من السكري وبتر الساقين إلى غسيل الكلى... رحلة موليدة رشيد مع الألم

يواجه مهجري عفرين الذين يعانون من أمراض مزمنة الكثير من العوائق والصعوبات التي تزيد من آلامهم.

فيدان عبد الله

الشهباء ـ تصارع مرض السكري منذ عشرين عاماً، وتفاقم كثيراً في السنوات الأخيرة، ليأخذ جزءاً من جسدها، في ظل ظروف النزوح القسري، وما من مجيب لندائها وأمثالها الكثير في المنطقة.

موليدة رشيد (60) عاماً من قرية بيباكو بناحية بلبلة في مقاطعة عفرين المحتلة بشمال وشرق سوريا، مريضة سكري منذ عشرين عاماً تصارع المرض الذي تفاقم بتهجيرهم من عفرين، وإهمال المنظمات الإنسانية.

 

النزوح فاقم المرض  

وأوضحت موليدة رشيد أن "ارتفاع نسبة السكر في الدم وعدم أخذي للأدوية أثر على الرؤية لدي، ومنذ ما يقارب الستة أشهر وصل السكري للكلتين واضطررت لإجراء عملية غسل كلى بشكلٍ دوري مرة كل شهر". 

 

بتر الساقين  

كما حذر الأطباء في المنطقة ذوي موليدة رشيد من حالتها الصعبة لأخذ الحذر ومنع السكري من التسلل إلى كامل جسدها أكثر، لذا قالوا إنه يجب بتر ساقيها بأقصى سرعة، إلا أنها أجلت اجراء العملية أملاً بالشفاء.

 

غسل الكلى

حول المعاناة التي واجهتها موليدة رشيد من الآلام وصولاً لصعوبة الوصول لأماكن العلاج قالت "من دمشق إلى مدينة حلب وصولاً لناحية تل رفعت في الشهباء جميعها أماكن توجهت إليها للعلاج دون فائدة"، مبينةً أن المسافات زادت من ألمها "جميعها أماكن بعيدة عن مقاطعة الشهباء وأعاني الكثير حتى أصل إليها".

 

عقدين من الألم

منذ 20 عاماً يرافق موليدة رشيد الألم وتشعر بأنها عالة على أسرتها، خاصةً بعد أن تفاقم مرضها حتى أصبحت طريحة الفراش.

تقول عن معاناتها مع المرض لسنوات طويلة أنها زارت الكثير من الأطباء المختصين بعدما علمت بإصابتها بداء السكري وهي في العقد الرابع من عمرها "لم يتمكن أحد من معالجتي والوصول لحلولٍ للحد من الآلام التي عانيتها فالبقاء في الفراش والشعور بالعالة على أبنائي يؤلمني أكثر من المرض نفسه".

وبينت أنها لا تتمكن من السير فهي مستلقية في الفراش منذ 5 سنوات بسبب الألم والقروح في القدمين واليدين "بعد تهجيرنا من عفرين صوب الشهباء ولشدة الصعوبات التي واجهتنا تحت القصف التركي على المنطقة والنزوح الذي كان أقسى من الموت على الجميع تفاقم مرضي أكثر وأكثر". 

 

على المنظمات الإنسانية والصحية مساندة مهجري عفرين  

ووسط عدم وجود المنظمات الإنسانية والصحية في المنطقة تهتم بها زوجة ابنها، إلا أن ذلك لا يكفي مع هذا النقص الكبير في الأدوية والمسؤوليات التي على المنظمات الإنسانية تأديتها، ولذلك تطالب موليدة رشيد هذه المنظمات بالنظر في حال مهجري عفرين خاصةً من الجانب الصحي وتأمين كوادر طبية وأدوية وأجهزة، وتقديم المساندة والدعم لها.

يذكر أن هناك الكثير من الحالات الصعبة وبأمراض خطيرة ومختلفة في مقاطعة الشهباء يعانون من صعوبة توفير الأدوية والكوادر الطبية لمساندتهم والتخفيف من آلامهم، وهذا ما كان السبب في فقدان البعض منهم لحياتهم.