الشهباء... نساء تسعين على إحياء لغتهن الأم بتعلمها
لم يكن بمقدورهن كتابة أسمائهن ولا حتى قرأتها وأن كانت أمامهن، هذا الموقف وغيرها الكثير من المواقف الصعبة والأليمة دفعت نساء عفرين والشهباء للخضوع إلى لدورات محو الأمية لتحققن حلم الطفولة وتؤكدن أنها خطوةٍ من نوعٍ أخر نحو تطورهن.
فيدان عبد الله
الشهباء - تخضع نساء مقاطعة الشهباء ومهجرات عفرين في شمال وشرق سوريا لدورات محو الأمية وتعلم اللغة الكردية في مراكز مؤتمر ستار على مستوى مقاطعة الشهباء وناحية شيراوا في عفرين تحت أشراف وتدريب معلمات لجنة التدريب وتعليم المجتمع الديمقراطي.
فتحت ثورة شمال وشرق سوريا الكثير من الأبواب والمجالات في تقدم وتطور دور النساء في المجتمع ومن بينها تعلم القراءة والكتابة، وتتلقى النساء عفرين والشهباء منذ أكثر من شهرين دروس تعلم اللغة الكردية على مدار ثلاثة أيام من الأسبوع إلى جانب عملهن في المؤسسات والكومينات، والمجالس بتجمعهن في مراكز مؤتمر ستار المتواجدة في النواحي.
وحول هذا الموضوع تقول عضوة مؤتمر ستار في ناحية أحرص بمقاطعة الشهباء سلافا جمعة أن فكرة افتتاح الدورة التدريبية لتعلم اللغة الكردية، جاء من قبل عضوات مؤتمر ستار في الشهباء ومن نساء دور المرأة في ناحية أحرص، حباً منهن على تطوير أنفسهن ولتساهم القراءة والكتابة باللغة الكردية في عملهن بين المؤسسات.
وأشارت إلى أن المرأة عرفت بارتباطها الوثيق بالثقافة واللغة الأم وهذا ما يدفعها نحو الاستجابة الأسرع في التعلم من خلال الدروس التي تخضع لها "نتلقى في الأسبوع ثلاثة دروس لتعلم اللغة الكردية بالتنسيق والتعاون مع لجنة التدريب وتعليم المجتمع الديمقراطي ويستمر الدرس من ساعة ونصف إلى الساعتان".
وأضافت بدأت الدروس بمشاركة خمسة عضوات من مؤتمر ستار ودور المرأة وبعد مرور شهرين وأكثر من تلقي الدروس تشجعت الكثير من نساء مقاطعة الشهباء ومهجرات عفرين ليصبح اليوم عدد المنضمات إلى دروس تعلم اللغة الكردية أكثر من 20 امرأة.
من جانبها قالت عضوة إدارية في دار المرأة بناحية أحرص زينب عبدو إن السياسة التي كانت تفرضها حكومة دمشق على الشعب الكردي في المنطقة أبعدتهم عن لغتهم الأم، حتى أن اللغة الكردية التي يتحدثون فيها بعيدة عن اللغة الكردية الأساسية ومعظم الكلمات التي يستخدمونها تركية أو عربية وذلك بفعل سياسة التتريك والتعريب التي فرضت على المنطقة.
وأوضحت أن تعلم اللغة الكردية قراءة وكتابة يعتبر نوع من التدريب الأساسي كالتدريب الفكري الذي تخضعن له، وسيساهم في دعمهن في عملهن بين المؤسسات والكومنيات والمجالس كما أنه سيكون الخطوة الأولى لقراءة المنشورات والكتب والعبارات التي يصادفونها في الشوارع والفعاليات.
تقول فاطمة خليل والتي تجاوز عمرها الخمسين عاماً وتعتبر من الطالبات الأكبر سناً في دورس اللغة الكردية بناحية أحرص إن نطق ودراسة وتعلم اللغة الكردية كان حلماً صعب الوصول له بالنسبة لنا قبل سنوات، خاصة المرأة التي عانت وواجهت الكثير من الإنكار والحرمان بسبب الذهنية الذكورية.
وأكدت أنهن في ثورة شمال وشرق سوريا وبفضل فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان تحققن هذا الحلم اليوم "لم نكن ندرك كتابة أسمائنا ولا نعرف قرأتها وهذه المواقف كانت صعبة بالنسبة لنا وعلى هذا الأساس أتخذنا قرار تعلم اللغة الأم".
وعن الصعوبات والعوائق التي تواجهها تقول فاطمة خليل "أن نطق بعض الكلمات وحفظها يتطلب منا مجهود أكبر ووقتٍ أطول وعلى هذا الأساس تتعامل معنا المعلمة بتكرارها للمعلومة كما أنني أعاني من ضعف النظر واضطر لاستخدام النظارات الطبية للقراءة والكتابة إلا أنني مصممة على التعلم وكسب وقتي في تطوير ذاتي".