نازحو عفرين... قصة أمل بالعودة لا تنتهي

شن الاحتلال التركي والمرتزقة التابعة له هجمات على مقاطعة عفرين بشمال وشرق سوريا بتاريخ 20 كانون الثاني/يناير 2018 بكافة الأسلحة، ودامت هذه الهجمات 58 يوماً إلا أن تمكنت تركيا من احتلال المدينة في 18 آذار/مارس من العام ذاته.

سيبيلييا الإبراهيم

منبج ـ قاوم أهالي عفرين الاحتلال التركي بكل السبل وبقوا تحت قصف الطائرات الهمجي ولم يخرجوا من أرضهم حتى أخر رمق، وبعد مرور خمسة أعوام لا زال الأهالي يقاومون تحت خيم النزوح المنصوبة على أرض مقاطعة الشهباء بشمال وشرق سوريا على أمل العودة لعفرين المحتلة.

ثمانية وخمسون يوماً من المقاومة بوجه الاحتلال التركي وبوجه إثنان وسبعون طائرة وأسلحة الناتو الخطيرة قاوم أهالي عفرين بكل الفئات وبكل السبل ولم يسمحوا لاحتلال التركي بأن يحتل أرضهم بسهولة.

بيرفان محمود (27) عاماً من ناحية شيروا التابعة لمدينة عفرين المحتلة، قصدت مدينة منبج بعد احتلال عفرين تستذكر اللحظات الأولى للهجوم على المنطقة، قائلة "بدأ الاحتلال التركي بشن هجومه على مدينة عفرين في كانون الثاني 2018 في تمام الساعة الخامسة عصراً، لم يكن مجرد هجوم كان هجوم بربري بالطائرات والقصف المستمر على كافة المناطق والمنازل، فخلق ذاك الهجوم صدمة في أنفسنا لقسوة المشهد".

 

هدف تركيا ضم عفرين للأراضي التركية وليس إنشاء منطقة أمنة

وعن هدف الاحتلال التركي من الهجوم على المنطقة بينت "لم يكن هدف تركيا فقط استهداف النقاط العسكرية والمقاتلين بها لكن كان هدفها أكبر من ذلك وهو احتلال أرض عفرين وضمها للأراضي التركية، فخلال قصفها لم تفرق بين مدني أو عسكري كان الجميع مستهدف من قبل طائراتها وقصفها على عفرين، وجراء القصف الهمجي لجئنا إلى الجبال لنحمي أنفسنا، فكان هجومها على عفرين تحت حجة إنشاء منطقة أمنة وحماية أمنها القومي، لكن كل هذا كانت شعارات كاذبة فعفرين ليست منطقة إرهاب ليتم حمايتها، لكن لأن شعبها صاحب فكر حر ويحمي نفسه بنفسه قامت تركيا بالهجوم عليها".

 

"عفرين السلام أصبحت بؤرةً للإرهاب"

أكدت "أن حجة تركيا بأنشاء منطقة أمنة لا تمت للواقع بصلة فعفرين كانت مدينة السلام وحاضنة لكافة الوافدين من المناطق السورية التي شهدت معارك طاحنة، لكنها بعد احتلالها من قبل تركيا أصبحت بؤرة للإرهاب والفساد والفوضى، هنالك يومياً جرائم قتل وعنف تحدث بكافة الطرق والسبل بعد أن كانت منطقة سلام".

 

58 يوماً من المقاومة بكل السبل

تطرقت بيرفان محمود إلى مقاومة أهالي عفرين ومقاتليها "لحماية أرض عفرين حمل كل أهالي عفرين من كافة الفئات السلاح لحماية أرضهم فمنهم من قاوموا الاحتلال بالسلاح ومنهم من قاوموا بالبقاء في منزلهُ متحدين تركيا وهجماتها البربرية فكانت رائحة المقاومة تفوح من كل الأزقة ومن كل منزل، لم نعرف الاستسلام وقرارنا كان المقاومة لأخر رمق من دمائنا، وحتى لحظة خروجنا كانت قسراً وهروباً من القصف البربري الذي يطال مدينتنا ومنازلنا، فلم نعرف للخوف سبيل ولم نخشى الموت لكن الطائرات التي قامت باستخدامها تركيا لاحتلال عفرين هي من جعلت عفرين تقع تحت يد المرتزقة والاحتلال ورغم كل ذلك فقط قاوم شعبها لمدة 58 يوماً في وجه أقوى الأسلحة والطائرات".

 

كل شجرة زيتون كانت تحمي مقاتل

وأوضحت "كل مقاتل/ـة استشهد في سبيل حماية عفرين قاوموا مقاومة باسلة لغاية ارتقائهم لمرتبة الشهادة فكان هنالك مقاتلين/ـة يروون قصصهم لنا لا زلت أتذكر كان هنالك مقاتل أخبرنا أنه كان تحت شجرة الزيتون لوحدهُ وطائرات الاحتلال التركي تحوم فوق سماء عفرين والمرتزقة منتشرين على أرض عفرين قائلاً "وقف أحد المرتزقة بجواري وأنا تحت شجرة الزيتون لم يكن يراني فقمت باستهدافهُ ليقع أرضاً، فالأشجار أيضاً كانت تحمينا كمقاتلين ندافع عن أرض أجدادنا ومدينة السلام"، فالمقاومة الباسلة التي قام بها الأهالي وابنائها وحتى أشجار الزيتون كان لها دوراً في التصدي ومقاومة الاحتلال فكل شبراً من عفرين قاومت وفي سبيلها استشهد الكثير من أبناء وبنات عفرين للتصدي للمرتزقة والاحتلال وحماية عفرين".

وعن مقاومة المرأة قالت "الدور البارز والمقاومة الأكبر كانت للمرأة، وإحدى قصص المقاومة كانت للمقاتلة افرين التي حوصرت لمدة أسبوع كامل ولوحدها، وتم إعلان استشهادها لكن بعد فترة تبين أنها لم تستشهد وقاومت بكل إرادة وقوة وبقيت لمدة أسبوع دون شراب أو طعام، فكل مقاتلة أو مدنية قاومت بكل السبل وبكل إرادة والشهيدة بارين كوباني وافيستا خابور وهيزدا وسما هن أيقونات المقاومة في مقاومة العصر".

 

"لنعد لعفرين محررةً... ولنعيش في خيمةً تحت ظل شجرة زيتون"

وعن آمال أهالي عفرين المحتلة قالت "خرجنا من عفرين قسراً وبحزن وألم وأسى تركنا عفرين خلفنا للإرهاب والاحتلال، وإلى هذه اللحظة كل أهالي عفرين يعيشون على أمل العودة لأرض الزيتون فأهالي عفرين في مخيم النزوح يقولون سنعود إلى عفرين ومقاومتنا في مخيم سردم هي على أمل أن نعود لعفرين ونعيش على أرض أجدادنا، لنعود لعفرين ويكفينا أن نعيش تحت ظل شجرة زيتون وتحت خيمة مهترئة فقط على تراب أرض عفرين لا نريد شيئاً وحتى منازلنا لا نريدها فقط أن نعود وننصب خيمة على أرض أجدادنا ومدينتا".