المطلقات في إيران تعشن أوضاعاً صعبة في ظل القوانين الأبوية

لا تتمتع النساء في إيران بحرية الاختيار سواء بموجب العرف أو القانون، والكثير منهن لا تفهمهن أسرهن.

سايدا شيرزاد

مركز الأخبار ـ تعيش المطلقات في إيران أوضاعاً صعبة في ظل القوانين الأبوية المناهضة لهن، ومجتمع متمسك بالعادات والتقاليد البالية، ومعظمهن ضحايا زواج القاصرات.

تشهد إيران زيادة في معدلات الطلاق فبحسب الإحصائيات المنشورة، في الأشهر الستة الأولى من عام 2022، تم تسجيل 225 ألف حالة زواج و94 ألف و288 حالة طلاق، مقارنة بالأشهر الستة الأولى لعام 2021، حيث تم تسجيل 296 ألف و401 حالة زواج و94 ألف و280 حالة طلاق، وقد تكون هذه الأرقام أكثر من ذلك.

تذهب العديد من الفتيات في إيران ضحية زواج القاصرات، فهن تأملن أنه بذلك ستتحررن، باعتقادهن أنهن ستكن مسؤولات أمام شخص واحد على الأقل، وليس الأسرة بأكملها، وخوفاً من تبعات الطلاق تواصلن علاقة خاطئة، أي أنهن تفضلن الصمت في خضم مواجهتهن للعديد من المشاكل.

 

تختلف أسباب الطلاق في البلدان النامية عن المتقدمة منها

الطلاق ناتج عن عوامل ثقافية وعاطفية واقتصادية واجتماعية، والواضح أن أصل الطلاق في البلدان النامية والتقليدية مثل إيران يختلف عن الدول المتقدمة. فلا تتمتع النساء في إيران بحرية الاختيار، سواء بموجب العرف أو القانون، والكثير منهن لا تفهمهن أسرهن. لذلك لا تفقد الكثير من النساء الأشياء التي كانت لديهن مع الزواج فحسب، بل لا تجدن الاستقلالية التي تبحثن عنها.

إن العديد من النساء ترغبن في الطلاق لأسباب مثل العنف الجسدي والجنسي واللفظي الذي تعانين منه، وعدم تلبية التوقعات والاستقلالية التي لا تحصلن عليها حتى بعد الزواج وما إلى ذلك. من وجهة نظر علم الاجتماع، لا تتوافق التقاليد البالية الناتجة عن الفكر الأبوي مع متطلبات الحياة في العالم الحالي. وبناءً على ذلك تعود أسباب الطلاق إلى مثل هذه القضايا التي يمكن رؤيتها خلال التغيرات في العلاقات.

في إيران التي تحكمها قوانين أبوية تواجه المرأة المطلقة أو التي توفي زوجها أو التي ترأس الأسرة لأي سبب من الأسباب، مشاكل أكثر بكثير من غيرها من النساء، حيث تكن أكثر عرضة للخطر في مكان العمل والأسرة والمجال العام، إن عمق المأساة هو أن النساء اللواتي مررن بتجربة الزواج وأصبحن الآن عازبات لأي سبب من الأسباب يتم الحكم عليهن بسهولة.

من ناحية أخرى، إذا كانت هؤلاء النساء ربات الأسرة، فإنهن تواجهن مشاكل أكثر حدة، هناك نسبة كبيرة من النساء اللواتي تعشن ظروف اقتصادية سيئة، لأنهن غير مدربات على العمل والقوانين الأبوية تمنعهن من التواجد في المجتمع. كما أن الظروف الصعبة لسوق العمل ووجود المضاربة في سوق المرأة تطرح مشاكل، ولا تدعم الحكومة هؤلاء النساء.

سلطت وكالتنا الضوء على  قصص لبعض النساء تزوجن وهن قاصرات، لتوضحن ما تتعرض له النساء في حال أقدمن على طلب الطلاق من قبل العائلة والمجتمع.

جولي أحمدي (اسم مستعار) في العقد الرابع من عمرها، واحدة من ضحايا زواج القاصرات، تقول أن عائلتها أجبرتها على الزواج لإبعادها ومنعها من الزواج بالشاب الذي كانت تريده "لقد تزوجت وأنا في السابعة عشرة من عمري وبعد سنة من زواجي حملت بطفلي الأول. بمجرد أن كبر ابني قليلاً، أصبح زوجي مدمناً على المخدرات، واضطررت لالتزام الصمت حتى لا أفقد طفلي، في ذلك الوقت لم أكن أعرف أنه إذا ثبت إدمان زوجي، فسيعطونني حضانة ابني. كما هددني بالقتل إذا طلبت الطلاق، لكن عندما كبر ابني قررت الطلاق".

من جانبها تقول سمية محمدي (اسم مستعار) البالغة من العمر 22 عاماً، ولديها ابن يبلغ من العمر 7 سنوات، "لقد تطلق والداي، وتزوج والدي مجدداً، وأنا في الثالثة عشرة من العمر تم إجباري على الزواج برجل أكبر مني بعشر سنوات، لم يسمح لي بفعل أي شيء حتى والدي لم يدعمني. كلما أردت أن أشكوه لوالدي كان يقول لي أنك امرأة ويجب عليكِ طاعته. بعد أن نفذ صبري تقدمت بطلب الطلاق، ليبدأ والدي بتهددي أحياناً بالقتل".

سارة أحمد زاده (اسم مستعار) تبلغ من العمر 36 عاماً، لديها ابن يبلغ من العمر 5 سنوات تقول "لقد تحملت كل الظروف الصعبة حتى أصلح حياتي. قالت عائلتي وزوجي إنه إذا كان لدينا طفل فستتحسن حياتنا الزوجية، ولكن بمجرد أن أنجبت طفلاً، أصبح زوجي مدمناً على المخدرات وأصبح سلوكه أسوأ. في البداية لم نجرؤ على إخبار أحد أنني أريد الطلاق. كلمات الناس مهمة لعائلتي. حدث أننا قطعنا العلاقات مع العديد من أفراد الأسرة. كما قامت المحكمة بإطالة أمد إجراءات الطلاق، قبل الطلاق سمحوا لزوجي بالزواج مرة أخرى. الآن بعد أن أصبحت مطلقة، أخذوا ابني ولم يسمحوا لي برؤيته. تقديم الشكوى أيضاً يكلف قدراً كبيراً من المال، وتتأخر الإجراءات لدرجة أن المرء يندم على ما فعله".

ولا تختلف قصة شادي كرميان (اسم مستعار) البالغة من العمر 24 عاماً عن سابقاتها، حيث تقول "تزوجت وأنا في السابعة عشر من عمري. كان طباع زوجي جيدة في السنوات الأولى من الزواج، كنت اساعده في تأمين نفقات المعيشة، والآن يقول لي أنه عليّ التخلي عن حقي في المستحقات ما بعد الطلاق ومنحه حوالي 100 مليون تومان ليطلقني، حتى أن عائلتي لا تدعمني بسبب ما يقال لهم من قبل المجتمع".