جمعية USPEaK اللبنانية... تساهم في إرساء قيم الديمقراطية والمساواة
رسخت جمعية USPEaK غير الربحية وغير الحكومية حضورها في لبنان، عبر مسيرة حافلة بالنشاطات والإنجازات
سوزان أبو سعيد
بيروت ـ رسخت جمعية USPEaK غير الربحية وغير الحكومية حضورها في لبنان، عبر مسيرة حافلة بالنشاطات والإنجازات، وأفردت لنفسها مساحة في ميدان العمل العام، انطلاقاً من مفاهيم ساهمت في إرساء قيم الديمقراطية والمساواة، وبما يتخطى واقع المرأة إلى فضاء إنساني عام، وفق نظرة لا تقتصر على البعد الجندري فحسب، وإنما لكون المرأة اللبنانية يطاولها الظلم على حقوقها عبر منظومة أفكار وأعراف مجتمعية تلقي بثقلها على المواطن بغض النظر عن الجنس والطائفة أو المذهب.
كل ذلك بدا جلياً في توجهات USPEaK الهادفة إلى تبني اللامركزية الإدارية سبيلاً لردم الهوة بين المدن والأرياف، خصوصاً على مستوى الخدمات وتكافؤ الفرص بين أبناء البلد الواحد في مجالات الحياة العامة، تلاقت مع القوى التغييرية الطامحة لبناء دولة حديثة، واستطاعت أن تسطر صفحات مضيئة في ميادين شتى، ولا سيما في المجتمعات البعيدة عن السلطات المركزية، وبالتحديد من مقرها في مدينة بعلبك في البقاع الشمالي وعلى مسافة 86 كيلومترا من العاصمة اللبنانية بيروت، لتتمكن من تعميم نشاطاتها وخدماتها إلى كافة المناطق على مساحة موطنها الصغير لبنان.
التمكين الاقتصادي
قالت مؤسسة ومديرة مجلس إدارة الجمعية روان ياغي لوكالتنا "منذ تأسيس USPEaK في العام 2009، كمجموعة شبابية تهتم بالتربية والتعليم، لم نكن نعلم أننا سنصل إلى ما وصلنا إليه، لذا استمرينا في تلبية حاجات المجتمع الملحة، لنسعى عبر جمعية USPEaK وعبر مبادرات ونشاطات ومشاريع لبناء أسس الديمقراطية من خلال تعزيز الحقوق المتساوية لجميع الأفراد، وقد كرست الجمعية جهودها لدعم وتمكين المرأة والشباب وعبر برامج تربوية مختلفة، وفي كافة المناطق اللبنانية، لتأسيس حياة اجتماعية جديدة تشارك فيها كافة فئات المجتمع".
وأضافت "لا نعمل على المرأة بشكل خاص فحسب، بل عبر التربية وتمكينها وعلى جميع المستويات في التعليم، ومن خلال ريادة الأعمال وتحسين سبل العيش والمهارات، كما نؤمن وبقوة، بقدرة الحوار على منع التطرف العنيف وأشكال الصراع المختلفة"، ولفتت روان ياغي إلى أن "التمكين الاقتصادي هو الأهم للمرأة خصوصاً لتتوصل إلى تحقيق أحلامها وأهدافها".
وأشارت إلى أنهم "كفريق ومجموعات مستهدفة ستستمر بالنضال من أجل حقوق المرأة، فضلاً عن برامج الاندماج بين اللاجئين والمجتمع المضيف، وبناء السلام بين الأفراد من مختلف الخلفيات والتوعية بالحقوق، ورفع مستوى الوعي، ومستوى المشاركة الاجتماعية، والحث على الإنجاز العام بين الشباب والنساء من خلال المبادرات المحلية المدعومة مثل دورات اللغة الإنجليزية منخفضة التكلفة، وتقديم تعليم أفضل، وبالفعل فقد تمكنا من العمل مع أكثر من 2500 امرأة وأكثر من 10 آلاف طفل وألف شاب وشابة مقيمين في لبنان في السنوات الخمس الماضية، وقد امتد عملنا ليشمل 54 منطقة بما في ذلك جميع المحافظات، وقد تضمنت مداخلاتنا في مجال تمكين المرأة والشباب، التعليم، محو الأمية الأساسية، التوعية بحقوق الإنسان، حل النزاعات وبناء السلام، الأمن البشري، والحملات المختلفة التي تتضمن سبل العيش والتمكين الاقتصادي وريادة الأعمال والشفافية المالية من بين أمور أخرى".
أهداف وتطلعات
أما عن أهداف جمعية USPEaK وتطلعاتها، أوضحت أنه "على المدى المتوسط والبعيد نتطلع إلى دولة سلمية تقوم على أسس ديمقراطية يشارك فيها المواطنون بالمساواة في النوع الاجتماعي، لتحقيق الإنجازات العامة ورفع المستوى الثقافي والاقتصادي والاجتماعي للبلاد".
