مهجرة من عفرين تعاني صعوبة في تأمين علاج طفليها
بعد تهجيرهم من مدينتهم عفرين منذ عام 2018 تعيش دنيا عمر وابنيها المريضين زينة ومحمد حسو أوضاعاً معيشية صعبة وزاد الحصار المفروض على مقاطعة الشهباء في شمال وشرق سوريا من معاناة هذه العائلة
روبارين بكر
الشهباء- .
لا تعرف الأم دنيا عمر كيف تتدبر معيشة أبنائها إضافة إلى الحصول على أدوية للطفلين الذين يعانيان من مرض لا علاج له، في ظل حصار خانق يفرضه النظام على المقاطعة.
تقول دنيا عمر إن طفليها زينة ذات الثماني أعوام، ومحمد ذا العشرة أعوام مصابان بمرض يدعى زيادة الشحنات الكهربائية في الدماغ منذ ولادتهما "لقد أثر المرض فيهما بشكل كبير فمحمد يعاني من صعوبة بالنطق بينما زينة لا يمكنها التحدث أو السير".
واجهت العائلة صعوبة في تأمين الأدوية خاصة مع ارتفاع الأسعار بشكل جنوني فبعد احتلال تركيا ومرتزقتها مقاطعة عفرين في بداية عام 2018 هجرت العائلة وسكنت قرية تل شعير في الشهباء "أسكن مع أطفالي الأربعة اثنان بصحة جيدة، أما محمد وزينة فيعانيان من نوبات صرع نتيجة وجود خلل في دورة الكهرباء الدماغية، وهي حالة تحتاج للعلاج الفوري فهي وكما يقول الأطباء تؤثر على حياتهما بشكل مباشر".
النظام السوري يفرض حصاراً خانقاً على مقاطعة الشهباء التي يقطنها مهجري عفرين "كافة الطرق مغلقة نتيجة الحصار، والأدوية التي تستخدم لعلاج زينة ومحمد لا تتوفر في المنطقة، بل يجب علينا طلبها من مدينة دمشق أو لبنان"، مضيفة "سعر الأدوية بَلغَ 20 ألف ليرة سورية، وكل علبة تكفي كحد أدنى لمدة أسبوع نحن بحاجة لدواء كل شهر بتكلفة 80 ألف ليرة سورية".
ومنذ أكثر من شهرين يفرض النظام السوري حصار خانقاً على مقاطعة الشهباء، فيمنع الدخول والخروج منها وإليها، مما تسبب في ارتفاع أسعار المواد الغذائية والأدوية الطبية بالإضافة إلى الارتفاع الغير مسبوق للدولار أمام الليرة السورية.
فحتى وإن توفر المال اللازم فإن الأدوية تأخذ وقتاً حتى تصل إلى مقاطعة الشهباء "قد يتطلب وصولها من أسبوعين إلى ثلاث أسابيع، وربما تصادر على الطريق إذ أن إدخال الأدوية الخاصة بالأعصاب ليس بالأمر السهل"، مؤكدةً على أن انقطاع الدواء عن الطفلين، سيؤدي إلى نتائج سلبية تنعكس عليهما، فنظراً لطبيعة المرض هما يتعرضان لموجات كهربائية واختلاج، وعدم تناولهما الدواء سيزيد من أعراض المرض.
لا تجد الأم مساعدة من أحد ودخلها الشهري عن عملها كمدرسة في قرية شعير لا يكفيها "أنا المسؤولة على جميع مستلزمات المنزل وكذلك كل ما يخص الطفلين فإضافة إلى الأدوية اشتري الحفاضات، نظراً لأن ابنتي غير قادرة على السير".
وفي ختام حديثها طالبت دنيا عمر الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية بتقديم المساعدة ودعم أطفالها مؤكدة على أن لا ذنب لهم في الصراع الدائر في المنطقة.