إيران... لا توجد قوانين للحماية الوقائية لمواجهة العنف ضد الأطفال

أكدت الأخصائية النفسية والناشطة في مجال حقوق الأطفال شایستة مرادیان، أن من أشكال الإساءة ضد الأطفال إهمال المعايير المادية والروحية مثل التغذية والصحة والسكن المناسب وظروف التعليم للأطفال، والتي تحرمهم من فرصة النمو وتعرضهم للفقر والأمية.

أكرين حسيني

ديواندره ـ تتضمن إساءة معاملة الأطفال مجموعة واسعة من السلوكيات الضارة مثل عدم تلبية احتياجات الطفل الأساسية، وإهمال الرعاية الصحية، والعقاب الجسدي والإساءة، والاعتداء الجنسي، والإذلال، والإساءة العاطفية والعقلية.

إن إساءة معاملة الأطفال ليست ظاهرة اجتماعية جديدة، بل موجودة منذ القدم، لكنها لم تعتبر مشكلة اجتماعية، ومن أسباب الاهتمام بإساءة معاملة الأطفال وعي الأسرة والمجتمع ومنظمات حقوق الطفل والجمعيات ومراكز دعم الأطفال بها خاصةً مع الإحصائيات التي قام بها الباحثون.

في الوقت الحاضر، تغير أسلوب إساءة معاملة الأطفال بسبب التقدم التكنولوجي، فإساءة معاملة الأطفال تحدث بأشكال مختلفة، بما في ذلك في الفضاء الإلكتروني، وتعتبر إساءة معاملة الأطفال جريمة عامة في القوانين الإيرانية، وهذا يعني أن أي شخص يلاحظ أي نوع من الاعتداء على الأطفال يمكنه الإبلاغ عنه ومكتب المدعي العام ملزم بمتابعة الموضوع، لكن قوانين الحماية الوقائية في هذا المجال لم توضع وهناك تناقضات كثيرة.

ومن الأساليب الحديثة لهذه الإساءات والعنف ضد الأطفال، والتي سبقت الأسلوب الحديث، فتح صفحات افتراضية للأطفال منذ ولادتهم، حيث تنص المادة 16 من اتفاقية حقوق الطفل على أنه لا يجوز لأحد التدخل في خصوصية الأطفال، حتى الطفل بعد بلوغه السن القانوني والوعي، إلا أن العديد من الآباء يفتحون حسابات باسم أبنائهم على الصفحات الافتراضية وينشرون صور وتفاصيل عن حياتهم، وفي هذا الصدد، كان لوكالتنا حوار مع الأخصائية النفسية والناشطة في مجال حقوق الأطفال شایستة مرادیان.

 

ما هي إساءة معاملة الأطفال وما جوانب نمو الطفل التي تتأثر بها؟

كثرت هذه الأيام، سلوكيات الآباء بقصد مساعدة أبنائهم، والتي تتعارض مع حقوق الطفل، إن الفصول الدراسية المتعاقبة، والدورات التدريبية المتتالية، ودخول الأطفال إلى الفضاء الإلكتروني، وعدم السيطرة على إساءة معاملة الأطفال والتعليم في المدارس، وزواج الأطفال وما إلى ذلك، كلها أشكال من العنف، وفي القرن الحادي والعشرين، أصبحت أيضاً أنواع إساءة معاملة الأطفال مختلفة بل وأوسع مما كانت عليه في الماضي، وربما كنا نعتقد من قبل أنه إذا خدع شخص ما طفلاً أو مارس سلوكاً جنسياً أو ضرب طفلاً واعتدى عليه، فلا يمكن اعتباره إلا كأمثلة على إساءة معاملة الأطفال، ولكننا نرى هذه الأيام أنه مع توسع الفضاء الإلكتروني، زادت أيضاً إساءة معاملة الأطفال بسبب العدد الكبير من الأطفال والمراهقين الذين يدخلون هذا الفضاء دون إشراف الوالدين.

 

ماذا تشمل إساءة معاملة الأطفال الحديثة، وما هي التجاوزات التي يتعرض لها الأطفال اليوم وكيف يمكن التعامل معها؟

إن أخذ عالم الأطفال منهم هو مثال واضح على انتهاك حقوقهم ونشر سوء معاملة الأطفال، إذا نظرنا إلى المجتمع سندرك عمق المأساة، مثلاً لدي مريضة تبلغ من العمر 17 عاماً تأخذها والدتها إلى صالون التجميل في سن مبكرة جداً لإزالة الشعر، إن الألم الفظيع والمخاطر الصحية لإزالة الشعر مؤلمة للغاية وغير إنسانية حتى بالنسبة للبالغين، ناهيك عن ذلك الطفل فإزالة الشعر بالشمع لطفل يتراوح عمره بين 10ـ 12 عاماً وهذه المعاملة يجعل الانتهاكات الحديثة وغير المعروفة للأطفال مشكلة يجب حلها.

 

إنشاء صفحة أنستغرام للأطفال منذ الولادة

في هذه الأيام، هناك أطفال أصبحوا موضوع إعلانات لمنتجات مختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي منها الأنستغرام من خلال إظهار قدرات تفوق أعمار أطفالهم للحصول على منفعة مالية وشهرة، فلا يمكن لأحد أن يتدخل في خصوصية الأطفال دون إذن حتى يصل الطفل إلى السن القانوني ويكون على مستوى من الوعي، ومع ذلك فإن الكثير من الآباء يفتحون حسابات بأسماء أبنائهم على الصفحات الافتراضية وعرض أزياء الأطفال ونشر صور وتفاصيل عن حياتهم، ولا يقتصر الأمر على تفاقم الإصابات العقلية والعاطفية فحسب، بل يشمل أيضاً الترويج العام لإساءة معاملة الأطفال.

 

ما دور القوانين في إيران في الترويج لإساءة معاملة الأطفال؟

إن المظهر الأكثر خفية لمناهضة الطفولة الأبوية في إيران هو سياسة تشجيع النساء على الخصوبة وزيادة عدد السكان، هذه السياسة ليس لها تأثير سلبي على وضع المرأة فحسب، بل إنها بإهمال المعايير المادية والروحية مثل التغذية والصحة والسكن المناسب وظروف التعليم للأطفال، تحرمهم من فرصة النمو وتعرض الأطفال للفقر والأمية وانعدام الصحة والانحراف الاجتماعي.