ما التحديات التي تواجه المرأة الإيرانية بعد الطلاق؟
النساء اللواتي تتعرضن للفشل في حياتهن المشتركة، في معظم حالاتهن، ترغبن في العيش بمفردهن لفترة طويلة، لأنهن تواجهن عوائق من قبل المجتمع تجعلهن تثنين عن الولوج إلى سوق العمل أو ممارسة أي شكل من الأنشطة الخارجية.
شبنم توكلي
طهران ـ إيران إحدى الدول التي لديها أكبر عدد من حالات الطلاق في العالم، ومع ذلك، يعتبر الطلاق مشكلة عالمية تهدد أساس الأسرة، كون له العديد من العواقب الاقتصادية والاجتماعية والنفسية والجسدية، وخاصة بالنسبة للنساء اللواتي تفتقرن إلى المأوى والاستقلال، فهذه العواقب مضاعفة، وستتعرضن لكافة أشكال الأذى والانحرافات الاجتماعية.
وتسعى المرأة بعد الانفصال عن زوجها إلى تعزيز معتقداتها وتحاول خلق هوية جديدة لنفسها من أجل الاعتماد على ذاتها ونموها الشخصي لمواجهة مشاكل الحياة المستمرة، وتلعب الأسرة دوراً هاماً في تكيف المرأة مع الحياة بعد الانفصال من خلال توفير الدعم النفسي والمادي لها وتوفير الأمان.
انفصلت ناهد. م البالغة من العمر (33 عاماً)، عن زوجها منذ 3 سنوات، وتقول إنه "كان من الصعب الانفصال عن زوجي بعد إنجابي طفلة ولم أكن في حالة نفسية جيدة، كما كان التوتر في المحكمة وسماع كلام الناس يدمرني من الداخل، ولولا عائلتي لما كنت الآن قادرة على عيش حياة طبيعية فقد كانت تقدم لي الدعم النفسي والمادي، كما ساعدتني في الحصول على حضانة طفلتي".
إن التواجد في المجتمع يوفر فرصاً للنساء اللواتي تعشن بمفردهن، حيث يمكنهن التكيف بشكل أفضل مع حياتهن الجديدة بعد الطلاق واستعادة ثقتهن المفقودة في أنفسهن من خلال العمل والاعتماد على الذات، وسرد تجاربهن الشخصية أثناء الطلاق، والاستفادة من الخدمات النفسية والعقلية، وولوج سوق العمل وتحسين الوضع الاقتصادي.
من جانبها تقول بريا. د، خريجة علوم الكمبيوتر البالغة من العمر (35 عاماً)، عن تجربتها بعد طلاقها "ربما كان أحد أسباب تجاوز فترة الانفصال وجود جمعيات المساعدة الذاتية النسائية، ولم أكن الوحيدة التي مرت بهذه التجربة المريرة، لقد زاد أملي في الحياة، فإن رؤية النساء القادرات على الاستمرار في العيش بنجاح أكثر من ذي قبل، جعلني أرى مستقبلي فيهن لأننا جميعاً كنا متشابهات ويمكنني الاستفادة من تجاربهن لتحسين وضعي".
وأضافت "في بعض الأحيان، وبسبب المعتقدات والقيم الخاطئة السائدة في ثقافة ما أو مجتمع ما، لا تتاح للمرأة الفرصة لعيش حياة مستقلة بعد الطلاق، وفي الواقع فإن معظم النساء في مثل هذه المواقف ستتعرضن لأشكال من الضغوط الاجتماعية والإقصاء وردود فعل مهينة من المجتمع، وفي مثل هذه الحالات تنتاب المرأة مشاعر سلبية تجاه نفسها وتشعر بأنها لا قيمة لها أو لا تحظى بأي احترام".