'استخدام الأسلحة المحرمة دولياً جريمة ضد الإنسانية يتحمل وزرها المجتمع الدولي'

يخترق الاحتلال التركي المعاهدات والقوانين الدولية باستخدامه الأسلحة الكيماوية بحق كل من يناصبه العداء، فيما يبقى المجتمع الدولي خارج دائرة ما يحدث.

نورشان عبدي

كوباني ـ طالبت نساء مقاطعة كوباني بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا الدول ذات التأثير، والمنظمات الدولية بمحاسبة الاحتلال التركي لاستخدامه الأسلحة المحظورة دولياً بحق شعوب المنطقة وخاصةً الشعب الكردي.

يخترق الاحتلال التركي المعاهدات والقوانين الدولية باستخدامه للأسلحة الكيماوية بحق قوات الدفاع الشعبي وكل من يعاديه، بالرغم من أن الدولة التركية عضو في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية.

وحول الأسلحة الكيماوية واستخدامها في مناطق الدفاع المشروع وقبل ذلك في مناطق شمال وشرق سوريا قالت وحيدة سيد أحمد (54) عاماً "نرفض وبشدة الهجمات التركية الوحشية على أبناءنا في قوات الدفاع الشعبي واستخدام الأسلحة الكيماوية المحرمة في جميع أنحاء العالم"، منددةً بموقف الحزب الديمقراطي الكردستاني حيث أن الهجمات تحدث على مناطق الدفاع المشروع في إقليم كردستان، مضيفةً "علينا نحن الكرد أن نكون يداً واحدة ونوحد صفنا لكي نهزم العدو التركي في أجزاء كردستان الأربعة، ونحمي أبنائنا الذين يقاتلون من أجل حقوقهم وحقوقنا جميعاً".

وأضافت "من منا لم يتأثر بهذه الجريمة النكراء التي ارتكبها الاحتلال التركي عندما استهدف 17 مقاتل/ـة من قوات الكريلا، ورغم جميع مطالبنا بإجراء تحقيق حول هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان إلا أن الصمت الدولي سيد الموقف، إن ما يحدث من انتهاكات بحقنا يتحمل وزره المجتمع الدولي".

 

"العالم يبقى صامتاً حيال وحشية الاحتلال التركي بحق الشعب الكردي"

وتؤكد جيهان بوزان (56) على حديث سابقتها بأن "العالم يبقى صامتاً حيال وحشية الاحتلال التركي بحق الشعب الكردي، وشعوب المنطقة"، وترى أن "اعتداءات الاحتلال التركي بالأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً تعتبر خرقاً للمواثيق الدولية وجريمة حرب"، منتقدةً الصمت الدولي "العالم يبقى صامتاً حيال الأفعال الوحشية التي يقوم بها الاحتلال التركي بحق الشعب الكردي، وهذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها قوات الدفاع الشعبي بالأسلحة المحظورة".

وتؤكد أنه "نفخر بكل من يقاتل من أجل قضيتنا المحقة من أجل أرض يعيش عليها الجميع دون تفرقة ومن أجل امرأة حرة، ونفتخر بأننا أمهات لمقاتلين/ات يحاربون الاحتلال التركي الذي يسعى للسيطرة على العالم عبر محاولة إحياء الدولة العثمانية البائدة".

وتعتقد أن العالم متآمر على الشعب الكردي لأن المجتمع الدولي لا يحرك ساكناً حيال الانتهاكات التي تمارس بحق الكرد في جميع أجزاء كردستان "هذه الأسلحة محرمة وهناك اتفاقيات تنص على ذلك، لكن عندما تستخدم بحق الكرد فإن العالم لا يتأثر ولا يقوم بأي رد فعل ولا يصدر حتى بياناً مندداً".

وبينت أن "الاحتلال التركي ارتكب جرائم حرب في مناطق شمال وشرق سوريا أيضاً وقتل النساء والأطفال وهدم منازل المدنيين بغض النظر عن كونهم عرباً أو كرداً مسيحيين أو مسلمين، فما يهمه هو توسيع سيطرته على حساب الشعوب".

وبحسب إحصائيات لقوات الدفاع الشعبي فإن الاحتلال التركي استخدم القنابل والأسلحة الكيماوية المحظورة 2476 مرة خلال ستة أشهر الماضية.

 

"قوات الدفاع الشعبي أصحاب قضية"

من جانبها قالت مدينة إبراهيم (50) أن الاحتلال التركي يتذرع بكون قوات الدفاع الشعبي إرهابية، مؤكدةً أن من يدافع عن أرضه ليس إرهابياً، "الأطراف المعادية دائماً ما توصم الثوريين بالإرهاب وهذا ما نشهده في جميع أنحاء العالم وليس فقط في تركيا، فهذه اللعبة جزء من سياستهم لإلغاء شريعة قوات الدفاع المشروع".

وأضافت "الاحتلال التركي يستخدم كافة أنواع الأسلحة الثقيلة والكيماوية خلال هجماته المستمرة على مناطق الدفاع المشروع وهذا يؤكد فشله في محاربة قوة وإرادة قوات أبناءنا في جبال كردستان، أنا والدة شهيد في صفوف قوات الدفاع الشعبي وأفتخر بأن ابني شهيد في سبيل هذه القضية، أبناءنا ليسوا إرهابيون كما يسوق النظام التركي، ولكنهم مقاتلين يدافعون عن قضيتهم وهويتهم، ولغتهم وثقافتهم، وعن جميع الشعوب". مستنكرةً صمت الحزب الديمقراطي الكردستاني حيال الاختراق الواضح للاحتلال التركي لأراضيه.

وأشارت إلى الهجوم الأخير الذي راح ضحيته 17مقاتل/ـة من قوات الدفاع الشعبي، مبينةً أنه "بهذه الهجمات لن تستطيع الدولة التركية إضعاف قوة وإرادة المقاتلين/ات. كل مقاتل أو مقاتلة يزيدنا إصراراً وغضبنا وإيماننا وإرادة لكي نقاوم ونأخذ بثأر أبناءنا، ولا يمكن للأمهات أن تنكرن ألم فقدان أبنائهن لكنهن فخورات بتضحياتهم".

وطالبت مدينة إبراهيم المنظمات الدولية بالتحقيق حول استخدام الاحتلال بالتركي للأسلحة الكيماوية "نطالب المجتمع الدولي ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية بمحاسبة الاحتلال التركي لاستخدامه الأسلحة المحظورة في مناطق الدفاع المشروع".