حادثة تعليق امرأة على شجرة تثير غضب النساء في السودان

نددت مجموعة من النساء السودانيات بالانتهاكات الجسيمة التي تتعرض لها النساء في إقليم دارفور على يد قوات الدعم السريع، مطالبين الجهات المعنية بالتدخل الفوري لوقف هذه الممارسات، وضمان حقوق المرأة وحمايتها من كافة أشكال العنف والانتهاك.

آية إبراهيم

السودان ـ تنديد المرأة في السودان بالانتهاكات التي تمارسها قوات الدعم السريع، جاء بعد أيام من الحادثة البشعة التي تداولها رواد مواقع التواصل الافتراضي على نطاق واسع لامرأة من إقليم دارفور وهي معلقة على شجرة على يد جندي من الدعم السريع، قام بتصويرها لتوثيق الانتهاك الذي يمارسه ضدها، في مشهد يعكس المعاناة الكبيرة التي تواجهها النساء في دارفور.

 

دعوة لتفعيل قوانين حماية المرأة

أكدت الإعلامية مي منصور أن المرأة السودانية تشعر بآلام ومعاناة نظيراتها في مختلف ولايات البلاد، معبرة عن تعاطفها العميق وتقديرها لما تواجهه نساء دارفور من معاناة وألم نتيجة الانتهاكات التي ترتكبها قوات الدعم السريع بحقهن.

دعت مي منصور جميع الجهات المعنية إلى تفعيل القوانين الخاصة بحماية المرأة، والعمل الجاد بالتعاون مع المنظمات الدولية لوقف الانتهاكات التي تتعرض لها النساء في دارفور، وذلك من خلال حملات التوعية وإيصال الرسائل المؤثرة.

كما شددت على ضرورة تسليط الضوء على هذه القضية لمواجهة العنف ضد المرأة، مؤكدة أن ما يمكن تقديمه للنساء في دارفور في ظل هذه الظروف هو الدعوة لهن بأن يتحلين بالقوة والصمود في وجه المحن.

وتعد المرأة السودانية في إقليم دارفور غرب البلاد الأكثر ضرراً من النزاع الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ نيسان/أبريل عام 2023 بعد أن ارتكبت قوات الدعم السريع أبشع أشكال الانتهاكات بحقها.

 

جهود متواصلة لدعم نساء دارفور

من جانبها، أكدت محاسن عبد الحق، مديرة الإدارة العامة للمرأة وشؤون الأسرة بالأمانة العامة للشؤون الاجتماعية، أنهم يعملون على دعم المرأة في دارفور، ومساندتها في ظل الظروف القاسية التي تعيشها.

وأوضحت أن "الأمانة قدمت خدمات الدعم النفسي للنساء بشكل عام، مع تركيز خاص على نساء دارفور، وذلك من خلال برامج الرعاية في دور الإيواء"، مضيفةً "كما قدمنا الدعم العيني بالتعاون مع المنظمات الوطنية والعاملة في مجال المرأة".

لا تزال المعارك مستمرة في إقليم دارفور وتفرض قوات الدعم السريع حصار على الفاشر بشمال دارفور، إذ تواجه النساء هناك صعوبات اقتصادية كبيرة، حيث يضطررن للعمل لساعات طويلة في ظروف قاسية لتوفير الاحتياجات الأساسية لأسرهن، كما تعاني النساء من صدمات نفسية نتيجة فقدان أحبائهن والعنف الذي شهدنه، مما يؤثر على حالتهن النفسية وتفاقم الأزمات الصحية حيث يصعب عليهن الحصول على العلاج والرعاية الطبية الضرورية في ظل تدهور القطاع الصحي.

 

واجهت النزاع بصمود بطولي

"المرأة في دارفور عانت وصمدت خلال النزاع الذي استهدفها كأكثر شريحة. ندين ونشجب الامبريالية الشرسة التي تستهدف حقوق المرأة وكرامتها"، هكذا تقول سامية علي.

ووصفت الحادثة الأخيرة لتعليق امرأة على شجرة في إقليم دارفور على يد جندي من قوات الدعم السريع بـ "المستفزة" لجميع نساء السودان، قائلة إن المرأة وقفت وقفة بطولية لرد الانتهاكات.

وأكدت الوقوف معها ومؤازرتها في هذه الظروف الصعبة التي تمس كرامة كل امرأة، مطالبة بحقوق المرأة في دارفور.

 

انتهاكات دارفور تستدعي وقفة حاسمة

من جهتها، أكدت الإعلامية آمنة محمد أن قوات الدعم السريع تستهدف المدنيين في إقليم دارفور، مشيرة إلى أن الحادثة الأخيرة وما سبقها من انتهاكات تمثل دليلاً واضحاً على ذلك، معبرة عن إدانتها الشديدة لتلك الانتهاكات.

وطالبت آمنة محمد بوقف فوري للانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون في دارفور، ومحاسبة المسؤولين عنها، مؤكدة أن التضامن مع الأهالي يتجسد في أشكال متعددة من الدعم.