في ظل ارتفاعها... إحصائيات تعرض الصحفيات للعنف غير دقيقة في إقليم كردستان

تتعرض الصحفيات يوماً تلو الأخر للعنف النفسي والجسدي في المؤسسات الإعلامية، لكنهن تخترن التزام الصمت إزائه خوفاً على عملهن.

هيلين أحمد

السليمانية ـ تتخذ الصحفيات خطوات مهمة للتقدم في مجال الصحافة، لكن لم يتم استبعادهن من العنف والانتهاكات والمضايقات. وبالرغم من ذلك هناك القليل من الصحفيات يتحدثن علناً ضد العنف والتحرش، ولا تزال الإحصائيات حول الانتهاكات ضد الصحفيات غير واضحة.

بحسب التقرير السنوي لمركز (مترو- Metro) للدفاع عن حقوق الصحفيين (تقرير وضع حرية الصحافة في اقليم كوردستان العراق للعام 2023)، فقد مورست 249 حالة انتهاك بحق 247 صحفياً ومؤسسة إعلامية في العام الفائت، تم توثيق 102 حالة منها في مركز مترو، منها 54 حالة في هولير، وتأتي دهوك في المركز الثاني بـ24 حالة، ثم السليمانية 18 حالة وفي حلبجة حدثت 5 حالات.

ووفق التقرير فإنه من مجموع حالات الانتهاك الـ249، 134 حالة عبارة عن منع وتمييز، و38 حالة استيلاء على المعدات الصحفية، و27 حالة اعتداء وتهديد وتنكيل، كما حدثت خلال العام الماضي 5 حالات اعتقال للصحفيين خارج إطار قانون الصحافة، و37 حالة احتجاز بدون قرار المحاكم، فضلا عن 4 حالات هجوم إلكتروني وحالتين لتحطيم المعدات الصحفية وحالتي مداهمة لمنازل الصحفيين.

وقالت الصحفية والناشطة في مجال حقوق المرأة باريز صابر حمه صالح، إن وضع الصحفيات في إقليم كردستان يتدهور يوماً بعد يوم "مشاكل الصحفيين واضحة للعيان ولا أحد يلبي مطالبنا ولا يهتم بآرائنا، نواجه العديد من المعوقات، لكن علينا نحن النساء الاستمرار في نضالنا لمواجهة جميع الصعوبات في طريقنا".

وأضافت إن عدم توفر إحصائيات دقيقة في إقليم كردستان عن وضع الصحفيات، أمر مقلق، فالمراكز التي تسجل الانتهاكات خاصة بمركزها فقط، أي لن يتم تسجيل إلا من زار المركز لتسجيل العنف ضد الصحفيات، مؤكدة أنه
على النساء العاملات في مجال الصحافة، عندما يواجهن أي مشاكل في عملهن، عليهن إبلاغ الجهات المعنية بذلك".

وأوضحت باريز صالح العنف والانتهاكات التي تواجهها الصحفيات في المؤسسات الإعلامية "الانتهاكات ضد المرأة في المؤسسات تتزايد، كموظفة في الوكالة لا نحصل على كامل حقوقنا ويتم انتهاكها، وهو أمر يؤثر نفسياً على مسيرة عمل الموظفة، بالإضافة إلى العنف النفسي والجسدي الذي تتعرض له عبر شبكات التواصل الاجتماعي والتحرش الجنسي".

 

"الوضع الاقتصادي السيئ أسكت الصحفيات"

وأشارت إلى أن قلة الوعي القانوني للصحفيات العاملات في المؤسسات الإعلامية سبب آخر لزيادة الانتهاكات والعنف الذي يسكت الصحفيات عن واجباتهن وحقوقهن أثناء العمل، كما أن قلة فرص العمل في إقليم كردستان سبب آخر لعدم رفع الصحفيات للشكاوى "حرية التعبير تضيق يوماً بعد يوم، ومحاكم إقليم كردستان مسيسة إلى حد كبير، أو متهمة بعدم خدمة المجتمع وخلق قضايا سياسية للصحفيين، فلا ينبغي للصحفيين أن يكونوا ضحايا اتهامات باطلة ويتم رفض قضاياهم في المحاكم".

وأكدت أنه على النساء اللواتي تعملن في أي مجال من المجالات أن تدعمن بعضهن البعض لتتمكن من الاستمرار في خدمة مجتمعهن.