فاتن الغزو: العمل الخيري بارقة أمل للكثير من النساء والأطفال في المناطق النائية بالأردن

قالت رئيسة منتدى السندس الأخضر الثقافي فاتن الغزو أن العمل الخيري بارقة أمل للكثير من النساء والأطفال خصوصاً في الأماكن القروية والريفية النائية والتي تنعدم فيها وسائل الترفيه والتمكين والتأهيل للنساء.

سرى الضمور   

الأردن ـ أكدت رئيسة منتدى السندس الأخضر الثقافي فاتن الغزو على ضرورة تمكين المرأة في المناطق النائية والعمل على تهيئة بنية تحتية معنية بتطوير الخدمات التدريبية للنساء وتوفير أماكن ترفيه لأطفال تتناسب وحاجتهم في ظل انعدام الخدمات التي تستدعي تكاتفاً مجتمعياً ومساندة من قبل الجهات المعنية.

عن فكرة تأسيس منتدى السندس الأخضر الثقافي والتي بدأت بتنفيذه قبل عشرة أعوام قالت رئيسة منتدى السندس الأخضر الثقافي فاتن الغزو وهي كاتبة ومؤلفة وناشطة في العمل التطوعي والخيري، لوكالتنا، "اطلعت على الحال الذي تعيشه النساء في المناطق النائية من خلال زواجي في محافظة عجلون، فالقرية التي سكنت بها تفتقر لأبسط مقومات الترفيه أو تنمية الميول الإبداعية والحرفية لدى نساء المجتمع المحلي، لترى الفكرة النور خلال مدة وجيزة".

وأوضحت أن العمل التطوعي والخدمي القائم على أساس التنوع بالأهداف والاستراتيجيات، يثري من قيم العمل الاجتماعي والثقافي والفكري ويعزز من القيم الاجتماعية ويدفع بالكثير من النساء إلى الاندفاع نحو تطوير مهاراتهن وميولهن الإبداعية بشكل يصب بالنفع والفائدة على أنفسهن وعلى مجتمعاتهن.

وفي ظل المميزات التي تتمتع بها مدينة عجلون من ثروات زراعية وطبيعة خلابة تجذب السائحين من الخارج والداخل، إلا أنها لجأت إلى التفكير خارج الصندوق للبحث عن بدائل تمكن بها النساء المتواجدات في المدينة عبر تقديم عدد من الأنشطة والمبادرات الخدمية والثقافية والهادفة إلى تطوير الأنماط السلوكية لدى النساء والأطفال وبمختلف فئاتهم العمرية.

وحول قرية حلاوة التي تقطن بها فاتن الغزو الواقعة في عمق محافظة عجلون أوضحت أنه بالرغم من بساطتها من حيث الخدمات والبنى التحية، إلا أنها تتمتع بطبيعة مميزة، حيث أن معظم سكانها يعملون في الزراعة أو الوظائف الحكومية خصوصاً وأنه لا تتوفر فرصة لسكان القرية لافتتاح مشاريع استثمارية خاصة بهم وخصوصاً بين النساء، الأمر الذي يضطرهن للبحث عن عمل خارج المحافظة بالرغم من ارتفاع نسب المتعلمين داخل القرية.

وحرصت فاتن الغزو خلال مسيرتها التطوعية على تقديم أنشطة ثقافية من شأنها أن تنمي الجوانب الإبداعية لدى الأطفال الأيتام حيث بدأت بتقديم العروض المسرحية على أرصفة الشوارع وباحات المدارس لتلامس فرحتهم نبضات قلبوهم المتعطشة للفرح والأمل بغد مشرق للوصول إلى جيل قادر على مواكبة مستجدات العصر والذي بدى الاهتمام واضحاً من قبل المجتمع المحلي.

ولفتت إلى أن "أجمل ما في عمل المنتدى أنه غير مقتصر على قرية أو منطقة بحد ذاتها بل عملنا بالتعاون والشراكة مع عدد من الجمعيات في الوصول إلى مختلف مناطق المملكة من الشمال إلى الجنوب".

وأشارت إلى حرص المنتدى على الاهتمام بجميع المناسبات الاجتماعية والرسمية والدينية عبر تقديم الدعم والخدمات التوعوية لمحتاجيها من الأطفال والنساء بالتحديد والتي تقدم عبر سلسة من المبادرات والدورات التدريبية والتأهيلية، بالإضافة إلى التركيز على دور المرأة وتعزيزه داخل المنزل وتمكينها خارجه.

وأوضحت أن عمل المنتدى يهتم بالجوانب الحرفية عبر تقديم دورات متخصصة في صناعة الخزف والفسيفساء وصناعة الصابون والشموع من مواد أولية محلية.

وفي ظل الظروف الاستثنائية التي ولدتها جائحة كورونا على العالم أجمع وأثرت على المجتمع المحلي، توجهت فاتن الغزو لعدد من الأطفال والنساء المعوزات لتقديم الإعانات النقدية منها والعينية، من خلال التواصل مع عدد من الجمعيات الخيرية والمتبرعين في سبيل سد أبسط متطلبات العيش الكريم.

وحول فعاليات المنتدى وإشرافه على عدد من ورش العمل والمحاضرات في منطقة حلاوة والوهادنة في محافظة عجلون باعتبارهما من القرى البعيدة في المحافظة، أوضحت فاتن الغزو أنها حرصت على تنظيم عدد من الندوات المعنية بالتوعية الصحية والموجه لعدد من النساء لشرح وتوضيح بعض المفاهيم والمعلومات المتعلقة بالصحة العامة والتوعية بصحة الأم من مخاطر سرطان الثدي.

وبينت أن الجمعية أثرت بشكل إيجابي على نساء القرية والقرى المجاورة حيث زاد الوعي والانفتاح وذلك عبر التواصل مع شخصيات فنية وإعلامية وثقافية من خلال تنفيذ عدداً من الأنشطة والفعاليات وتنظيم الاحتفالات في المناسبات الوطنية والاجتماعية، والعمل بجد لمساندة المحتاجين خصوصاً بعد تبعات فيروس كورونا وأثرها على الكثير من الأسر الفقيرة والمعوزة والتغيير المناخي.

وأكدت على ضرورة تمكين المرأة في المناطق النائية والعمل على تهيئة بنية تحتية معنية بتطوير الخدمات التدريبية للنساء وتوفير أماكن ترفيه للأطفال تتناسب وحاجتهم في ظل انعدام الخدمات التي تستدعي تكاتفاً مجتمعياً ومساندة من قبل الجهات المعنية.