حليمة عثمان شاركت في معركة تحرير كوباني وشهدت على صمود المدينة

- حليمة عثمان من النساء اللواتي حملن السلاح وشاركن في المقاومة ضد هجمات مرتزقة داعش على مقاطعة كوباني في المعارك التي عرفت بمقاومة المرأة

نورشان عبدي
كوباني - حليمة عثمان من النساء اللواتي حملن السلاح وشاركن في المقاومة ضد هجمات مرتزقة داعش على مقاطعة كوباني في المعارك التي عرفت بمقاومة المرأة. 
تصدت المقاتلات لهجمات مرتزقة داعش التي بدأت بالقرى التابعة لكوباني في الفترة الممتدة ما بين (15ـ 20) أيلول/سبتمبر عام 2014، وساهمن بمعنوياتهن وقيادتهن في استمرار المقاومة حتى النصر، ولعبت وحدات حماية المرأة دوراً هاماً في هذه المعركة، بمساندة المدنيين نساءً ورجالاً حملوا السلاح مساندين القوات العسكرية.
 
أمومتها لم تمنعها من حمل السلاح
قالت حليمة عثمان (45) عاماً، وهي أم لخمس أطفال 2 بنات و3 أولاد أنها شاركت في الثورة منذ عام 2011 "شاركت ضمن المجالس المدنية التي عملت بشكل سري خلال سيطرة النظام على مدينة كوباني، وبعد عام من العمل في مجال المجالس وبعد تأسيس قوات عسكرية للمرأة ومن بينها قوات الأمن الداخلي الأسايش في حزيران/يونيو عام 2012 انتقلت للعمل ضمنها وكنت أولى النساء المدنيات اللواتي انضممن لقوات الأسايش".
وأضافت "بالطبع واجهت الكثير من العراقيل بتقبل المجتمع لهذه الفكرة لكنني تخطيت ذلك. عددنا لم يتجاوز الـ 5 عضوات لكن انخراط النساء في القتال كان من أهم منجزات ثورة 19 تموز التي تعرف بثورة المرأة".
تقول حليمة عثمان عن هجمات مرتزقة داعش على مقاطعة كوباني "ازدادت الهجمات من الجهات الثلاث الجنوبية والشرقية والغربية وكان على الأهالي المتواجدين في كوباني المشاركة في الدفاع والحماية".
وعن مشاركتها في القتال قالت "عندما ازدادت وتيرة الهجمات في 20 أيلول شاركت بالقتال في عدة نقاط وجبهات، وهي تل سيفا وتل جرقلي وقرية جرن وخراب عطي، وفي نهاية أيلول ازداد الهجوم على قرية جرن شرقي مقاطعة كوباني وكان علينا أن نقف نحن كقوات الأسايش بجانب قوات حماية المرأة وقوات حماية الشعب في الخط الثاني للجبهة".
وتكمل "حاصرنا داعش في العديد من الأماكن كان من بينها جبل مشتى نور وصالة سيران جنوبي كوباني، تلك الأيام من أصعب ما مر علي، ليس خوفاً من الموت بل خوفاً على كوباني وأهاليها وأبناءنا الذين يقاتلون بجسارة دون خوف ضد داعش لكننا بفضل قواتنا نجوناً من الكثير من المواقف الصعبة".   
وتستذكر حليمة عثمان المعاناة التي عاشها أهالي المدينة في تلك الأوقات "كانت هجمات داعش على قضاء شنكال في آب أكثر ما زرع الخوف في قلوبهم مما دفعهم للنزوح إلى شمال كردستان لكن جزءً منهم وقف إلى جانب أبناءهم".
عندما هاجم داعش المدينة مشاعرهم كانت لا توصف كما تقول "مازالت تلك اللحظات تمر أمامي عندما خرجنا بدوريات داخل المدينة وكان قد وصل المرتزقة وحوصرت كوباني من جميع الجهات، مررنا بالطرقات لم نجد فيها أحد كانت مظلمة وخالية لم يبقى أحد داخل كوباني، بقي الأهالي على الحدود السورية التركية لأيام كانوا يأملون بالعودة لكن مرتزقة داعش تمكنت من دخول المدنية وبدأت بذلك حرب الشوارع".
 
ألقى الاحتلال التركي القبض عليها 
انتقلت حليمة عثمان لمعبر مرشد بينار وبقيت هنالك لمدة 10 أيام "بعدما ازدادت شدة المعارك لم أتمكن من المشاركة في الحرب بسبب إصابتي بوعكة صحية لكنني بدأت بالاهتمام بالجرحى، وكنا نساهم برفع معنويات المقاتلين/ت لكيلا يفقدوا الأمل بأنهم أصحاب أرادة قوية وأننا نثق بهم"، وأضافت "أكدنا لهم ثقتنا بهم وأنه علينا تقوية إرادتنا من أجل الشهداء فإن تمكنا من ذلك لن تستطيع تركيا وداعش محاربة المرأة وشعوب شمال وشرق سوريا كسر إرادتنا".
وبعد مقاومة تجاوزت الـ 25 يوماً أجبرت حليمة عثمان على الانتقال إلى شمال كردستان من أجل أطفالها الصغار لأن زوجها كان مع المقاتلين. تقول إنه عند دخولها للأراضي التركية ألقي القبض عليها لمشاركتها في المقاومة وبعد عدة أيام أفرج عنها.
 
"النساء أبدين مقاومة عظيمة"
تقول حليمة عثمان عن دور النساء خلال المقاومة "أبدت المقاتلات والنساء بطولة عظيمة وخير دليل على ذلك مقاومة الشهيدات آرين ميركان وريفان والمئات من شهيدات الحرية اللواتي ضحينَّ بأنفسهن من أجل حماية أرضهنَّ وكرامتهنَّ، لذلك يجب أن تكون مقاومة كوباني بالنسبة لنا فخر وتجربة بألا نتخلى عن مبدأنا وأرضنا ونتصدى لأي هجوم ضدنا لأننا سقينا أرضنا بدماء أبطالنا الذين أفدوها بأرواحهم من أجل أن نعيش بأمان".
يذكر أن مقاطعة كوباني تحررت من داعش في 26 كانون الثاني/يناير 2015 على يد مقاتلي وحدات حماية المرأة وحماية الشعب، وبعد التحرير عادت حليمة عثمان مع عائلتها وتعمل الآن عضو في منظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة.
 
https://www.youtube.com/watch?v=f5UyEeuXYs0