متطوعات تطلقن مبادرات لمساندة متضرري الزلزال في إدلب

في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها النازحين في مراكز الإيواء والمخيمات العشوائية في إدلب نتيجة غياب المساعدات الإنسانية والدعم اللازم، بادرت العديد من النساء لتأمين وجبات الطعام للنازحين.

هديل العمر

إدلب ـ على وقع الزلزال الذي ضرب إدلب وما خلفه من آلاف النازحين في المخيمات التي تفتقر لأدنى مستويات المعيشة، أخذت نساء ومتطوعات على عاتقهن تأمين الطعام والوجبات الغذائية للفئات الأكثر ضعفاً وتأثراً من الكارثة المأساوية.

على مقربة من مخيمات مشهد روحين شمال إدلب، تجهد فتون الشيخ علي ( 45عاماً) وهي من سكان المخيم مع جاراتها بتحضير وجبات الطعام للنازحين المتأثرين بالزلزال المدمر الذين لجأوا للمخيمات المجاورة بعد تضرر أبنيتهم السكنية وانهيارها، ما جعلهم بأمس الحاجة لمثل هذه المساعدات.

وأوضحت أن الأسباب التي دفعتها لإطلاق المبادرة التي لاقت استحساناً وإقبالاً كبيراً من المتبرعين الذين هم أصلاً من النازحين والمهجرين الذين يعانون من ألم النزوح والتشرد.

وأشارت إلى أن مبادرتهم تعتمد على ما يجود به النازحين وسكان المخيمات من تبرعات، حيث تعمل برفقة عدد من النساء على جمع المساعدات الغذائية وطهيها لتشكيل وجبات غذائية تقدم للمحتاجين والمتضررين الذين يقطنون في المخيمات ومراكز الإيواء المجاورة لمخيمهم.

ولفتت فتون الشيخ علي إلى أن مبادرتهم خدمت منذ وقوع الكارثة أكثر من 2500 شخص معظمهم من النساء والأطفال، في ظل غياب شبه تام للرعاية والمساعدات الإنسانية التي من المفترض أن تقدمها المنظمات الإغاثية والجهات المعنية في المنطقة.

وعن المبادرة تقول نسرين الربيع (38 عاماً) وهي إحدى المتطوعات، أن حملة التبرعات تعتمد بشكل رئيسي على المواد الغذائية، وفي مقدمتها مواد "الأرز، والبرغل، والطحين، والخضروات" وغيرها من المواد الأساسية التي من شأنها التخفيف عن النازحين والمنكوبين.

وأوضحت أن عمليات الطهي تتم بطرق بدائية بواسطة عيدان الشجر والحطب والمواقد الطينية، نظراً لارتفاع سعر أسطوانة الغاز، وعدم قدرتهم على تأمينها لأنفسهم في الأحول الطبيعية.

وأشارت إلى أنه يتم توزيع الوجبات الغذائية على فترتين صباحية ومسائية، إذ أن عدد الوجبات المقدمة تختلف من عائلة إلى أخرى، بحسب عدد أفراد الأسرة، حيث يتم توزيع وجبة غذائية لكل شخصين في العائلة الواحدة.

ولا تخفي روان العبو (28عاماً) وهي نازحة متضررة من الزلزال، أهمية هذه الحملات التي خففت عنهم الكثير من المعاناة والمأساة، خاصةً مع غياب أدنى وسائل الرعاية والاهتمام بالنازحين الذين فقدوا جميع ممتلكاتهم وأموالهم بالزلزال المدمر.

وأضافت أن هذه المشاريع تساهم بشكل كبير في دعم النازحين مادياً ومعنوياً، إلا أنها تبقى محدودة وغير كافية نتيجة تخاذل الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية عن تقديم أي شكل من أشكال الدعم الإغاثي والمؤسساتي للمنكوبين الذي هم بأمس الحاجة إلى كافة سبل الرعاية الأولية.

وأكدت الناشطة أسماء اليوسف (35 عاماً) وهي متخصصة في تمكين المرأة ومقيمة في إدلب المدينة، على استدامة هذه المبادرات، وتقول "تعمل مثل هذه الحملات على تمكين التماسك الاجتماعي، كونها تتيح الفعاليات التشاركية بيع مختلف أطياف المجتمع المحلي".

وأوضحت أن هذه المبادرات تعتبر الملاذ الوحيد للنازحين والمتضررين من الزلزال، في ظل ضعف الاستجابة بتأمين الاحتياجات والمستلزمات الرئيسية والأساسية للحياة، وعلى رأسها الغذاء والدواء والمياه.