مشروع القرية التعاونية...نحو تطوير المرأة والمجتمع ومشاريع مختلفة

تنظيم المرأة والأطفال والرجال في قرية الحاصود ضمن مشروع القرية التعاونية أول مشروع فريد من نوعه في شمال وشرق سوريا وخاصة في القرى.

شيرين محمد

قامشلو ـ أكد أهالي قرية الحاصود غرب ناحية تربه سبيه التابعة لمقاطعة قامشلو شمال وشرق سوريا ضمن مشروع القرية التعاونية مدى فائدة هذا المشروع بالنسبة لهم.  

 

قرية الحاصود

قرية الحاصود تقع جنوب غرب ناحية تربه سبيه التابعة لمقاطعة قامشلو شمال وشرق سوريا، تأسست منذ ما يقارب الـ 71 عام، تتميز هذه القرية عن غيرها من القرى، فتعتبر خير مثال على الحياة التشاركية والتعاونية، كما أن تربة القرية تتميز بخيراتها الوفيرة، ولا يزال البحث مستمراً لمعرفة مصدر تسمية هذه القرية بهذا الاسم.

يعمل أهالي القرية على كتابة تاريخهم والبحث عنه وجمعه في كتاب ولكي تحافظ عليه الأجيال القادمة، عند بناء القرية كانت تعيش فيها أربع عائلات فقط ولكن مع الوقت ازداد عدد العائلات الكردية والعربية أي نحو 10 إلى 15 قبيلة كردية وعربية، وتضم القرية العديد من المشاريع الفريدة من نوعها ضمن مشروع القرية التعاونية.

 

مشروع القرية التعاونية ما هو وماذا يتضمن؟

مشروع القرية التعاونية هو مشروع تعاوني مجتمعي لأهالي القرية حيث تم العمل على برنامج خاص لهذه القرية لمدة ثلاث أشهر، وبعدها بدء المشروع ويستمر حتى الآن إذ دخل عامه الثالث، وتم البدء بالمشروع بهدف مساعدة أهالي القرية على العيش بشكل أفضل وبناء وحدة قوية لأهالي القرية لحل مشاكلهم وتطوير المشروع للأفضل، كما يتضمن المشروع أقسام عديدة وأساسية منها تدريب المرأة وتنظيمها، وكذلك قسم خاص بالرجال، والأطفال، وقسم الزراعة والثقافة.

 

تربية الديدان للحصول على السماد الطبيعي

القرية متميزة من ناحية تربتها لذا تم البدء بمشروع فريد من نوعه في المنطقة وهو صناعة السماد الطبيعي من خلال تربية ديدان خاصة والاستفادة من فضلاتها وإنتاج سماد عضوي غني بالنتروجين، لان الأسمدة الصناعية تضر بالتربة مع مرور الوقت.

 وتم الحصول على الديدان بصعوبة في بداية هذا المشروع، إذا لم يتجاوز عددها 2500 دودة إلا أنه بعد توفيرها بأشر أهالي القرية ضمن مشروع القرية التعاونية وتحت إشراف مختصين بالعمل في مشروع تربية الديدان في أكياس الخيش لعدم توفر الإمكانيات لبناء أحواض مخصصة، ورغم قلة الإمكانات والصعوبات التي واجهت مشروع تربية الديدان داخل مشروع القرية التعاونية إلا أنها بالإرادة حققت نجاحها وتكاثرت الديدان واليوم يملكون أكثر من 5 آلاف دودة منتجة للسماد الطبيعي، حيث تربى الديدان ضمن فضلات الأبقار وأوراق الشجر وبعض الخضروات وعلف الحيوانات وبعدها يقومون بتغطية حوض تربية الديدان من أجل تكاثر الديدان.

 

"مشروع القرية التعاونية ساعدنا كثيراً للتوجه نحو التطور"

قالت المعلمة في قسم التدريب لقرية حاصودة شهزان موسى "بعد ثورة روج آفا استطاعت المرأة أن تطور نفسها في العديد من النواحي وخاصة من ناحية تدريب نفسها على أساس الحياة التشاركية، قبل البدء بمشروع القرية التعاونية قمنا نحن نساء القرية بتخصيص منزل ليكون مركزاً لنا لتطوير أنفسنا من الناحية الفكرية وغيرها، في البداية واجهتنا العديد من الصعوبات، قمنا بوضع برنامج للتدريب على مدار الأسبوع والشهر لنتغلب على التوتر والخوف من تطوير أنفسنا نحو الأفضل، وفي كل مرة كانت المواضيع التي تم النقاش عليها مختلفة تتضمن التركيز على العديد من النواحي الحياتية، لم يقتصر عملنا فقط على تدريب النساء قمنا بالعمل على تدريب الأطفال أيضاً ليتمكنوا من التعبير عن آرائهم وممارسة هواياتهم وخاصة في هذه الظروف التي تمر بها أراضينا من هجمات وهذا يؤثر سلباً عليهم لذا أردنا أن ندعمهم من الناحية النفسية ونطورهم للأفضل".

