'تتعرض النساء لممارسات وحشية في المناطق المحتلة'

منذ بداية الأزمة السورية، كانت النساء الأكثر تضرراً. حيث تتعرض النساء للإهمال في مناطق سيطرة النظام، فيما ينتشر العنف والاغتصاب في المناطق المحتلة

قالت عضو لجنة نازحي سري كانيه زهرة سمو، إن النساء اللواتي يعشن في المناطق التي تحتلها تركيا ومرتزقتها بشمال وشرق سوريا تعرضن لكل أنواع العنف والإهانة والاختطاف والقتل.

رونيدا حاجي

الحسكة - منذ بداية الأزمة السورية، كانت النساء الأكثر تضرراً. حيث تتعرض النساء للإهمال في مناطق سيطرة النظام، فيما ينتشر العنف والاغتصاب في المناطق المحتلة. تعاني النساء في سوريا من فقدان الأطفال أو الأزواج أو الأقارب نتيجة الحرب، فضلاً عن آلام فقدان منازلهم وممتلكاتهم. ثلاث سنوات مرت على احتلال رأس العين/سري كانيه وتل أبيض/كري سبي والنزوح، ولا تزال عمليات القتل والتهديد والاغتصاب والتغيير الديموغرافي تتواصل بشكل كبير من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته، وبهذا الشكل يتم انتهاك حقوق المرأة في سوريا.

 

"النساء في المناطق المحتلة معرضات لجميع أشكال العنف"

قالت عضو لجنة نازحي سري كانيه زهرة سمو إن الجرائم التي ارتكبها الاحتلال التركي في المناطق المحتلة جرائم يندى لها جبين الإنسانية "تم تشكيل لجنتنا عام 2020، وهدفنا أن نكون قادرين على العمل بين النازحين ورفع مستوى المقاومة. حتى نتمكن من العودة إلى أرضنا وديارنا. وفي الوقت نفسه، فإننا نرصد أوضاع أهالي سري كانيه، وخاصة أوضاع النساء، ونحاول الحصول على أدلة على وحشية وتعذيب النساء والأطفال وكبار السن من قبل الدولة التركية ومرتزقتها. وبحسب رصدنا وتوثيقنا، فإن 423 شخصاً معتقلين حالياً في سجون سري كانيه وكري سبي، بينهم 55 امرأة و15 طفلاً. وفي سري كانيه، تعرضت 77 امرأة لاغتصاب، وقتل 4 مدنيين. سنواصل العمل من أجل رصد وتوثيق كل الجرائم التي ارتكبها الاحتلال التركي".

 

"يريدون القضاء على ثقافة وتاريخ الآلهة الأم"

وأكدت زهرة سيمو أن تل حلف معروفة بثقافة المرأة والآلهة الأم، حيث عمد الاحتلال التركي إلى استهداف التاريخ من خلال احتلال سريه كانيه "تشتهر مدينة سري كانيه بتنوع تركيبتها السكانية. حيث يعيش فيها الكرد والعرب والآشوريين والشيشان والشركس. لقد عززت جميع المكونات والقوميات وحدتها وتكاتفها تحت مظلة مشروع الأمة الديمقراطية وأصبحت قدوة في جميع أنحاء سوريا. من ناحية أخرى، فإن تل حلف هو تل تاريخي. ثقافة تل حلف هي ثقافة المرأة والآلهة الأم، وثقافة يمكن القول إنها كردية. ولهذا تم الهجوم على سري كاني مرتين متتاليتين، الهجوم الأول استهدف وحدة وتكاتف الشعوب والآخر استهدف تدمير تاريخ تل خلف وسرقة المواقع الأثرية. مع احتلال سري كانيه وبحسب ملاحظتنا يقوم المرتزقة بإجراء أعمال حفر في تل حلف وسرقة المقتنيات الأثرية. تم تحويل المزارات المقدسة ومزارات الشهداء إلى قواعد عسكرية. المكان الذي يحتفل فيه بعيد نوروز كل عام تحول إلى مكان عسكري. وهذا يدل على أن الاحتلال التركي يريد تدمير جميع المواقع التاريخية وبناء تاريخ جديد لنفسه".

 

"احتلال سري كانيه تسبب بأزمة اقتصادية"

وتطرقت زهرة سمو إلى الأزمة الاقتصادية وأزمة المياه في مقاطعة الحسكة، وقالت إن هذه الأزمة ظهرت مع احتلال سري كانيه "كانت سري كانيه مصدر الحياة في مقاطعة الحسكة. كانت محطة علوك مصدر المياه، كما أن المنطقة غنية اقتصادياً. جميع خضروات مقاطعة الحسكة يتم جلبها من سري كانيه. خلال فترة الاحتلال تم تنفيذ خطة وسياسة قذرة ضد سكان مقاطعة الحسكة وظهرت مشاكل الماء ومشاكل اقتصادية. التزمت الدول الصمت تجاه كل الأعمال العدائية ضد الشعب، لكن في حرب أوكرانيا رفع الجميع أصواتهم، مما يعني أن هناك خطة مشتركة، هناك مؤامرة قذرة يتم تنفيذها لإجبار الأهالي على الهجرة وإحداث تغيير ديموغرافي".

 

"تُرتكب أعمال غير إنسانية في المناطق المحتلة"

ولفتت زهرة سمو إلى الوحشية والعنف ضد المرأة في المناطق المحتلة "إن ما يحدث في المناطق المحتلة في سري كانيه وكري سبي وعفرين يصل إلى مستوى جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية. يرتكب الاحتلال التركي جرائم بحق النساء في شمال وشرق سوريا وغرب سوريا، انتقاماً لدور المرأة الرائد في دحر الإرهاب في عفرين وسري كانيه وكري سبي، وبهدف توجيه ضربة لمشروع الأمة الديمقراطية. ولأن المرأة يحق لها المشاركة في صنع القرار تحت مظلة هذا المشروع، فقد نالت المرأة معظم حقوقها وتعمل على المستويين السياسي والإداري. ولذلك تستمر جرائم الخطف والقتل والاعتداء الجنسي واغتصاب النساء والأطفال والتزويج القسري للفتيات والتعذيب الجسدي والنفسي".

 

"النساء في المناطق المحتلة تنتظرن تحريرهن"

واختتمت زهرة سمو حديثها بالقول "صحيح أننا طالبنا مرات عديدة بوقف ممارسات الاحتلال التركي، لكن الدول التي تنأى بنفسها عن القضية وتتجاهلها يجب أن تخرج عن صمتها. ما زلنا نتذكر ممارسات وإرهاب داعش ضد نساء شنكال. يجب على المنظمات الحقوقية والنسائية رفع أصواتها ومحاسبة الاحتلال. تواجه اليوم آلاف النساء في المناطق المحتلة جميع أنواع العنف وتأملن في أن تم تحريرهن. وكما بدأنا بمقاومة النساء وحققنا مكتسبات وانتصارات كبيرة، سنرفع وتير ومستوى المقاومة من خلال مقاومة المرأة في المخيمات وفي أصعب الظروف ونهزم الاحتلال ونعود إلى أرضنا".

 

https://www.youtube.com/watch?v=y2JfjvE6soI