'لن نسمح بتفكيك النسيج الاجتماعي في إقليم شمال وشرق سوريا'
ناشدت الرئاسة المشتركة لهيئة الشؤون الاجتماعية والكادحين لإقليم شمال وشرق سوريا مريم إبراهيم، كافة المكونات بإقليم شمال وشرق سوريا، للالتفاف حول مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية لإفشال المخططات الساعية لتفكيك النسيج الاجتماعي وعدم توحيد الصف السوري.
سيبيليا الإبراهيم
الرقة - تسارعت الأحداث على الساحة السياسية السورية في الآونة الأخيرة وذلك بعد أن أطلق "الجهاديون" في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر المنصرم، حملة عسكرية بدأت من ريف مدينة حلب مروراً بحماة وحمص وصولاً إلى دمشق العاصمة، لينتهي بإسقاط النظام وتشكيل حكومة مؤقتة.
في ظل تلك الأحداث سعى الاحتلال التركي ومرتزقته لاستغلال الفوضى، وصعد من هجماته على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا بهدف توسيع مشروعه الاحتلالي، وساهم في إعادة تنشيط خلايا داعش التي حاولت زرع الفتن بين مكونات المنطقة.
وحول تعرض أهالي المنطقة في ظل الصمت الدولي، لاعتداءات وانتهاكات جسيمة أثناء سيطرة داعش قبل أن يتم دحرهم من قبل قوات سوريا الديمقراطية، وإعادة إحيائه من جديد من قبل تركيا والذي يشكل خطراً ليس على إقليم شمال وشرق سوريا فقط بل العالم أجمع، تقول الرئاسة المشتركة لهيئة الشؤون الاجتماعية والكادحين في الإدارة الذاتية الديمقراطية لمقاطعة الرقة بإقليم شمال وشرق سوريا مريم إبراهيم "لقد عانى شعب المنطقة بمختلف مكوناته من إرهاب داعش، بينما كان العالم يلتزم الصمت، حتى النظام السوري السابق بقيادة حزب البعث تخلى عنا وترك مناطق إقليم شمال وشرق سوريا بين كفة الإرهاب لترتكب مجازر وإبادات بحق الأهالي".
وأضافت "داعش ليس الوحيد المسؤول عما نعانيه، فممارسات النظام السابق وكذلك الاحتلال التركي ومرتزقته أنهكتنا، معاناتنا لا تعد ولا تحصى خاصة نحن النساء اللواتي نلنا النصيب الأكبر من الظلم".
"قوات سوريا الديمقراطية تسعى للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة"
وعن تلبية قوات سوريا الديمقراطية لدعوة أهالي الرقة لتخليصهم من داعش توضح "في الوقت الذي خذلنا فيه النظام السوري السابق والعالم، فقط قوات سوريا الديمقراطية من سارعت لإنقاذنا، وضحى العشرات بحياتهم من أجل دحر الإرهاب، لقد أنقذوا أهالي المنطقة من الهلاك، هذه القوات التي تضم جميع المكونات ضمن صفوفها، تدافع عن الإنسانية والمظلومين، لقد تم تشكيل تلك القوات لحماية شعوب المنطقة من الاحتلال والإرهاب".
وأكدت على أن أهالي الرقة لن ينسوا اللحظات التي تم إنقاذهم فيها من داعش، وقد سجلتها صفحات التاريخ، داعية جميع المناطق التي تم تحريرها من قبل قوات سوريا الديمقراطية من داعش خلال السنوات السابقة والتي كانت آخر معاقلها في بلدة هجين بدير الزور؛ لأن يتكاتفوا مع هذه القوات التي تحمل رسالة سلام ومحبة وزرعت الطمأنينة بقلوب أهالي المنطقة، مضيفةً "قوات سوريا الديمقراطية تضم ضمن صفوفها كافة المكونات فلا فرق بين أحد، إنهم يحترمون ثقافة جميع الشعوب ويسعون للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، حتى أنهم منحوا المرأة مكانتها، ويشاركونها في القتال على الجبهات والخطوط الأمامية، في الوقت الذي تعمل فيه المرتزقة على نهب وتدمير الممتلكات، وقتل المدنيين وزعزعة الأمن والاستقرار وقتل النساء وحرمانهن من حقوقهن".
