غياب مفاهيم الديمقراطية والمدنية عن مخرجات مؤتمر الحوار الوطني يثير استياء النساء

الوضع في سوريا غير واضح المعالم ومع أن الكفة ترجح إلى أنه يتجه نحو الأسوأ بعد ما سمي بـ "مؤتمر الحوار الوطني" الذي أقصى الجميع تقريباً إلا أن نساء السويداء تعملن من أجل مستقبل أفضل بريادة المرأة.

روشيل جونيور

السويداء ـ لم تعد المرأة في مدينة السويداء السورية متفرجة على المشهد السياسي بل أصبحت جزءاً فعالاً فيه فمن خلال مشاركتهن أكدت نساء مدينة السويداء السورية على وحدة نضال المرأة وضرورة توحيد الجهود من خلال التواصل مع جميع نساء سوريا.

شهدت مدينة جرمانا في العاصمة السورية دمشق توتراً أمنياً قبل فترة وعما جرى قالت الناشطة السياسية براءة  نعيم أنها "محاولة خبيثة لإشعال الفتنة لكن بفضل حكمة وجهاء جرمانا تم إخمادها سريعاً والمدينة كانت وستظل مكانا للتعايش والمحبة بين جميع الطوائف وأي حديث عن حماية إسرائيل لسكانها هو كلام بعيد عن الواقع".

وأكدت أن إسرائيل لا تهدف إلى استقرار المنطقة بل إلى تحقيق مصالحها فقط ومن ضمنها إشعال الحروب من خلال تصريحات مضللة.

وأوضحت أن الخاسر الأكبر في هذه الفوضى هم الشباب ما يجعل من الضروري تعزيز الوعي لديهم حتى لا يقعوا ضحية لأوهام الدعم الإسرائيلي وفرص العمل والوعود الكاذبة، لافتةً إلى أن "الحل الوحيد هو الاعتماد على أنفسنا وتقديم الدعم المعنوي لبعضنا البعض خاصة بين النساء".

أما فيما يتعلق بالحوار الوطني الأخير فقد أكدت الناشطة براءة نعيم أن "نسبة مشاركة النساء كانت أقل مما أُعلن عنه رسمياً، حيث قيل إنها 25%، لكنها في الواقع لم تتجاوز 20% ورغم العدد المحدود، فقد كانت المشاركات على مستوى عال من الوعي والكفاءة".

ولكنها عبّرت عن استيائها من غياب مفاهيم الديمقراطية والمدنية عن مخرجات المؤتمر، حيث لم يتم ذكر أي من هاتين الكلمتين، مما أثار القلق حول مستقبل سوريا السياسي، متمنية أن تكون غلطة غير مدروسة، ناصحةً اللجنة الدستورية التي يجري تشكيلها حالياً بأن تأخذ هذه القضية بعين الاعتبار، لأن سوريا الجديدة يجب أن تكون مدنية ديمقراطية تلعب فيها المرأة دوراً أساسياً في صياغة الدستور.

 

 

أما الناشطة هيام زين الدين فترى أن "ما حدث في جرمانا مؤخراً عكس القلق والغضب في أنحاء المنطقة"،  مؤكدة أن هذه الفوضى لم تكن عفوية بل جاءت بعد التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو  مما يدل على أن هناك مخططاً مدروساً لزعزعة الاستقرار.

واتهمت بعض ضعاف النفوس بالمساهمة في إشعال هذه الفوضى بنفس الطريقة التي كان يعمل بها النظام السابق لخلق الانقسامات، مشددةً على أن دور النساء في مواجهة الفوضى كان بارزاً حيث نظمن الوقفات الاحتجاجية وكتبن اللافتات التي تدعو إلى التماسك الوطني.

كما أكدت أن المؤتمر الوطني كان خطوة ضرورية لكنه افتقر إلى التنظيم الجيد، إذ تم توجيه الدعوات قبل يوم واحد فقط من انعقاده، مضيفةً "بالنسبة لمشاركة النساء في السويداء فإنها فعالة ولكن بباقي المدن كانت منخفضة، مما يدل على أن عقلية الرجل ما زالت مسيطرة على المشهد السياسي في سوريا".