بالإمكانيات المتاحة... الإدارة الذاتية تعمل على سد الفراغ الذي خلفته منظمة اليونسيف

تسعى الإدارة الذاتية الديمقراطية في مقاطعة الشهباء بشمال وشرق سوريا لتغطية الفراغ الذي خلفته منظمة اليونيسيف، من خلال تعبئة الخزانات لتأمين احتياجات الأهالي من مياه الشرب وحثهم على توزيع منشورات توعوية لترشيد استهلاكها

فيدان عبد الله
الشهباء ـ ، وسط صعوبات من الممكن أن تخلق كوارث في المنطقة.  
مدد مجلس الأمن الدولي في تموز/يوليو 2021 فتح المعابر الإنسانية من معبر باب الهوى الحدودي الواقع تحت سيطرة هيئة تحرير الشام المصنفة من الفصائل الإرهابية في سوريا، وإغلاق كافة المعابر الأخرى مما ينذر بحدوث كارثة إنسانية في مناطق شمال وشرق سوريا. 
وعقب هذا القرار وليس بكثير قلصت منظمة اليونيسيف في 11 تموز/يوليو 2021 حصة مهجري عفرين المحتلة في مقاطعة الشهباء من مياه الشرب التي كانت تغذيها بشكلٍ دوري في الصباح والمساء منذ ما يقارب الثلاثة أعوام وكان هذا قرارٍ مفاجئ ودون أسباب تذكر.  
 
  
حول تداعيات استمرار خفض منظمة اليونيسيف حصة المهجرين من المياه والإجراءات التي اتخذتها الإدارة الذاتية في المنطقة قالت نائبة الرئاسة المشتركة لبلدية ناحية فافين في مقاطعة الشهباء بثينة كالو "نواجه في مقاطعة الشهباء أزمة المياه كحال المدن والمناطق الأخرى منذ اندلاع الأزمة السورية"، مضيفةً "تبدأ هذه الأزمة في الشهباء منذ أيار حتى نهايات تشرين الثاني أي ما يقارب 6 أشهر من كل عام".  
وأسفت بثينة كالو كون هذه الأزمة تحدث بالرغم من أخذ إدارة المنطقة كافة التدابير والاحتياطات اللازمة من حفر آبار ارتوازية بعمق 200 متر، "الأعباء على المنطقة باتت أكبر مع نزوح أهالي عفرين للشهباء قسراً منذ ما يقارب الأربع أعوام وهذا ما زاد من احتياج المنطقة للمياه الصالحة للشرب، وكانت تغطية منظمة اليونيسيف للخزانات المتوزعة في أرجاء مقاطعة الشهباء جيدة وتخفف عن الأهالي بعض الشيء".
وبينت أن قرار قطع المياه عن أهالي مقاطعة الشهباء ومهجري عفرين من قبل منظمة اليونيسيف "يصب في مصلحة الاحتلال التركي والنظام السوري اللذان يفرضان أيضاً حصاراً خانقاً على مقاطعة الشهباء كمنع دخول المحروقات لتشغيل المولدات الكهربائية لضخ المياه للخزانات". 
وأكدت بثينة أن الإدارة الذاتية الديمقراطية في مقاطعة الشهباء قدمت جهوداً كبيرة للتخفيف عن الأهالي، وتعبئة الخزانات بشكلٍ دوري وتعقيم المياه، كما أنهم وزعوا منشورات توعوية على الأهالي للمساهمة في عدم صرف المياه بشكلٍ مفرط.
وبينت بثينة كالو أن البلدية لن تتمكن من الاستمرار على هذا النحو إذ أن بإمكانهم تعبئة المياه كل يومين مرة على الأقل وهذا ما لا يتناسب مع متطلبات أهالي المنطقة حيث أن عشرات المنازل تستمد حصتها من كل خزان.
أما عن تلوث المياه فأشارت إلى أن الحرب التي دارت في المنطقة وانتشار الجثث في كل مكان أثر على المياه الجوفية، "يتم تحليل مياه الآبار للتأكد من خلوها من الملوثات وتعقم المياه الصالحة للشرب من أجل سلامة الجميع".
وفي ختام حديثها طالبت نائبة الرئاسة المشتركة لبلدية ناحية فافين بثينة كالو من منظمة اليونيسيف تغذية مقاطعة الشهباء بالمياه الصالحة للشرب. 
وكانت منظمة اليونيسيف تعبئ الخزانات المتواجدة في مقاطعة الشهباء بكميه مقدارها 2400 م3 يومياً إلا أنه ومنذ شهرين متواصلين خفضت منسوب المياه إلى 1000 م3 وهذا ما أدى لحرمان (38) قرية وثلاثة نواحي من المياه.
 
 
من جانبها قالت كوني حسون (50) عاماً "باستمرار منظمة اليونيسف قطع المياه الصالحة للشرب عن مهجري مقاطعة عفرين في الشهباء تزداد معاناة الأهالي والصعوبات التي تواجههم في الحياة اليومية".
وتطال المعاناة تأمين مياه الآبار، نتيجة الحصار الخانق على المنطقة ومنع دخول المحروقات ومنها مادة المازوت للمقاطعة ولهذا لا يتمكن أصحاب الآبار من تشغيل مولداتها وضخ المياه للأهالي، كما قالت.
وتساءلت عن حال القاطنين في الشهباء إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه "كيف سيعيش الأهالي ونازحي عفرين في المنطقة دون مياه، أو غاز أو مازوت خاصة مع اقتراب موسم الشتاء وسط الغلاء الكبير؟". 
 
 
في حين قالت رقية بكر (58) عاماً "سعت البلدية كثيراً لتعقيم المياه لتصبح صالحة للشرب إلا أنها تبقى ملوثة وتؤثر بشكلٍ مباشر على صحتنا خاصة المسنين والأطفال الذين يملكون بنية ضعيفة". 
وأكدت أن على المنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة اليونيسف عدم الانجرار وراء المخططات والمطامع الدولية وأن تسير على خطها الإنساني وأن تساهم في دعم النازحين وسط ظروفهم والصعبة.