حملة "وعيي بيحميني" في غزة لمناهضة العنف ضد النساء
أطلقت حملة "وعيي بيحميني" لتوعية النساء والفتيات بحقوقهن وكيفية الدفاع عن أنفسهن، والتعريف بالمفاهيم المتعلقة بالعنف المبني على النوع الاجتماعي وسبل الحماية.
رفيف اسليم
غزة ـ أطلق المنتدى الاجتماعي التنموي بالشراكة مع مؤسسة ""EducAid الإيطالية، حملة لمناهضة العنف المبني على النوع الاجتماعي تحت وسم "وعيي بيحميني" على مواقع التواصل الاجتماعي، للوصول إلى الفتيات والنساء الناجيات والضحايا وغيرهن على حد سواء لتوعيتهن بحقوقهن.
أوضحت منسقة مشاريع في المنتدى الاجتماعي التنموي زيون العبادي، أن الهدف من الحملة الرقمية زيادة وعي النساء والفتيات بالعنف المبني على النوع الاجتماعي لتعريفهن بحقوقهن، خاصةً أن بعض النساء لا تدركن أن ما يمارس ضدهن شكل من أشكال العنف، مع تزويدهن بمعلومات عن المراكز والجهات المختصة التي من الممكن اللجوء إليها في حال تعرضهن للعنف.
وأشارت إلى أن الحملة جاءت في ظل ارتفاع نسب العنف ضد النساء بالتزامن مع انخفاض عدد البلاغات المقدمة من الناجيات أي اللواتي رفع عنهن العنف، فذلك المؤشر يدل على أن النساء لا تطالبن بإنهاء الظلم الواقع عليهن، بالتالي جاءت عملية التثقيف عبر تقديم معلومات من ذوات الاختصاص وتسليط الضوء على شهادات حية تروي عواقب العنف واستمراره.
مجموعة من الصور والفيديوهات ومواد الجرافيك والنسب والاحصائيات وغيرها، نشرت على وسم "وعيي بيحميني" عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعبر قنوات المنتدى الخاصة، لتلقى تلك الأنشطة الرقمية تفاعل من قبل رواد تلك المواقع والقنوات، تجلت في مناقشتهم للمفاهيم والمصطلحات ومقارنة تلك المعلومات بالحالة العامة التي يعاني منها المجتمع وما يفرضه من ثوابت قد لا يكون لها أي أساس من الصحة، بحسب ما قالته زيون العبادي.
فوفقاً لمفهوم النوع الاجتماعي الذي توصلوا إليه خلال البحث في محتوى الحملة، أنه عبارة عن الفوارق والأدوار الاجتماعية بين الجنسين التي يحددها المجتمع والثقافة، أي الصورة النمطية الراسخة عن الرجال والنساء التي تم وضعها لكلاً منهما من قبل المجتمع والثقافة بغض النظر عن احتياجاتهما ورغباتهما، أي أن العنف القائم على النوع الاجتماعي يمارس على شرائح محددة من المجتمع فقط بسبب الفروقات الاجتماعية.
وتنقسم أشكال العنف المبني على النوع الاجتماعي لـ العنف الجسدي المتمثل بالضرب والصفع والحرق، والعنف العاطفي كالنبذ والتهديد والإهمال والإذلال والاستغلال النفسي، والعنف الجنسي كالاغتصاب والاستغلال الجنسي والعنف الاقتصادي كالحرمان من الموارد والخدمات، والعنف الاجتماعي كالزواج القسري والزواج المبكر والختان.
وأضافت زيون العبادي أن ذلك المصطلح كان من الواجب مناقشته بسبب كثرة تداوله بين الجنسين، وكذلك الحال مع المصطلحات المتعلقة بالجندر والدور والأنواع والمفاهيم المغلوطة التي يتم تداولها عبر الفضاء الرقمي، أو الواقع، لافتةً إلى أنه خص العنف القائم على النوع الاجتماعي المرأة دوناً عن غيرها من الفئات لأنها الشريحة الأكثر تضرراً وتعرضاً له.
وبسبب حساسية المصطلحات والمعلومات، أشارت إلى أنه تم وضع محتوى الحملة مع أخصائية نفسية لتدقق ما يتم كتابته قبل النشر، وتروي للمشاهدات عبر فيديو أشكال العنف الذي قد تتعرض له المرأة وأي المراكز التي من الممكن التوجه إليها، مضيفةً أنه تم رصد تجارب لناجيات من ذوات الاحتياجات الخاصة لرواية قصصهن وتجاربهن المختلفة، وكيفية تغلبهن على تلك العقبة لإكمال حياتهن بشكل صحي خالي من العنف وآثاره.
ولا تنكر زيون العبادي صعوبة الحصول على النسب والإحصائيات المتعلقة بحالات العنف لدى النساء في ظل تضارب الأرقام لدى المؤسسات من جهة، والتكتم على العديد من القصص التي ترفض النساء الإفصاح عنها من جهة أخرى، فبحسب إحصائية تم الحصول عليها من هيئة الأمم المتحدة للمرأة فإن 7% من النساء فقط تقمن بالتبليغ عن العنف الذي تتعرضن له.
ولفتت إلى أنه تم انتقاء النسب والإحصائيات من المراكز الرسمية كي تكتمل دقة المعلومات المقدمة، فقد ثبت أن واحدة من كل ثلاث نساء حول العالم تتعرض للعنف الجسدي أو الجنسي، بينما 30% من النساء في أنحاء العالم كافة تتعرضن في حياتهن للعنف البدني أو العنف الجنسي على يد شركائهن.
وأضافت أنه لا يكفي تناول المفاهيم والأنواع والمصلحات، بل لا بد من التأكيد على أهمية تصحيح الصور النمطية والأخطاء الشائعة الممارسة بسبب الثقافة المتوارثة الخاطئة كالوصمة المجتمعية للضحية والنظرة السائدة لها، مشددةً على ضرورة دعم هؤلاء النساء لا لومهن من خلال اتخاذ خطوات عملية وتبني مواقف داعمة.
وأكدت زيون العبادي على أهمية معرفة جميع أفراد المجتمع كيفية التعامل في حال واجهوا حالة عنف أمامهم، فلا تتعرض المرأة للضرب والجميع حولها لا يحرك ساكناً، وما هي الخدمات متعددة القطاعات المقدمة لهذه الحالات ولهذا سيتم إرفاق دليل المراكز المختصة بتقديم الخدمات لحالات العنف المبني على النوع الاجتماعي خلال العمل على الحملة.
وستستمر الحملة وفقاً لـ زيون العبادي على الوسم ذاته "وعيي بيحميني" عبر الفضاء الرقمي، لتقديم المعلومات المختلفة حول العنف ونسبه وأسبابه وكيفية الحد منه والتعامل مع الحالات، وتصحيح المفاهيم النمطية الخاطئة لمساعدة الضحايا والناجيات لتعشن حياة كريمة خالية من الانتهاكات، والوصول لبيئة خالية من العنف المبني على النوع الاجتماعي.