ازدواجية الموقف التركي بملف القائد أوجلان تثير أوجه الجدل والتساؤل

خلقت اللقاءات والزيارات الأخيرة التي أجريت مع القائد عبد الله أوجلان بصيص أمل لكافة الشعوب المؤمنة بفكره وفلسفته، ولكن ما يثير الجدل ازدواجية الموقف التركي بملفه.

نور الأحمد

الرقة ـ وصفت العضوة في مبادرة الحرية الجسدية للقائد أوجلان فهيمة الجاسم، الدعوات والرسائل الأخيرة التي وجهها القائد أوجلان للمرأة بالتاريخية، مؤكدة أن ثورة المرأة التي انبثقت من فكره وفلسفته ستكون ضمان لحريته الجسدية.

منذ مطلع العام الجاري أجريت العديد من اللقاءات والزيارات بين وفد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب والقائد أوجلان في إيمرالي، والتي تمخضت عنها الدعوة التاريخية التي أرسلها القائد أوجلان للشعوب لإحلال السلام.

وعقب ذلك عقدت لقاءات وتصريحات للسلطات التركية تقتضي بمنح القائد عبد الله أوجلان حق الأمل، وتم التأكيد أن ذلك سيكون قريباً، لكن التصريحات لم تكن أكثر من حبر على ورق، ولم تطبق على أرض الواقع، ما خلق حالة من الشك والتساؤل، هل ستكون السلطات التركية جادة هذه المرة، وستغير موقفها من قضية القائد أوجلان والشعب الكردي؟ خاصةً أنه منذ ذلك الوقت تفاءلت الشعوب المؤمنة بفكره بالتصريحات واستبشرت خيراً.

وفي هذا السياق أوضحت العضوة في مبادرة الحرية الجسدية للقائد اوجلان فهيمة الجاسم أن أفكار القائد أوجلان باتت منبراً للحرية والديمقراطية، قائلةً "تشكل أفكار القائد اوجلان وأطروحاته القاعدة السياسية والاجتماعية العامة لبناء بلد ديمقراطي حر تسوده العدالة والمساواة، وحرص على تضمين مؤلفاته بما يصون حقوق الإنسان وخاصةً المرأة".

ومن يعتقد أن القائد عبد الله أوجلان مهتم فقط بالشعب الكردي فإن ما كتبه أوسع من ذلك بكثير، إذ تؤكد فهمية الجاسم أن "أطروحاته لم تخصص للمكون الكردي فقط بل هي شاملة ومتعددة لجميع المكونات في كل بقعة من بقاع العالم، وهدفها وضع الأسس التنظيمية والقانونية التي تبنى عليها المجتمعات، فكانت منبراً لانطلاق مشروع الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب التي تم تطبيقها في إقليم شمال وشرق سوريا، وباتت تطمح إليه بقية المناطق السورية ودول الشرق الأوسط".

ولفتت إلى السياسة التي تتبعها الدول الغربية "العديد من الدول الغربية تدعي إرساء الديمقراطية في ولكن ما نراه مختلف وعلى العكس تماماً من ما تتبعه في نظام حكمها يتمثل بفرض القوانين والأحكام القسرية على الشعوب وقمع حريتهم وسلب حقوقهم".

وعن اللقاءات الأخيرة التي أجريت بين حزب المساواة وديمقراطية الشعوب مع القائد أوجلان قالت "أجريت في الآونة الأخيرة العديد من اللقاءات مع القائد أوجلان، كما تم السماح له برؤية عائلته بعد مرور أعوام من العزلة المشددة بحقه، وهذه تعتبر خطوة إيجابية لنا كشعوب المنطقة".

وأضافت "المبادرة التي قامت بها الدولة التركية في ملف القائد أوجلان إيجابية لحل القضية الكردية، وهي اعتراف منها بالفوضى العارمة التي يحتضنها البيت التركي وتخبطاته على الساحة السياسية فكان الحل الأنسب لتهدئة الوضع خارجاً السماح للقائد اوجلان بإرسال رسالة للعالم".

وأشارت إلى تصريح عضوة وفد ايمرالي لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب بروين بولدان التي قالت أن الخطوات التي تم اتخاذها واللقاءات التي يتم عقدها يجب أن تثمر في أقرب وقت "إلى هذا الوقت لم تتخذ الدولة التركية أي خطوة جدية للأمام رغم أن الأمل حق مشروع للقائد أوجلان إلا أن الدولة التركية تتغاضى عن هذا الأمر، لأن أفكاره تشكل خطر حقيقي يهدد السياسة القوموية التي تتبعها العديد من البلدان".

وحول أهمية دعوة القائد اوجلان أكدت أنها "تعتبر في غاية الأهمية ففيها دعا للسلام والديمقراطية فهي دعوة تاريخية جاءت كحالة إسعافيه لما تشهده دول العالم من صراعات وأزمات عالقة، لتكون دعوته مفتاح الحل لإرساء السلام والأمن وتحقيق الاستقرار وإنهاء الحروب وحقن الدماء، وتكون ضمان للعيش المشترك لجميع مكونات الشعب السوري خاصة بعد المجازر التي حصلت في الداخل السوري، للوصول بسوريا إلى التعددية والمركزية".

ولفتت إلى تصريحات السلطات التركية بشأن القائد أوجلان، معتبرةً أنها محاولة لكسب الوقت "لم يطبق أي شيء من التصريحات، ونحن على أمل أن تكون الدولة التركية جادة بتصريحاتها وأن يتم منح القائد أوجلان حق الأمل في شهر حزيران المقبل".

وعن ثورة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا التي انبثقت من فكر القائد أوجلان أكدت "المرأة نالت النصيب الأكبر من أفكار القائد أوجلان ولعبت من خلال ذلك دوراً ريادياً وقيادياً على كافة الأصعدة، وحققت العديد من الإنجازات وأثبتت من خلال تجربة ثورتها أن الطريق لبناء مجتمع ديمقراطي عادل هو بوجود المرأة وبحرية المرأة ستتحرر المتجمعات".

وبينت أن "ثورة المرأة اليوم نموذج عالمي تحتذي به كل امرأة تواقة للحرية، ونرى الصدى العالمي الذي حققته من خلال إنجازاتها القيمة وخير دليل الزيارات المكثفة للوفود النسوية القادمة من الخارج، والتي تريد التعرف على ثورة المرأة عن قرب".

وترى أن هناك أهمية لنقل تجربة ثورة المرأة إلى العالم "تتعرض المرأة في العديد من دول العالم للقمع وإقصاء هويتها ناهيك عن أشكال العنف التي تمارس بحقها فالعديد من المجتمعات الغربية تعتبر المرأة مخلوق ضعيف وتستهين بوجودها وتخضعها لسيطرتها لذا لابد من نقل تجربة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا إلى جميع بلدان العالم لتصل لكل امرأة تواقة للحرية لتحقيق مجتمع عادل يعترف بوجود المرأة وحقوقها".

واختتمت العضوة في مبادرة الحرية الجسدية للقائد اوجلان فهيمة الجاسم حديثها بدعوة نساء العالم ونساء إقليم شمال وشرق سوريا لينتفضن بشعار المرأة الحياة الحرية ويوحدن الصف النسوي "قوة وإرادة المرأة الحرة ستكون ضمان لتحقيق الحرية الجسدية للقائد أوجلان".