المحامية رغدة المقطري: قضايا النساء على رأس أولوياتي

تعمل رغدة المقطري في مجال المحاماة وتترافع في مختلف القضايا غير أن جل أعمالها تتعلق بقضايا النساء.

رانيا عبد الله

 اليمن ـ لم تثني الحرب والصراع الدائر في مدينة تعز جنوب غرب اليمن وانعدام الأمن من عزيمة المحامية رغدة المقطري في ممارسة مهنتها ومساعدة النساء في نيل حقوقهن ونصرة قضاياهن.

المحامية رغدة المقطري واحدة من الناشطات والحقوقيات في اليمن، زاولت مهنة المحاماة منذ عام 2008، وكان عملها في اتحاد نساء اليمن بمثابة انطلاقة مهمة لها في هذه المهنة، حيث تدافع بشكل رئيسي عن قضايا النساء والأطفال كونهما الشريحة الأضعف في المجتمع، كما شاركت في رصد الانتهاكات التي حدثت على خلفية ثورة عام 2011 وأشارت "أثناء الثورة عملت على رصد وتوثيق الانتهاكات، ويمكن اعتبارها بداية جيدة بالنسبة لي في مجالي الرصد والتوثيق".

شهدت مدينة تعز في بداية الحرب على اليمن عام 2015 موجة نزوح للمدنيين وخروجهم إلى مناطق أقل خطراً، وكانت رغدة المقطري من بين المدنيين الذين نزحوا، ولكن انطلاقاً من شعورها بالواجب الإنساني والمسؤولية الملقاة على عاتقها عادت إليها بعد عشرة أيام حيث أكدت "على الرغم من أن المدينة شهدت موجات نزوح كبيرة إلا أن الأهالي عادوا أدراجهم إليها نظراً للمعاناة التي تكبدوها فقرروا التكيف مع ظروف الحرب والأوضاع الجديدة التي آلت إليها مدينة تعز، وأنا أيضاً عدت بعد فترة قصيرة وقمت مع مجموعة من الناشطات والزملاء بعدة أنشطة منها الوقفات الاحتجاجية لمطالبة بفك الحصار عن مدينة تعز، كما كنت واحدة من الذين عملوا على التنسيق بين الفرقاء بمدينة تعز في مجلس المقاومة، وشاركت مع مجموعة من الشباب/ات لتوحيد الرؤى لإخراج هذه المدينة من الوضع الذي أجبرت أن توضع فيه".

في عام 2016 عملت كراصدة في اللجنة الوطنية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان، ثم انتقلت إلى مدينة عدن عبر منفذ وطريق واحد وهو طريق طالوق حينها، وهناك شهدت على العديد من الانتهاكات "في الطريق رأيت كيف يتم انتهاك حقوق النساء والأطفال، لن أنسى تلك الطفلة التي تبلغ من العمر  5 أعوام وهي تحمل عدد من الأكياس الكبيرة فوق رأسها عبر الطريق الوعرة وبعدها علمت أنها تعمل من أجل توفير ثمن الحليب لأخيها البالغ من العمر عامان بسبب وفاة والديهما بسبب الحرب، ومنذ تلك اللحظة قررت أن أجعل قضية الأطفال والنساء وقضية تعز هي مسؤوليتي الوحيدة ويجب أن أحملها على عاتقي حتى نصرتهم"، ثم عادت إلى مدينة تعز في العام نفسه وواصلت رصد الانتهاكات التي تطال المدنيين وخصوصاً النساء والأطفال.

تعرضت رغدة المقطري أثناء قيامها بالرصد والتوثيق في بداية عام 2017 للتهديد بالقتل من قبل جماعة مسلحة من مرتزقة القاعدة "كنت برفقة زوجي أثناء إحدى جولات الرصد، لكن تفاجأت بسيارة سوداء يخرج منها صوت رجل يقول إن لم ترحلوا من هذا المكان خلال دقائق سوف نقوم بإطلاق الرصاص عليكم، وبالفعل قمنا بالاختباء في أحد المنازل في تلك المنطقة وعندما سنحت لنا الفرصة عدنا أدراجنا إلى المنزل"، كما أكدت أنها تعرضت لخطر القصف العشوائي أثناء رصدها للانتهاكات في المدينة.

وبحكم عملها في مجلس نقابة المحامين فقد ساعدت مع عدد من المحاميات على إعادة الهيكل والنظام القضائي "حافظنا على الأدلة والوثائق التي كانت توجد في محكمة الاستئناف، وحينها تعرضت للتهديد داخل المحكمة من قبل بعض الجماعات المتشددة كوني المرأة الوحيدة في المحكمة بحجة الاختلاط وغيرها، وفي عام 2016 ونظراً لاحتجاز النساء في مراكز غير قانونية قمت مع زميلة لي بالتواصل مع عدد من الجهات المعنية لتخصيص سجن للنساء كي يحصلن على خصوصيتهن".