وبعد انتهاء المعارك الطاحنة وإنهاء وجود داعش في المدينة، تم الإعلان عن أن الرقة مدينة منكوبة نتيجة الدمار والخراب كما أوضحت مريم إبراهيم "أعلنت الرقة عالمياً مدينة منكوبة، ولكن رغم الدمار برز على السطح مدى التكاتف والتضامن بين كافة الشعوب لإعادة إعمار المدينة التي دمرت على يد داعش، بوحدة الشعب تحققت إنجازات عظيمة"، لافتةً إلى أنه لم يتوقع أحد أن مدينة الرقة المدمرة سيتم إعادة إعمارها وتعود لها الحياة خلال سنوات قليلة فقط "خلال خمس سنوات عادت الحياة إلى طبيعتها في الرقة، فبتكاتفنا وعملنا من خلال مشروع الأمة الديمقراطية وتأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية هناك نظمنا ذاتنا".
"الاحتلال التركي يحاول زرع الفتنة بين مكونات المنطقة"
وأشارت إلى أن سوريا تقف أمام مرحلة جديدة بعد أكثر من 13 عاماً من الأزمة، ولكن الاحتلال التركي يقف عائقاً أمام إنهاء الهجمات ووقف إطلاق النار في البلاد، بشن هجماتها على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا بشكل همجي والدفع بمرتزقتها للاعتداء على المدنيين في المدن التي احتلتها كالمنبج والشهباء التي كانت تأوي عشرات الآلاف من مهجري مدينة عفرين المحتلة "الاحتلال التركي ومرتزقته يستغلون الأوضاع الراهنة التي تشوبها بعض الفوضى بعد سقوط النظام، لزرع الفتنة بين مختلف المكونات".
وتابعت "بعد سقوط النظام السوري جابت الاحتفالات مختلف مدن سوريا، لكن سرعان ما حاولت الجهات الداخلية والإقليمية وعلى رأسها الاحتلال التركي، تحويل تلك الاحتفالات إلى ساحات صراع ونعرات طائفية وزرع الفتنة بين مختلف المكونات والقوميات، في محاولة منهم زعزعة أمن واستقرار المنطقة، ندرك جيداً أن الاحتلال التركي من يقف وراء تلك الممارسات والانتهاكات، في سعي منه للقضاء على مشروعنا الديمقراطي".
وعن وحدة الشعوب وتكاتفهم أكدت "نحن شعوب إقليم شمال وشرق سوريا متفقين على وحدة الأراضي السورية أرضاً وشعباً والإدارة الذاتية جزء لا يتجزأ من سوريا".
التحلي بالوعي ضرورة ملحة في هذه المرحلة
وحول خطر ظهور داعش من جديد في مدينة الرقة، تقول مريم إبراهيم "الجهات التي برزت مؤخراً وتسعى لزرع الفتنة ينتمون إلى داعش، وهذا يعني أنه تم إحيائه من جديد وهو ما يشكل خطراً ليس على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا فقط بل العالم أجمع، وخاصة على وحدة المكونات والحرية التي نالتها النساء من خلال العمل بمشروع الأمة الديمقراطية".
ولفتت إلى أن المناطق المحتلة من قبل تركيا ومرتزقتها وهي عفرين وسري كانيه/رأس العين وكري سبي/تل أبيض ومنبج مؤخراً، تشهد تصعيداً عسكرياً كبيراً، مؤكدةً على أنهم بالتكاتف سيتصدون للفتنة ويتجاوزون المرحلة الحالية وسيعيشون على جغرافيا واحدة، ولكن تحقيق ذلك يحتاج إلى وعي كبير كما أوضحت مريم إبراهيم "بالإمكان تجاوز الحرب الخاصة التي تمارس على المنطقة من خلال التحلي بالوعي، أؤكد مرة أخرى أنه بتكاتفنا والتفافنا حول الإدارة الذاتية الديمقراطية سنحمي المنطقة ونحافظ على مكتسبات ثورتنا".
وعن دور المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا في هذه المرحلة، للحفاظ على ما أنجزته خلال الثورة والحقوق التي اكتسبتها، تقول "أصبحت النساء في المنطقة مثالاً يحتذى بهن في العالم أجمع، لقد حققن خلال ثورة روج آفا إنجازات عظيمة نتيجة المقاومة والنضال الذي خضنه ضد المرتزقة وداعش، نحن النساء لن نتخلى عن قضيتنا ولن نتراجع في المطالبة بحقوقنا وحقوق اللواتي تتعرضنّ للانتهاكات والاعتداءات".
وناشدت مريم إبراهيم في ختام حديثها، كافة الشعوب في سوريا، بعدم الانجرار وراء السياسات التي ينتهجها ويمارسها الاحتلال التركي الساعي لتدمير البلاد "علينا ألا نسمح للدول المهيمنة بتفكيك النسيج الاجتماعي".