في ظل الشتاء القارس... الحصار يفاقم معاناة أهالي حيي الشيخ مقصود والأشرفية

يستمر أهالي حيي الشيخ مقصود والأشرفية بالمقاومة رغم الحصار المفروض عليهم منذ سنوات.

ميديا مقتاد

حلب ـ لا تزال حواجز الفرقة الرابعة التابعة لحكومة دمشق تفرض حصارها على حيي الشيخ مقصود والأشرفية وذلك بمنع دخول المواد الغذائية والأدوية، ورغم الشتاء البارد تمنع كذلك دخول المحروقات.

شددت الفرقة الرابعة التابعة لحكومة دمشق في منتصف كانون الأول/ديسمبر الماضي من إجراءات الحصار المفروض على المدنيين في حيي الشيخ مقصود والأشرفية والتضييق عليهم، بشكل غير مسبوق وكثفت عدد الحواجز التابعة لها في المنطقة، وهو ما يعتبره المجلس العام سلاحاً سياسياً لحكومة دمشق هدفه نشر الفوضى والفساد.

تقول الإدارية في المجلس العام لحيي الشيخ مقصود والأشرفية هيفين سليمان "منذ بداية الأزمة السورية فرض على حي الشيخ مقصود الحصار عدة مرات من قبل الفرقة الرابعة التابعة لحكومة دمشق، والتي زادت من عدد حواجزها الأمنية في الحيين، حيث وضعت حواجز أمنية على مداخل ومخارج الحي".

وعن الحصار الذي فرض في الـ 20 آب/أغسطس 2020، ويتشدد مع بداية كل شتاء ملقياً بتداعياته الكبيرة على القطاعين الخدمي والصحي، تقول "إن الحصار يخلق أزمة تؤدي إلى مخاطر صحية كبيرة، حيث يمنع إدخال المحروقات والحاجيات الأساسية للأهالي إلى الحيين، منها الأدوية والطحين، فمنذ بداية فصل الشتاء تم إدخال دفعتين فقط من مادة المازوت إلى الحي بمبالغ باهظة، ولم تكفي الدفعتان لجميع الأهالي"، مضيفةً "يقطن في الحي أطفال صغار ومسنون ومرضى، وهم بحاجة لمادة التدفئة لمواجهة برد الشتاء".

منذ أن فرضت قوات النظام الحصار واجه عشرات الآلاف من المدنيين، بمن فيهم النازحون داخلياً، نقصاً حاداً في الوقود والمساعدات. وتوشك الآن على النفاد، ويقوم الناس بحرق الأدوات المنزلية والبلاستيك في محاولة للتدفئة في درجات الحرارة شديدة البرودة.

وأوضحت أنه نتيجة البرد القارس تنتشر العديد من الأمراض بين الأهالي في الحي في ظل نقص الإمدادات الطبية، والموجود يباع بسعر مضاعف "الأزمة الاقتصادية التي تمر بها سوريا تؤثر علينا بشكل مضاعف كوننا نعاني من حصار لا يرحم أدى إلى انتشار البطالة والفقر".

وحول وضع طلبة المدارس في ظل الحصار ونقص مواد التدفئة تقول أن هناك حوالي 7 مدارس و5 روضات في الحيين لم تتلقى أي واحدة منها مواد التدفئة "قمنا بإغلاق المدارس لعدة مرات منذ بداية فصل الشتاء بسبب عدم تواجد مادة المازوت، وعدم قدرتنا على تأمين الخشب لأن الحواجز الأمنية تأخذ مبالغ طائلة مقابل ذلك، وكذلك انتشار الأمراض بين الطلبة".

وبينت أن "أغلبية أهالي الحي يأمنون لقمة عيشهم من خلال العمل في المنشئات الصناعية الخاصة بخياطة الألبسة لكن منذ بدء الحصار تم إيقاف أكثر من ألف ومئتين منشأة صناعية وهذه البطالة أدت إلى كارثة حقيقية ضمن الحي"، مشيرةً إلى دور المجالس والكومينات المتواجدة في الحي بتوعية وتنظيم الأهالي من أجل عدم انتشار الفوضى في الحيين.

وفي ختام حديثها ناشدت الرأي العام والمجتمع الدولي لإيجاد حل للأزمة "من حقنا العيش من خيرات هذه البلاد ونحن لن نستسلم بتاتاً لطالما نعمل ونتعايش على نهج الإدارة الذاتية".

من جهتها قالت فاطمة خليل من أهالي حي الشيخ مقصود "رغم مطالبنا المستمرة بإنهاء الحصار الذي تم تشديده منذ أربعة أشهر، إلا أن الفرقة الرابعة لا تزال تفرض حصارها علينا، نحن نعيش وضعاً مأساوياً".

وبينت أنه إذا استمر الوضع على هذا الحال سيتوقف عمل الأفران بسبب نقص المحروقات مشيرةً إلى أن "هناك نقص في ساعات التيارات الكهربائي وأولادنا انهوا امتحاناتهم في هذا البرد القارس دون تدفئة أو كهرباء".

فيما قالت زينب رشيد "نعيش اليوم في حي الشيخ مقصود أوضاع معيشية صعبة جداً منذ فرض الحصار علينا من قبل الفرقة الرابعة"، مشيرةً إلى أزمة المحروقات وانقطاع التيار الكهربائي.

وأكدت زينب رشيد أن صمودهم مستمر طالما أن الحصار مستمر ولن تستطيع حكومة دمشق كسر إرادتهم "نساء هذا الحي تقاومن وتؤمن ما تحتاجه العائلات رغم الحصار الخانق. سنبقى نقاوم في هذا الحي حتى الرمق الأخير".