اتحاد المرأة الأرمنية يعزز دور النساء الأرمنيات في المجتمع

أكدت النساء الأرمنيات على أن تأسيس اتحاد خاص بهن في شمال وشرق سوريا، جاء لرفع أصواتهن والحد من ارتكاب المجازر بحقهن.

دلال رمضان

الحسكة ـ بهدف لم شتات النساء الأرمنيات وتنظيمهن وتعرفيهن بحقوقهن وإعادة إحياء ثقافتهن وتعلم لغتهن الأم تم تأسيس اتحاد المرأة الأرمنية في مقاطعة الحسكة بشمال وشرق سوريا.

عانى الشعب الأرمني طوال سنوات من التهجير والتهميش وارتكبت بحقه العديد من الإبادات من قبل العثمانيين الذي لم يتوقف عن إبادة الشعوب وارتكاب الجرائم بحقها، وتعرضت النساء للاغتصاب والقتل وابتعدن عن كيانهن وواجهن مفاهيم وعادات المجتمع الأبوية، ولكن بعد تأسيس الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا أصبح لكل مكون الحق في ممارسة ثقافته ولغته وديانته، وكان للمرأة الدور الأكبر في هذه المؤسسات.

وبهدف لم شتات النساء الأرمنيات اللواتي تعرضن للإبادات، تأسس اتحاد المرأة الأرمنية الذي أعلن عنه في أول مؤتمر للمرأة الأرمنية في 30 آب/أغسطس عام 2022، وخطت الأرمنيات أولى خطواتهن نحو التنظيم، وتوحيد صفوفهن في مواجهة الأخطار التي قد تتعرضن لها في المستقبل، ولتشكيل اتحاد قوي ومتين من أجل الوقوف ضد كافة التهديدات والإبادة.

وعن الاتحاد وأهميته وأهدافه، قالت رئيسة اتحاد المرأة الأرمنية في شمال وشرق سوريا أناهيد قصبيان إن "الأرمنيات ومنذ بدء ثورة روج آفا انخرطن في العمل ضمن مؤسسات الإدارة الذاتية، وكان من بين أولوياتهن تنظيم أنفسهن في كافة المجالات خاصة في المجال العسكري ليكون بإمكانهن الدفاع عن أنفسهن حيث تقفن اليوم في الخطوط الأمامية إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية للدفاع عن أرضهن وشعبهن".

وإيماناً منهم بأهمية دور المرأة في بناء المجتمعات، أعلنوا عن تأسيس اتحاد المرأة الأرمنية الذي يسعى إلى تفعيل دور الأرمنيات في المجتمع وإعادتهن إلى هيكلهن وهويتهن، وعن ذلك تقول إن "تأسيس الاتحاد جاء بعد مسيرة طويلة من العمل الدؤوب والجهد المكثف لضم الأرمنيات من الشتات وفي مناطق شمال وشرق سوريا، فعقدنا حوالي 80 اجتماعاً على مستوى شمال وشرق سوريا، للوصول إلى كافة النساء الأرمنيات المتواجدات في المنطقة ووضع الأهداف الأساسية للاتحاد، وعلى هذا الأساس عقد المؤتمر الأول للنساء الأرمنيات في الحسكة بعد مرور مئة وثمانية أعوام على الإبادات الجماعية التي ارتكبت بحقهم من قبل العثمانيين".

وأشارت أنهم وضعوا خلال مؤتمرهم الأول العديد من الخطط والأهداف التي عليهم تحقيقها وكان على رأسها إعادة إحياء الثقافة وتعريف النساء بحقوقهن، مضيفةً "بعد الإبادة الأرمنية عام 1915 تعرض الأرمن للتهجير القسري ومع مرور الأيام فقد شعبها عاداتهم وتقاليدهم، لذا نسعى لإعادة المرأة الأرمنية إلى جذورها الأصيلة وتعلم لغتها الأم وثقافتها وتاريخها المفقود"، مشيرةً إلى أنهن تعملن على عقد المؤتمرات وإعطاء المحاضرات على مستوى شمال وشرق سوريا.

وعن الأقسام واللجان التي يتألف منها الاتحاد تقول "يضم الاتحاد لجان متعددة منها ما هو مخصص لتدريب النساء وتوعيتهن، حيث يتم فتح دورات لتعلم اللغة الأرمنية، وعقد محاضرات لتعريفهن بتاريخهن وثقافتهن، وتخليصهن من الذهنية الذكورية والعادات والتقاليد البالية التي تقيدهن، لتنظيمهن وانخراطهن في كافة المجالات الحياتية".

ولفتت إلى أنه هناك لجنة الثقافة، ولجنة الاقتصاد ولجنة الحماية وهي التي تعمل على قضايا النساء والدفاع عن حقوقهن، وكذلك لجنة العلاقات التي تعمل على التواصل بين المنظمات والحركات النسائية لتفعيل دور اتحاد المرأة الأرمنية على مستوى العالم، وتنظيم النشاطات والفعاليات ضمن المجتمع الأرمني"، مشيرةً إلى أنه من أولوياتهم توسيع رقعة الثورة في شمال وشرق سوريا وسوريا عامةً والعمل على دعم جميع المنظمات النسائية وكذلك الحوار السوري السوري لإيجاد حل جذري للأزمة التي تشهدها البلاد.

وحول تأسيس اتحاد المرأة الأرمنية، أوضحت عضوة لجنة المرأة في المجلس الاجتماعي الأرمني لوسناك كافوريان أنه "في أواخر عام 2019 تم تأسيس المجلس الاجتماعي الأرمني الذي عمل على لم شتات الأرمنيين وإحصاء عدد عوائلهم في شمال وشرق سوريا، إلا أننا ارتأينا تأسيس اتحاد خاصة بالمرأة الأرمنية لتوحيد النساء بعد حملة الإبادة الجماعية التي تعرضن لها".

وأشارت إلى أن ثورة روج آفا والتي عرفت بثورة المرأة فتحت المجال أمام النساء من جميع الطوائف والمكونات للمشاركة في كافة المجالات وتنظيم أنفسهن والتعرف على ذاتهن وإثبات وجودهن "بالرغم مما تعرضن له من إبادة جماعية وتهجير من قبل العثمانيين، ولا يزال شعبنا الذي يقطن أرمينيا الغربية يتعرض للانتهاكات والمجازر خاصة النساء والأطفال". 

وقالت لوسناك كافوريان في ختام حديثها "نؤكد على ضرورة بذل النساء جهوداً أكبر لإيصال صوتهن لكافة أنحاء العالم وفضح ممارسات عدونا، لقد حارب العثمانيون الأرمن بكافة الأساليب الوحشية، وها هي تكرر المشهد في مناطق شمال وشرق سوريا من خلال استهداف كافة مكونات المنطقة التي تضم الكرد والعرب والسريان والأرمن"، مطالبةً المجتمع الدولي بوضع حد لممارسات تركيا والخروج عن صمتها حيال ما تتعرض له المنطقة من انتهاكات.