متلازمة روكيتانسكي... مرض نادر يصيب النساء

تعد متلازمة روكيتانسكي من الأمراض النادرة التي تصيب النساء، وأشارت بعض الدراسات بأن امرأة واحدة من كل 4500 امرأة حول العالم تولد برحم غير مكتمل أو من دونه كلياً

مركز الأخبارـ .
تدعى هذه المتلازمة باسم "متلازمة ماير روكيتانسكي كوستر هاوزر" نسبة للأطباء الذين اكتشفوها، تم اختصاره إلى "متلازمة روكيتانسكي أو متلازمة MRKH"، وتُعرف أيضاً باسم عدم التخلق المولري. 
وهي حالة نادرة تحدث في الجهاز التناسلي للفتاة قبل الولادة، وتسبب بعدم وجود المهبل أو الرحم أو نموهما بشكل جزئي غير كامل. ومن علاماتها غياب  الدورة الشهرية كلياً على الرغم من ظهور علامات البلوغ الأخرى كنمو الثديين وغيرها.  وتبدأ هذه العلامات بالظهور بعد بلوغ الفتاة سن 15 إلى 18 عاماً.
 
أنواعها وأعراضها 
تنقسم متلازمة روكيتانسكي إلى نوعين، في النوع الأول تحدث تشوهات فقط في منطقة الرحم والمهبل، وتصل نسبة انتشارها إلى 64% وهو الأكثر شيوعاً.
 أما النوع الثاني فيصاحب التشوهات في الجهاز التناسلي وجود تشوهات وعيوب خلقية في أجزاء أخرى من الجسم مثل الكلى أو الهيكل العظمي أو القلب، وتصل نسبة انتشاره إلى 24%.
لم يتم حتى الآن معرفة السبب الحقيقي لمتلازمة روكيتانسكي إذا ما كانت عوامل ورائية أو بيئية. ويعتقد بعض الأطباء أنه في بعض الحالات أثناء الأسابيع العشرين الأولى من الحمل لا تنمو الأنابيب المعروفة باسم قنوات مولري بشكل صحيح، وتنمو إحدى هذه القنوات بشكل طبيعي في الرحم والمهبل، وتنمو الأخرى في قناة فالوب.
يعاني النساء المصابات بمتلازمة روكيتانسكي بعدم القدرة على ممارسة الجنس أو التعرض لآلام شديدة أثناء الممارسة، وعدم إمكانية الحمل بشكل طبيعي، والمعاناة من آلام البطن والتهاب المسالك البولية.
يتم تشخيص متلازمة روكيتانسكي بحسب الفئة العمرية للفتاة، فلدى الطفلات الحديثات الولادة يتم اكتشاف الإصابة من خلال ملاحظة عدم وجود المهبل أو فتحة الشرج، وفي مرحلة الطفولة يتم ملاحظة ذلك من خلال وجود مشاكل في الكلى والجهاز البولي. إلا أنه في أغلب الحالات لا يتم ملاحظة إصابة الفتاة بالمتلازمة إلا في سن 15 ـ 16 عاماً عندما لا يحدث الطمث لديها.
 
فحوصات وتوصيات
يوصي الأطباء بإجراء فحوصات مهمة يمكن من خلالها تحديد خيارات العلاج وتتضمن تحليل الدم الذي يساعد على تقييم الكروموسومات، وقياس مستويات الهرمون لدى المصابة بهذه المتلازمة. كما يتطلب فحص الموجات فوق الصوتية الذي يساعد في رؤية بيت الرحم ويساعد في معرفة مكان وجود الكلى. إضافة إلى فحوصات أشعة الرنين المغناطيسي التي تقدم صورة مفصلة للأعضاء التناسلية والكلى.
 
طرق العلاج
يتم علاج المرأة المصابة بالمتلازمة باستخدام عدة طرق، فالخيار الأول يكون باستخدام موسعات للمهبل، وهنا يكون العلاج ذاتياً باستشارة طبيبة مختصة. وفي حال عدم نجاح هذه الطريقة تلجأ النساء إلى الخيار الثاني والذي يكون بإجراء عملية جراحية لرأب المهبل، لإنشاء مهبل وظيفي والذي يكون بثلاث طرق الاولى استخدام خلايا من جسد المرأة نفسها، أما الثانية فيستخدم الجراح جهاز طبي موصلاً بأسفل البطن عن طريق أدخله في المهبل لمدة أسبوع ثم سحبه تدريجياً، وفي الطريقة الثالثة يتم إنشاء مهبل عن طريق رأب المهبل بالقولون ويتم ذلك بتحويل جزء من قولون المرأة إلى فتحة في منطقة الأعضاء التناسلية.
وفي هذه الحالات تكون نسبة الحمل غير ممكنة، ويستعاض عنها بالحمل البديل المسمى بـ "التخصيب الصناعي". 
ونجح أطباء أمريكيون في الفترة ما بين أيار/مايو 2005 إلى أب/أغسطس 2008 بتطوير أرحام أربعة فتيات في العاصمة المكسيكية مكسيكو سيتي، بإجراء علميات جراحية لزرع الأرحام باستخدام أنسجة من الأجزاء الخارجية لأجهزتهن التناسلية، بحسب دراسة نشرتها مجلة The Lancet في عام 2014. 
وفي عام 2014 أجريت أول عملية في السويد لنقل رحم من امرأة متطوعة إلى أخرى مصابة بمتلازمة روكيتانسكي.
وغالباً ما تملك النساء المصابات بمتلازمة روكيتاسكي مبايض تنتج البويضات بشكل طبيعي، فتلجأ بعضهن إلى زراعة واحدة أو أكثر من بويضاتهن المخصبة اصطناعياً في رحم نساء متطوعات لحمل الأجنة.
وتؤدي النظرة المحدودة للمرأة المصابة بهذه المتلازمة والتي يراها المجتمع غير مكتملة دوناً عن بنات جنسهن إلى الإقصاء الاجتماعي وتعرض المصابات للعنف اللفظي الجارح، وكثيراً من الأحيان ما يرافقه إيذاء نفسي، مما تظهر عليهن علامات الاكتئاب واضطرابات القلق والشعور بالضعف وقلة الثقة بالنفس.