فيلم وثائقي يسلط الضوء على حياة النساء

ثورة روج آفا منحت السينما المحلية تطوراً ملحوظاً، فكان لها دور في إيصال صدى وصورة الثورة للعالم بأكمله فالمرأة أثبتت نفسها وبجدارة في مجال السينما والتمثيل.

شيرين محمد

قامشلو ـ صورت المخرجة ناديا درويش حياة النساء في جن وار "قرية المرأة" بإقليم شمال وشرق سوريا بطابع وثائقي سلطت من خلاله الضوء على حياة النساء فيها بعيداً عن ضوضاء المدينة وتكلفها.

مع انطلاق ثورة روج آفا بإقليم شمال وشرق سوريا، بدأت المرأة تخطو خطواتها نحو النجاح وبناء أساساً متيناً لها في كافة المجالات منها السينما، ومن خلال صناعة الأفلام السينمائية والوثائقية بينت للعالم بأكمله حقيقة نضالها.

ففي قرية جن وار "قرية المرأة" الفريدة من نوعها في المنطقة، تقطنها الأطفال والنساء من أماكن مختلفة قررن العيش فيها بعيداً عن ضوضاء المدينة وازدحامها، لبناء شخصياتهن من خلال نظام تعايش موحد تعتمدن على ذواتهن في إنجاز الأعمال بمختلف أشكالها، لذلك قررت المخرجة ناديا درويش من خلال فيلم وثائقي أطلقت عليه اسم "جن وار" أي "قرية المرأة" إلقاء الضوء على الحياة اليومية لنساء القرية.

 

كان من المهم توثيق ذلك بكاميرة المرأة

قالت ناديا درويش إنها بهدف تعريف العالم بقرية جن وار والحياة الطبيعية فيها، قررت تصوير فيلم وثائقي فيها تناول كافة الجوانب بهذه القرية منذ بداية تأسيسها، "عرض الفيلم للمرة الأولى في القرية ذاتها في 10 آذار من عام 2024، هذا الفيلم استحق التعب والمجهود الذي قدمناه من أجل إنجاح"، مضيفةً أن إثبات وتوثيق تضحيات النساء وجهدهن في بناء القرية مهم جداً "الهدف من عرض الفيلم لأولى مرة في قرية جن وار كان لترى النساء اللواتي لم تقطن في القرية منذ بداية تأسيسها، ولكي تشاهدن كيف قامت النساء ببناء منازلهن بأيديهن وبكدحهن".

وأضافت "فيلم جن وار يتحدث عن القرية وطبيعة الحياة فيها وتعامل النساء مع بعضهن البعض، التفاصيل ظهرت في الفيلم عندما تقوم النساء بصنع الخبز بأنفسهن وتتعاون على زراعة الأراضي وحصدها وجمع الأعشاب الطبيعية من أجل استخدامها في الطب الطبيعي، كما تتناوبن من أجل حماية القرية ليلاً ونهاراً، وهذا ما لفت انتباهي وألهمني فكرة العمل"، مبينةً أن الحياة في القرية بعيدة كلياً عن المدينة والضوضاء، "الحياة هنالك سلسة ومريحة".

 

"حياة النساء وتعاونهن معاً شجعني أكثر لتصوير الفيلم"

أكدت ناديا درويش أنها تسعى لأن يصل هذا العمل دور العرض العالمية، "قرية جن وار فريدة من نوعها ومكان لجميع النساء بمختلف أطيافهن وانتماءاتهن"، مضيفةً أن تصميم القرية وكفاح النساء فيها على بناء ذاتهن بذاتهن شكل دافعاً لها لتصوير جميع التفاصيل اليومية في القرية، "استغرقنا وقت طول لتصوير الفيلم، كما اكتسبنا الكثير من المعلومات عن الحياة في القرية خلال تصوير الفيلم، لقد كان عملاً مليئاً بالتعاون أبدت النساء اللواتي يقطن هنالك كأنهن خلية نحل تتسارعن لمساعدة بعضهن البعض".

وأضافت أن "قرية جن وار بكل تفاصيلها تحترم الطبيعة، البيوت هنالك مبنية من الطين وترى الأشجار والأزهار تخلق أجواء ربيعية في جميع فصول السنة"، مبينةً أن النساء في القرية تغيرن نحو الأفضل وهذا من النقاط التي ركز عليها الفيلم الوثائقي، "سيتم عرض الفلم في جميع مدن ومناطق إقليم شمال وشرق سوريا في الفترة المقبلة".