التابعة لها، كما أن سيارات النظافة باتت تعمل بشكل أقل بسبب فقدان مادة المازوت وهو أمر ينذر بكارثة إنسانية حيث أن الأوبئة سوف تنتشر بين الأهالي بسبب النفايات المتراكمة.

وأكدت بأن الحصار يضع المقاطعة في سياق كارثي بحت خاصة مع اقتراب فصل الصيف، حيث أنه من الضروري رش المبيدات الحشرية لحماية الأهالي من الأمراض والأوبئة، وهو الأمر الذي لن تتمكن الإدارة من القيام به بسبب الحصار وانعدام المواد الأولية اللازمة.

وفي ختام حديثها ناشدت بثينة كالو المنظمات الإنسانية والجهات المعنية للضغط على حكومة دمشق لفك الحصار الخانق الذي تفرضه على مقاطعة الشهباء التي تعيش كارثة إنسانية بسبب عدم توفر مادة المازوت وبالتالي توقف عملية توزيع مياه الشرب بشكلٍ كامل بالإضافة لتوقف الأفران والنقاط الطبية.

 

"نجلس في الظلام كما وكأننا في القبر"

وخلال رصد حياة مهجري عفرين في المخيمات في ظل الحصار الخانق، قالت لطيفة محمد أن المهجرين واجهوا وعاشوا جميع الظروف القاسية بدءاً من التهجير القسري على يد الاحتلال التركي وانتهاءً بالحصار الخانق الذي تفرض حكومة دمشق على مقاطعة الشهباء منذ أكثر من خمسة أعوام متواصلة، وأكدت أنهم خلال الأيام القليلة الماضية باتوا يستنيرون على ضوء الشموع والقناديل كما في الزمان القديم، نظراً لانقطاع التيار الكهرباء بشكل كامل بسبب فقدان مادة المازوت في المقاطعة.

وعبرت عن المأساة والمعاناة التي يواجهها الأهالي في ظل هذا الحصار "ثمن الشمعة الواحدة يتعدى الألف ليرة، ونحن نحتاج لإشعال أكثر من 3 شماعات في الليلة الواحدة وهو الأمر الذي لا تستطيع جميع العوائل القيام به، فعندما تنطفئ الشمعات الثلاث نضطر للجلوس في العتمة، ونستذكر الأيام الجميلة التي قضيناها في عفرين، كيف كنا وأين أصبحنا؟"، وأضافت "إن لم نتحلى بالإرادة والصبر والقوة لن نتمكن من الاستمرار في مقاومتنا التي تشكل طريقنا الوحيد نحو النصر، إنه شعارنا في الحياة منذ اليوم الأول لإعلان مقاومتنا بوجه الاحتلال التركي وجميع الأنظمة الفاشية الساعية لكسر إرادتنا وعزيمتنا وسلب أرضنا وهويتنا، سنبقى صامدون حتى تحرير عفرين والعودة بكرامة إليها".

 

"مقاومتنا نصر لنا وسنتمسك بها"

ترى ألفت بركو وهي مواطنة مهجرة من عفرين في مقاطعة الشهباء، أن الغاية من الحصار الخانق الذي تفرضه حكومة دمشق على مقاطعة، تنتمي لجملة غايات الأنظمة الفاشية والرأسمالية التي ترمي إلى إفشال ثورة أهالي شمال وشرق سوريا وزرع العراقيل في طريقهم.

وأكدت أنه ما من قوةٍ أو دولة قادرة على النيل من إرادة أهالي عفرين والشهباء، وأنهم صامدون ومقاومون رغماً عن جميع المصاعب وقادرين على تخطي جميع العقبات والصعوبات بالتكاتف والإرادة.