ناشطات تونسيات: وحدات حماية المرأة في شمال وشرق سوريا تجربة نتمنى تعميمها في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

تعتبر تجربة وحدات حماية المرأة في شمال وشرق سوريا، التي تأسست عام 2013، فريدة من نوعها في المنطقة ككل

زهور المشرقي

تونس ـ تعتبر تجربة وحدات حماية المرأة في شمال وشرق سوريا، التي تأسست عام 2013، فريدة من نوعها في المنطقة ككل، كقوة دفاع عسكرية خاضت العديد من المعارك أبرزها ضد مرتزقة داعش، حيث أصبحت المرأة المقاتلة متصدرة للمشهد العسكري في روج آفا، وبات الجميع يركز على انتصاراتها.

ثمّنت رئيسة جمعية هن النسوية التونسية إيمان الشرفي، تجربة تشكيل وحدات حماية المرأة في شمال وشرق سوريا، وقالت "هذه التجربة تعد من النماذج التي يمكن النسج على منوالها في تونس، وهي مثال حي وناجح تروي مقاومة المرأة في المجال العسكري ونجاحها في تلك المهمة".

وأشارت إلى أن صيت وحدات حماية المرأة في شمال وشرق سوريا قد ذاع خلال السنوات الأخيرة خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب وتنظيم داعش، وتعتبر واحدة من أّبرز القوات المكافحة للإرهاب دولياً، مذكرةً بمشاركة هذه القوات في أكبر الحملات على غرار "غضب الفرات" حيث نجحن في تحرير الآلاف من الإيزيديات الأسيرات في أيدي مرتزقة داعش، مشددةً على أن وحدات حماية المرأة هي بمثابة القوة الكبرى للحفاظ على أمن المجتمع وحماية المرأة "لقد خاضت معارك عنيفة لمواجهة نيران الحرب والتنظيمات المتطرفة في شمال وشرق سوريا".

وعبّرت عن أملها في تشكّيل مثل هذه الوحدات في تونس لاسيما وأن التجنيد العسكري للنساء قد وجد منذ الاستقلال وليس وليد السنوات الأخيرة، موضحةً أن فكرة تجنيد الفتيات عسكرياً في تونس، تعود إلى ثمانينات القرن الماضي قبل تطورها إلى مشاريع قوانين تمت دراستها تحت قبة البرلمان التونسي، وبدأت أولى الخطوات التشريعية عام 1994، واستمرت النقاشات في كواليس البرلمان حول هذا المشروع إلى عام 1999 قبل الإعلان عنه رسمياً نهاية عام 2002.

وشددت على أنها ستكون من أوائل المنضمات لوحدات حماية المرأة إن تحقق الحلم بتشكيلها في تونس، لافتةً إلى أن خدمة الأرض والدفاع عنه هدف يشترك فيه الجنسين وليس حكراً على الرجال في إطار المساعي لتحقيق المساواة التامة بين الجنسين في تونس.

وقالت في ختام حديثها أن "تشكيل وحدات حماية المرأة يعد إنجازاً سيحاكيه التاريخ، نساء حملن السلاح من أجل الدفاع عن أرضهن، فلم يأبين لنظرة المجتمعات التقليدية المتخلفة ولا تلك النظرة الدونية للمرأة المقاومة الحاملة للسلاح والمدافعة عن الأرض وسلامته، لقد نجحن في كسر الحواجز".

ومن جانبها أوضحت رئيسة جمعية صوت حواء النسوية جنات كداشي، أن وحدات حماية المرأة في شمال وشرق سوريا، أثبتت مدى نجاح النساء في إدارة وحدة عسكرية في منطقة صراع ساخنة.

ووصفت تجربة وحدات حماية المرأة بالرائدة والفريدة من نوعها ولا يوجد مثيل لها في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجاءت في ظرفية مختلفة عن الظرفية التونسية، مشيدة بتمسّكهن بخطوط الدفاع الأمامية دون خوف في مختلف المعارك التحريرية على غرار تحرير الإيزيديات من قبضة مرتزقة داعش.

واعتبرت أنّ وحدات حماية المرأة جاءت في خضم صراع سياسي وانفلات أمني كبير في تلك المنطقة لتؤكد على مدى قدرة النساء على إدارة الأزمات والدفاع عن الأرض والعرض رغم تهديدات التنظيمات وكل العراقيل التي اعترضت سبيلهن في المقاومة، وتمنّت تعميم تجربة وحدات حماية المرأة على بلدان المنطقة وشمال أفريقيا لإثبات مدى قدرة النساء على إدارة الأزمات الأمنية وقدرتهن على حمل السلاح والقتال دون خوف وبشجاعة وصبر وأمل.

وفي ختام حديثها لفتت إلى أن تلك القوات لا تمثل إلا تلك الصورة التقدمية التحررية للنساء الكرد "للأسف لا نجد تناولاً لملف وحدات حماية المرأة إعلامياً، يجب الحديث عن هذه التجربة الناجحة والاستثنائية والفريدة".

فيما اعتبرت الناشطة النسوية بسمة السوسي أن تجربة وحدات حماية المرأة في شمال وشرق سوريا تجربة يجب النسج على منوالها لاعتبارها "درس نسائي في التحدّي والإصرار من أجل الحفاظ على الأرض والدفاع عن الوطن"، مشيرةً إلى أنّ نساء شمال وشرق سوريا بمختلف مكوناتهن العرقية والدينية أثبتن نجاحهن في خوض غمار هذه التجربة الصعبة والاستثنائية.

وأشارت إلى أن الصعود إلى الجبال في ظل واقع سياسي وأمني متدهور وخوض تجربة مكافحة التنظيمات الإرهابية لم يفقدهن أنوثتهن كنساء، مشددةً على أن الكرد منذ عقود عرفوا بشجاعتهم ودفاعهم الشرس عن المرأة إيماناً بمبدأ المساواة التامة الذي تقره وتنفذه شمال وشرق سوريا، "تجربة وحدات حماية المرأة التي لا يعرف عنها المجتمع المدني التقدمي في تونس شيء يجب التركيز عليها وتدريسها وتعميمها لتكون قدوة لنسائنا في تونس، حتى يفهمن معنى أن تهب امرأة بكامل أنوثتها وثقافتها ورصانتها عمراً من أجل بلاد حرة محررة".

وأكدت أن الوحدات هي بمثابة الثورة الفكرية التي عاشتها شمال وشرق سوريا، ثورة تمثلت في إقحام النساء في الدفاع العسكري الحقيقي لا الصوري مثل بقية دول المنطقة.

وأشارت إلى أن تشكيل وحدات حماية المرأة قد أنعش الآمال في مستقبل حر لجميع النساء والشعوب في المنطقة، في المقاومة وخوض مختلف المعارك النضالية العادلة، "إنها تجربة فريدة أعطتنا أملاً إنّنا كنساء قادرات على خوض كل المعارك مهما كانت خطورتها من أجل حريتنا ومن أجل حقنا في العيش بكرامة ضمن وطن ديمقراطي مختلف نتعايش فيه بسلام وأمان، هن خُضن التجربة باحثات عن الحرية المسلوبة وللدفاع عن ثورتهن، ونحن من موقعنا نهنئن ونشدّ على أياديهن وندعم شجاعتهن، فهن نساء لسن ككل النساء".