وأشارت إلى أن "النساء اللاتي خضعن للتدريبات في مجال الديمقراطية، القانون الانتخابي، المشاركة الفاعلة للمرأة على المستوى الاجتماعي والسياسي، حل النزاعات، والشفافية تفاجأن بالمقدار الذي أثرت فيه على حياتهن المعنوية والاقتصادية وعلى حياة العائلة والأطفال".
وقالت "أن USPEaK تسعى لتنمية القدرات مهما كانت الخلفية العلمية والثقافية، فنحن نؤمن بقدرة المرأة على تحقيق أي حلم، فبعض النساء اللاتي شاركن في برامجنا، أصبحن مبتكرات ومخترعات وأسسن أعمال خاصة وكسرن الصورة النمطية للنساء، وهناك مثال أحب ذكره هنا من الناحية البيئية، وخصوصاً وأن شعار يوم المرأة لهذا العام يتضمن الاستدامة، إذ تمكنت إحدى النساء من إقامة معمل لتحويل بقايا المطاعم من مواد عضوية إلى سماد".
ولفتت روان ياغي إلى أن "هذه الخطوة نحو تطوير المجتمع وكسر النمطية والتحيز، تطلبت منا الكثير من الجهد، فنحن نسعى للمساواة بين الجنسين في مواجهة الكثير من العقبات".
يوم المرأة العالمي
وقالت في كل عام، نعتبر أن ثمة خطوة جديدة للأمام، ومهمات جديدة بانتظارنا، فيوم المرأة العالمي هو منصة نضال يومية أبعد من مناسبة وأكبر من احتفال، فهو عمل مستمر لنا، لتمكين المرأة على جميع المستويات، فهذا اليوم يعتبر لدى جمعيتنا أساسياً ومفصلياً، ولكي يذكّر النساء أن هناك يوماً يمكن لهن استرداد أنفاسهن والمضي قدماً نحو المجتمع والابتكار في كافة المجالات وترسيخ مبادئ الحياة الكريمة عبر التوعية على الحقوق والقدرات، وهو ما اعتدناه من حملات ننطلق بها في يوم المرأة العالمي لترسيخ حقوق المرأة، والعمل على تقويتها في مجالات عدة".
وأوضحت روان ياغي "هناك حملات انطلقنا ومستمرون بها، مثل حملة "الزواج عقد شراكة وليس عقد ملكية"، وأكثر من حملة قمنا بها مبنية على إنهاء العنف القائم على النوع الاجتماعي، وفي العام الماضي ووسط تحديات الأزمة الاقتصادية وجائحة كورونا، تمكنت جمعية USPEaK من إطلاق حملة "حق المرأة في الإرث"، وفي هذه الحملة لم نتجه للإرث المدني وحقوق المرأة المدنية فحسب، بل توجهنا إلى أبسط الحقوق وهو حقها في الإرث، ولدى جميع الطوائف في لبنان، وتمكنا من الوصول إلى أكثر من 42 ألف شخص العام الماضي".
وأشارت روان مرعي إلى أن "هذا العام نستكمل حملتنا حول حق الإرث، لنصل حضورياً إلى أكثر من 5 آلاف شخص، ولندفع إلى مستوى أعلى من كسر النمطية السائد والأفكار المسبقة والتحيز، فضلاً عن العمل الدؤوب على الشعار الرئيسي، وهو المساواة المبنية على النوع الاجتماعي اليوم من أجل غد مستدام، وبمشاركة نساء ومن كافة المناطق اللبنانية، والتركيز على التمكين الاقتصادي للمرأة وكيفية حمايتها من الظلم والتطرف، وكذلك صون حقوقها وكيف أنه بترسيخ قيم المساواة بين الجنسين يمكننا تحصين البلاد ككل".
أكثر من 120 جمعية وبلدية شريكة
وعن التحديات والعقبات، قالت روان ياغي "أهم التحديات التي تواجهنا هي القدرات المادية والاقتصادية، ومشاركة المجتمع معنا، وعلى الأقل في نشر وتعميم هذه الحملات التي أطلقناها، كما ويهمنا التعامل مع كافة الأفرقاء والشركاء، فلدينا أكثر من 120 جمعية وبلدية شريكة لنا في لبنان، نأمل أن يساعدوننا بصورة أكبر في حملاتنا، وذلك بهدف تقوية قدرات المرأة سواء بالمشاركة في البرامج المختلفة مثل برنامج تعليم المرأة باللغة الإنجليزية المتقدمة، أو تمكين المرأة عبر ريادة الأعمال وإرساء مبادئ الديمقراطية، أو مشاركة النساء في الحملات المدنية والبيئية، حيث ساهمت هذه البرامج في تمكين المرأة من القيام بالعديد من المشاريع الريادية والبيئية والاجتماعية المميزة في كثير من المناطق".
وشكرت روان ياغي في ختام حديثها "كل من ساعد جمعية USPEaK في الحملات وتوسيعها لتشمل عدداً أكبر من المستفيدين والمستفيدات ومن كافة فئات المجتمع ولا سيما النساء"، وتوجهت برسالة دعم لسائر الجمعيات والجهات التي تنظم حملات ومبادرات لتمكين المرأة في لبنان والعالم العربي وكل العالم، ولكل من يساهم بتمكين المرأة.