وتابعت حديثها حول تدريب الأطفال ومستوى اندماجهم وفائدة التدريب على شخصيتهم "بعد مدة من تدريب الأطفال نرى الآن أنهم يستطيعون التعبير عن رأيهم دون خوف واقتراح العديد من المواضيع للحديث حولها ومعرفة معلومات أكثر عنها، تطور الأطفال وأصبحوا يناقشون بين بعضهم البعض دون وجود أي شخص أكبر منهم والنقاش معه، من خلال هذا المشروع نريد تطوير وتثقيف الأجيال القادمة وبناء شخصيات قوية".

فيما قال حسن خليل والذي يبلغ 13 عاماً أنه يتعلم ضمن مشروع القرية التعاونية على الرقصات الفلكلورية والقديمة، ضمن فرقة الحاصود للرقص وبين أنه يحب أن يتعلم الرقص الفلكلوري لأنه تراثه، كما تعبر نوفى رشو، والتي تدرس في مدرسة القرية في الصف السابع وتتعلم الرقص إلى جانب دراستها عن مدة سعادتها بقدوم معلمة للرقص لكي تقوم بتدريبهم وتقول إنهم حتى الآن تعلموا ثلاث دبكات متنوعة هي وأصدقائها في الفرقة وتتمنى أن تطور نفسها أكثر في هذا المجال.

 

"نعيش حياة تشاركية نساعد بعضنا البعض في كل شيء"

ومن جهة أخرى تحدثت لوكالتنا شيرين محمد والتي لفتت إلى التعايش المشترك بين أهالي القرية "نعيش حياة تعاونية مشتركة وكأننا عائلة واحدة نقف جنب إلى جنب في السراء والضراء، ونتقاسم المستلزمات اليومية بشكل دائم، ونساعد العائلات المحتاجة دائماً، إذ نقوم بزراعة مختلف الخضروات وعادة ما نكون أربع أو خمس عائلات في أرض مشتركة، ويعود الفضل إلى مشروع القرية التعاونية الذي بدأ منذ سنتين".

وأضافت شيرين محمد "في أغلب الأوقات تجتمع نساء القرية معاً للتحدث عن ثورة روج آفا والتي عرفت بثورة المرأة كما ندعو دوماً بأن تبقى أرضنا بسلام وامان، ومن جهة أخرى نجمع الأطفال لنسرد لهم القصص القديمة ونتحدث عن ثقافة القرية وعاداتها وتقاليدها لنتوارث هذه المعلومات، ونحاول بناء نسيج متناسق للتعرف على بعضنا البعض".

 

"قسم تدريب وتنظيم المرأة والرجل مهم جداً"

تحدثت عن مشروع القرية التعاونية العضوة في قسم التدريب جيهان شيخموس وقالت "بداية المشروع قمنا بتحديد نساء لهن القدرة على إعطاء تدريبات لنساء القرية والأطفال، لتدريبهم من كافة النواحي وتطويرهم وتثقيفهم، ونجتمع مرة في كل أسبوع للحديث حول مشاريعنا المستقبلية ولكن أكثر ما نركز عليه هي المشاكل أو الصعوبات التي نتعرض لها بشكل يومي، ونقوم بإعطاء المحاضرات للأطفال والرجال والنساء والفئة الشابة كل منهم على حدا وتتنوع المحاضرات، ونهدف من خلالها إلى تطوير وتثقيف الأهالي في القرية، وبالنسبة للنساء فأننا نركز عليهن بشكل خاص ونتحدث عن الكثير من المواضيع المهمة بالنسبة لها لتتمكن من تخطي جميع العقبات، أي نركز على موضوع الخوف وما هو من أين يأتي شعورنا بالخوف من ماذا نخاف وكيف نتمكن من تخطي هذا الشعور والتحدث عما نخاف بكل مصداقية وكذلك الحب، والكره، والسعادة، والحزن، والحماية، والصدق، والوعد والكثير من المواضيع المختلفة عن بعضها البعض والمرتبطة ببعضها أيضاً".

وأشارت جيهان شيخموس إلى أن النساء بدأن بكتابة تاريخ القرية والبحث عنه بالعودة إلى المسنين/ات "تاريخ القرية مهم جداً بالنسبة لنا لذا نعمل في هذه الفترة على كتابة تاريخ القرية ووضعه في كتاب يتضمن تاريخ وتراث وعادات وتقاليد القرية لنستطيع الحفاظ عليه وتعريف الأجيال القادمة به".