هفرين خلف... نضالها ومساعيها لبناء سوريا تعددية لا مركزية كانت هدفاً للمحتل

يصادف اليوم 12تشرين الأول/أكتوبر، الذكرى السنوية الرابعة لاستشهاد السياسية هفرين خلف الأمين العام لحزب سوريا المستقبل، خلال العملية العسكرية التركية التي استهدفت مناطق شمال وشرق سوريا.

سيبيلييا الإبراهيم

الرقة ـ هفرين خلف سياسية وناشطة كردية أثار استشهادها الرأي العام المحلي والعالمي لبشاعة الجريمة التي أقدم عليها مرتزقة تركيا بدم بارد لا لشيء إلا لكونها تحمل فكراً متنوراً يسعى إلى بناء سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية.

تمر اليوم الذكرى السنوية الرابعة لاستشهاد السياسية الكردية، والأمين العام لحزب سوريا المستقبل هفرين خلف التي تم اغتيالها بطريقة وحشية على طريق الدولي M4 على يد مرتزقة الاحتلال التركي خلال العملية العسكرية التركية التي استهدفت مناطق شمال وشرق سوريا في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر، فهي رمز للنضال النسوي في سوريا والعالم باسرهُ لطالما كانت تسعى خلال مسيرتها النضالية إلى بناء سوريا تعددية لا مركزية يتمتع فيها كافة المكونات بحقوقهم.

 

مسيرة مليئة بالإنجازات وحافلة بالانتصارات

وحول مسيرة السياسية هفرين خلف قالت الناطقة الرسمية باسم مجلس المرأة في حزب سوريا المستقبل غالية كجوان "هفرين خلف امرأة سياسية ناضلت من أجل تحقيق الحرية والديمقراطية وإحلال السلام في كافة أرجاء سوريا، وكان لها دور طليعي وبارز في مسيرة نضال حزب سوريا المستقبل ولها نضال دؤوب وجهود حثيثة في مواكبة التغيرات والأحداث السياسية، عملت جاهدة على وضع مبادئ وأهداف حقيقية سامية ليرتقي بها الشعب السوري، كان شعارها الحفاظ على وحدة سوريا أرضاً وشعباً".

وتطرقت غالية كجوان إلى حادثة استهدافها "تركيا منذ بداية الأزمة السورية ارتكبت أبشع الجرائم اللاإنسانية بحق شعوب ونساء سوريا بشكل عام، فتركيا تسعى إلى إفشال مشروع الأمة الديمقراطية والنيل من المكتسبات التي حققتها المرأة من خلال ثورتها في مناطق شمال وشرق سوريا، وحاولت إسكات المرأة وتهميش دورها في كافة مجالات، لذلك تم استهداف السياسية هفرين خلف التي كان لها الدور الايجابي في حل الأزمة السورية، حيث ناضلت من أجل أن يكون هناك توافق بين جميع مكونات وأطياف الشعب السوري، دائماً كانت تنادي بشعارها بان يكون هنالك انتشار لعبق الياسمين الذي يدل على السلام المستمر والمستدام في سوريا وتقول علينا بناء سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية ومنع كافة الدول الخارجية من التدخل في الشؤون السورية ومنها دولة الاحتلال التركية، فكانت هدفاً لهم".

وقالت إن "تركيا هي من رعت داعش والإرهابيين وارتكبت مجازر عديدة وهي مستمرة في الانتهاكات إلى يومنا هذا في كافة المناطق السورية، وتحاول مرة أخرى إحياء داعش من جديد بوجه واسم وتحت راية جديدة بهدف احتلال المزيد من الارضي السورية وتطبيق الميثاق الملي اتفاقية لوزان، ويجب محاسبتها على ذلك"، مشيرة إلى أنهم "كحزب سياسي دائماً يؤكدون بأنه لا يمكن أن يكون هناك حل سياسي ما دام الاحتلال التركي متواجد على جميع الأراضي السورية، وريثما تم إنهاء تواجده ستنتهي معاناة الشعب السوري".

واستنكرت الصمت الدولي تجاه الجرائم والانتهاكات التركيا بحق النساء في شمال وشرق سوريا "هناك صمت دولي تجاه الجرائم التي ترتكبها تركيا، فصمتها خلال هذه الفترة في ظل الانتهاكات هي دليل على أن جميع الدول الضامنة شريك مع تركيا، الدول تريد افراغ المنطقة من جميع فئات المجتمع وافراغ المجتمع من جوهره ويصبح بعيد عن حريتها وحق التعبير عن رأيه لذا تستهدف النساء من خلال استهداف النساء القياديات".

وأكدت أن تركيا حاولت من خلال اغتيالها كسر عزيمة وإرادة المرأة "لكن شهادتها زادت من عزيمتنا وإصرارنا ليكون لنا تنظيم نسوي خاص بنا قادر على احتواء جميع النساء ضمن الأسس والأهداف التي وضعتها، وكنساء في حزب سوريا المستقبل ماضون على عهد ومسيرة الشهيدة هفرين خلف حتى تحقيق العدالة لها ولجميع النساء السوريات".

