للتعرف على حقوق المرأة ونضالاتها مؤتمر ستار يفتتح دورة تدريبية للرجال

بهدف التعرف على حقوق المرأة وتحقيق المساواة والعدل في المجتمع على أسس ديمقراطية، والقضاء على الذهنية الذكورية، افتتح مؤتمر ستار دورة فكرة للمعلمين في مقاطعة الحسكة.

دلال رمضان

الحسكة ـ تساهم الدورة التدريبية لمؤتمر ستار الخاصة بالرجال بإظهار إنجازات وتاريخ المرأة الحافل وتغيير الذهنية الذكورية للتعرف على حقيقة المرأة وما تقدمه من نضال وتضحيات.

افتتحت لجنة التدريب في مؤتمر ستار بتاريخ 15 أيلول/سبتمبر دورة تدريبة فكرية للمعلمين من الرجال والتي ستستمر لمدة 17 يوماً، في أكاديمية الشهيدة "بروين" بمقاطعة الحسكة بشمال وشرق سوريا، بمشاركة 26 معلماً من مختلف الاختصاصات، بهدف زيادة الوعي وتعريفهم بمبادئ الأمة الديمقراطية والحقوق المشروعة للمرأة لتحقيق المساواة والعدل في المجتمع، وتضم الدروة مجموعة من الدروس الفكرية ومنها تاريخ المرأة، المجتمع الطبيعي، المرأة والقائد.

 

 

وللتعرف أكثر على الدورة واراء المشاركين تحدثت لوكالتنا عضوة لجنة التدريب في مؤتمر ستار بمقاطعة الحسكة بيريفان حمي قائلة "افتتحت أكاديمية الشهيدة بروين في مدينة الحسكة منذ ما يقارب عام، وذلك لإعطاء الدورات التدريبة لكل من النساء والرجال؛ بهدف توعيتهم وتعريفهم بحقوقهم لتحقيق المساواة والعدل وبناء مجتمع متجانس، فمنذ افتتاح الأكاديمية تم افتتاح سبعة دورات تدريبة فيها".

وأكدت "هدفنا تغير ذهنية الرجل والمجتمع الأبوي تجاه المرأة ولتحقيق العدل والمساواة من خلال الحياة الحرة التشاركية، ومبادئ المجتمع الديمقراطي، والمجتمع الطبيعي، والقضاء على الذهنية السلطوية التي حكمت الرجل أيضاً وقيدت حقوق المرأة في المجتمع".

وأوضحت ان الدورة تضم 26 معلماً من مختلف مناطق مقاطعة الحسكة، وسوف تستمر لمدة 17 يوماً متتالية وبشكل مفتوح من الساعة الثامنة صباحاً وإلى الثانية عشرة ظهراً "لقد عانينا كثيراً في بداية الدورة لصعوبة قدرتنا على تغير ذهنيتهم وتعريفهم بحقوق المرأة ولرفضهم تغير تلك الذهنية بسبب المفاهيم الخاطئ التي توارثوها، ولكن اليوم وبعد مرور 13 يوماً على الدورة أصبح لديهم فكرة وطرأ تغير على ذهنهم ليتقبلوا بعض المفاهيم التي قيدت حرية المرأة وحقوقها المشروع بحجة العادات والتقاليد البالية".

وقالت "في اليوم الأخير من الدورة سوف يعرض للمتدربين عرض سنفزيوني عن الدورة وكيف كانت مشاركتهم فيها، والنقاشات التي دارت بين المتدربين والتغير التي طرأ على شخصيتهم"، موضحةً بأن اختيارهم للمعلمين جاء بهدف جعلهم يعملون لتغير ذهنية طلابهم لأنهم مربي أجيال ويؤثرن على الطلبة من خلال تعليمهم ونشر أفكارهم بين الطلبة من الأجيال القادمة.

وفي ختام حديثها دعت بيريفان حمي جميع المعلمين للانضمام إلى الدورات التدريبية وتغير ذهنيتهم وتقبل حرية المرأة وكافة حقوقها من أجل تخريج جيل واع ومثقف "من أجل الوصول إلى فكر حر وحياة تشاركية حرة يجب علينا التسلح بالفكر والانضمام إلى الدورات التدريبة".

 

 

على هامش الدورة التدريبة قال المعلم عثمان خلف "لقد انضمت إلى هذه الدورة الفكرية التي تتطرق إلى عدة مواضيع خاصة بالمرأة والمساواة بينها وبين الرجل، كنا نعلم أن للمرأة حقوق لكننا كنا نجهلها ونغض النظر عليها بسبب المجتمع الأبوي والذهنية الذكورية، لكن من خلال الدورة عرفنا دورها الفعال في المجتمع، وأن الرجل والمرأة مكملان لبعضهما البعض".

وأوضحت أن المرأة كانت ولا زالت مقيدة ضمن المجتمع بالرغم من تعلمها "كانت المرأة مقيدة ضمن قوالب محددة في مجتمعنا، ولكن بعد هذه الدورة الفكرية ومن خلال الدروس التي أعطيت وجدنا أنفسنا بأننا كنا نجهل ونظلم حقوق المرأة ودورها في بناء مجتمع حر وديمقراطي".

وأضاف "المجتمعات المتقدمة تصنف بأنها حضارية وذلك من مشاركة المرأة فيها، وكل هذه تعلمناه من خلال الدورة، وبالرغم من قصر مدة الدورة إلا أن بعض الأفكار تبلورت لدينا وتشكلت، فلم يكن لدينا مجال لكي نتعمق بالفكر ونتعرف على المرأة وحقوقها وأهمية دورها منذ المجتمع الطبيعي وإلى يومنا هذه وكيف تقلص هذا الدور بعد السلطة والذهنية الذكورية".

وأكد "التدريب شيء مهم في حياتنا وعلينا أن نخضع لكافة الدورات التدريبية الفكرية ونتعرف أكثر على بعضنا البعض، لكي نعيش في مجتمع حر ومتساو خال من التعقيدات والمشاكل ومبني على المبادئ الديمقراطية".

 

 

ومن جانبه قال حسين علي "الهدف من الدورة هو التعرف على حقوق المرأة والعودة إلى المجتمع الطبيعي والتي كانت المرأة تعيش فيها بكافة حقوقها كالآلهة، ولكن سرعان ما تقلص دورها واضطهدت منذ تلك الحقبة من الزمن وإلى يومنا هذا، ولكن بعد بدء الثورة في مناطق شمال وشرق سوريا وبفضل مرافعات القائد عبد الله أوجلان الذي نادى بحرية المرأة أصبحت اليوم تشارك في كافة مجالات الحياة في مناطقنا، لذا يجب علينا تصحيح مفهوم الحرية لدى الرجل والمرأة وألا تكون على حساب أحد، ويكون هناك مساواة بين الطرفين".

وأكد حسين علي أنه استفاد كثيراً من هذه الدورة وأنها فرصة لمراجعة افكارهم "هذه المرة الثانية التي أخضع فيها إلى دورة تدريبة، على الإنسان دائماً مراجعة نفسه وأفكاره والخضوع للدورات التدريبة مهما تقدم في العمر فهو بحاجة إلى العلم لأنه عدو ما يجهله، فمن خلال الدورة تعرفنا على فكر القائد عبد الله اوجلان وعلى حقوق المرأة وحقيقتها، وتعزز هذا الفكر أكثر داخلي".