مخيمات النازحين ملجأ لناجيات الزلزال في إدلب
أوضحت عدة نساء ناجيات من الزلزال أن المخيمات باتت المكان الأكثر أماناً بالنسبة لهم نتيجة استمرار الهزات الارتدادية واحتمالية سقوط المباني التي لم تعد صالحة للسكن.
هلا الأحمد
إدلب ـ لم تسلم الناجيات من الزلزال في إدلب، من توابع الكارثة المأساوية التي سببت لهن هاجساً يؤرق حياتهن والتي دفعتهن لترك منازلهن والتوجه إلى أماكن توزع المخيمات العشوائية والنائية.
"الخيام باتت أفضل من الأبنية السكنية" بهذه الكلمات تبدأ أميرة عربو (32عاماً) وهي من سكان مدينة إدلب، حديثها، بعد أن تصدع منزلها بفعل الزلزال، وتهدم قسم كبير منه نتيجة الزلازل والهزات الارتدادية المستمرة.
تقول أميرة عربو إنها اضطرت للنزوح من الحي الذي تقطنه إلى مخيم عشوائي يفتقر لأدنى مستويات المعيشة والحياة، على الحدود السورية التركية، نتيجة غياب الوسائل والحلول المتاحة أمامها، خاصة وأن معظم أقربائها فقدوا منازلهم وأرواحهم ولم يبقى لها مكان تأوي إليه سوى المخيمات.
وأضافت أنها وبعد خسارتها لمنزلها ستضطر للعيش والسكن في الخيمة القماشية، بعد عجزها عن تأمين سكن بديل، وعدم قدرتها على استئجار منزل سكني والذي تفوق أجرته التي تتراوح بين 75 و150 دولار أمريكي قدرتها المادية بأضعاف، حيث وجدت أن اللجوء إلى المخيمات هو الحل الأنسب في الوقت الراهن.
وأشارت إلى أنها تواجه صعوبات عديدة في التأقلم مع الحياة الجديدة التي فرضت عليها وعلى أطفالها، وتأتي في مقدمتها صعوبة الحصول على المياه وبعد الحمامات المشتركة عن الخيمة التي تقطن بها، بالإضافة لانعدام تام في وسائل الحياة الأساسية كالكهرباء والتدفئة وغيرها.
وتعاني النازحة وأطفالها من أوضاع اقتصادية ومعيشية غاية في الصعوبة، إذ أنها المعيلة الوحيدة لأربعة أطفال، توفي والدهم بقصف جوي استهدف مكان عمله أواخر العام 2019.
ورغم سكنها في خيمة قماشية، تشعر فرح العماري (29عاماً) وهي نازحة مقيمة في مدينة حارم غرب إدلب، براحة نفسية عارمة، بعد نجاتها وعائلتها من الزلزال المدمر الذي أدى لانهيار المبنى الطابقي الذي تسكن فيه.
تقول فرح العماري إن المخيمات باتت الوسيلة الأكثر أمناً من الزلازل وأثارها، كونها مصنوعة من النايلون والقماش وغير معرضة للانهيار على عكس المنازل الاسمنتية والمباني الطابقية التي لم تبرز أي صلابة في مواجهة الزلزال والهزات المرافقة له.
وأضافت أن حالة التشرد التي وصلوا إليها وتنقلهم المستمر بين الأراضي الزراعية والطرقات، دفعتهم لشراء خيمة قماشية التي بلغ ثمنها 350 دولار أمريكي على نفقتهم الخاصة، في حين لم تتلقى أي مساعدات إنسانية تذكر حتى اللحظة.
وأشارت إلى أنه وبالرغم من الصعوبات التي يعيشونها في المخيمات، إلا أن حالهم يبقى أفضل بكثير عن غيرهم من النازحين الذين اضطروا للعيش تحت الأشجار وبين الأراضي الزراعية والأحراش الجبلية.
من جهتها تؤكد لجين عمران (28 عاماً) وهي عضو في إحدى مراكز تمكين الطفل والمرأة، على ضرورة تأمين الاحتياجات الأساسية للمتضررين من آثار الزلزال الذين يبيتون في العراء دون أي مساعدات تذكر.
وأضافت أن منطقة المخيمات تشهد تزايد في أعداد النازحين، وخاصة النساء والأطفال، نتيجة عدم وجود أي أماكن سكن بديلة ومتاحة أمامهم، ما أدى لازدياد الكثافة السكانية في تلك المخيمات بشكل غير مسبوق.
وأشارت إلى أن إنشاء مراكز إيواء مخدمة بالقرب من المناطق المتضررة، من شأنها الحد من موجة النزوح المتزايدة، وتخفف من أعداد الأهالي والسكان الذين يفترشون الأرض على الطرقات والأرصفة وسط ظروف معيشية مزرية.