وأوضحت أن "المرأة حققت مكتسبات عظيمة، أبهرت فيها العالم ودول الشرق الأوسط، حيث قادت ثورة في شمال وشرق سوريا وسميت باسمها وجسدت دورها في كافة المجالات، واحتذت بتجربتها العديد من الدول وخير مثال على ذلك ثورة النساء في شرق كردستان وإيران التي احتذت بثورة النساء في شمال وشرق سوريا وكان لها تأثير كبير على الدول الرأسمالية والحاكمة التي تخشى دائماً من انتشار مشروع الأمة الديمقراطية".

وعن الاستهدافات التي تطال النساء من قبل الاحتلال التركي بينت "منذ بداية الأزمة السورية الدولة التركية تعمل على خلق الفتنة ودائماً تحاول ضرب نضال وثورة المرأة في شمال وشرق سوريا، وتنتهج سياسية الابادة بحق الشعوب، وترتكب جرائم لا انسانية يندى لها جبين الانسانية، فإلى يومنا هذا لا يزال القصف الهمجي مستمر على مناطق شمال وشرق سوريا ويتم استهداف شخصيات سياسية بارزة في مشروع الادارة الذاتية وفي حزب سوريا المستقبل، وكل هذه اتفاقيات لأنهاء مشروع الأمة الديمقراطية".

وأوضحت أنه بعد قيام مرتزقة الاحتلال التركي باغتيال الشهيدة هفرين خلف الأمين العام لحزب سوريا المستقبل العام أصبحت جريمة اغتيالها أجندة كافة الوسائل الإعلامية في سوريا والعالم باسرهُ وكان هنالك مطالب حثيثة تطالب بمحاسبة مرتكبي الجريمة "استشهاد هفرين خلف كان له صدى في جميع أنحاء العالم لأنها امرأة سياسية نادت بالسلام لم تحمل السلاح يومنا إنما كل ما طالبت به هو تحقيق وحدة سوريا وإنهاء الأزمة السورية من خلال حزب سوريا المستقبل وكان تسعى لأنهاء معاناة الشعب السوري والنساء السوريات، كانت دائما توجه رسالتها لنساء الشرق الأوسط والعالم بان يتوحدوا لكي ينالوا حريتهم، كان لها لقاءات مع عدة وفود خارج سوريا، ولها دور بارز في المحافل الدولية".

ونوهت إلى أنه "في الحراك الشعبي في مدينة السويداء الذي ولد من رحم الأزمة السورية التي بدأت منذ 12 عاماً وطالبت بتغيير النظام السياسي وتحسين مستوى المعيشة، حمل المحتجين صور هفرين خلف ونادوا بشعارات قالوا من خلال أن دماء هفرين خلف ستزهر في السويداء، فمسيرة نضالها بدأت تزهر في أماكن أخرى".

 

هفرين خلف ياسمينة حزب سوريا المستقبل

وأوضحت "استكمالنا لمسيرة الشهيدة هفرين خلف بعد شهادتها وليكون اسمها دائماً محفور في قلوبنا ولتكون رمزاً للفداء والمقاومة في حزب سوريا المستقبل وفي جميع الأماكن السورية سمينا عدة أماكن ومؤسسات على اسمها ففي مدينة الرقة هنالك حديقة الشهيدة هفرين خلف لأنها دائماً سعت لنشر عبق الياسمين في كافة سوريا، وكانت محبة للطبيعة، كما تم افتتاح أكاديمية خاصة سميت باسمها تأكيداً على أن هناك الآلاف سيسرون خلفها لنشر وترسيخ فكر ومبادئ حزب سوريا المستقبل، إضافة إلى الكومينات والمجالس التي سميت باسمها، وعلى مستوى العالمي هنالك في فرنسا سمي شارع ليون على اسمها، فصوتها وصل إلى كافة أرجاء العالم".

كل من عرفها ومن لم يعرفها علق بذاكرته صورتها وصوتها وكلماتها الجميلة ذات المعنى العميق والسامي واستذكرت غالية كجوان مقولة لها قالت فيها "اسمحوا لي بان أتحدث بمشاعر امرأة عربية، كردية، تركمانية، شركسية، ارمنية، ايزدية، شيشانية" فكانت امرأة سوريا بكل معنى الكلمة بعيداً عن القوميات والاديان، وقبل استشهادها بعدة أيام قالت "يوماً ما حينما تكون الأمور بخير ستنظر للخلف وتفتخر لأنك لم تستلم".

ودعت الناطقة الرسمية باسم مجلس المرأة في حزب سوريا المستقبل غالية كجوان في ختام حديثها جميع نساء سوريا ونساء العالم بأن توحدن صفوفهن ودورهن وتعملن على تضافر جهودهن لنيل حريتهن ولتحقيق العدالة والمساواة للشهيدة هفرين خلف وكافة شهيدات سوريا، وأن تكن معنا يد واحدة لتحقيق حرية المرأة والشعوب.