الهجمات التركية تزيد من معاناة النازحات في مخيمات مدينة منبج

تعيش النازحات في مخيمات مدينة منبج أوضاعاً معيشية صعبة في ظل تخاذل المنظمات الإنسانية لكنهن متمسكات ببقايا خيمهن لأنها "مكان آمن" كما يؤكدن رفضهن أي عملية عسكرية تركية جديدة تهدف لاحتلال المنطقة وتهجيرهن.

سيبيلييا الابراهيم

منبج ـ لا يمكن عيش حياة مستقرة وتحسين أوضاع المواطنين في شمال وشرق سوريا في ظل استمرار الهجمات التركية والتهديدات التي تطال الإدارة الذاتية من قبل العديد من الأطراف، وهذا ما يؤثر على الحياة المعيشية للجميع ولا سيما النازحات اللواتي تعانين أكثر من غيرهن.

بعد تحرير مدينة منبج من إرهاب داعش أصبحت مقصداً للنازحين من كافة المناطق ومنهم أهالي مدينة مسكنة ودير حافر في الريف الشرقي لمدينة حلب، ومع أنه تم القضاء على داعش فيها إلا أنهم آثروا البقاء في مخيمي الشرقي والشرقي الجديد على الحياة الصعبة في المدينة التي تفتقر لأبسط مقومات الحياة.

عمشة الحميد الحسن 35 عاماً نازحة من مدينة دير حافر منذ 6 أعوام تقول "تحررت مدينة دير حافر لكن الأوضاع المعيشية الصعبة لا تسمح لنا بالعودة إليها لذا بقينا هنا في المخيم أنا وابنتي فليس لدي أحد وأنا منفصلة عن زوجي".

لكن الحال ليس أفضل في المخيم في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها المنطقة، والتي تصعب أكثر مع الهجمات التركية، ففي وقت كان يجب أن تتحسن فيه الأوضاع المعيشية يأتي خطر تركيا ويزيد الاهتمام بالجانب العسكري أكثر.

تشير عمشة الحسن أن الشتاء يزيد من التحديات التي يواجهها قاطني المخيم "نعاني كثيراً من كافة النواحي وخاصة خلال فصل الشتاء في ظل ضعف دعم المنظمات الإنسانية لنا"، مشيرةً إلى أن "جميع الخيم بحاجة إلى تبديل ونحتاج مستلزمات كثيرة لنقاوم برد الشتاء"، مناشدةً المنظمات الإنسانية بتقديم الدعم.

وفي ظل التهديدات التي تشهدها مناطق شمال وشرق سوريا قالت "نأمل ألا تحدث أي حرب فلقد عانينا كثيراً ولا نريد النزوح مرة أخرى".

أما زهرة الملا 70 عاماً وهي نازحة من مدينة مسكنة بينت أنه "لجئنا إلى مدينة منبج لننقذ أرواحنا، ورغم الشح في تقديم الخدمات من قبل المنظمات الإنسانية إلا أننا وجدنا الأمان الذي لطالما بحثنا عنه"، مؤكدةً على حديث سابقتها بأن أوضاع مدينة مسكنة يرثى لها فلا ماء ولا كهرباء أو أي شيء يشجع على العودة.

وقالت عن التهديدات والهجمات التركية على مناطق شمال وشرق سوريا "لا نريد الحرب سئماً منها، 10 سنوات من عمرنا راحت هباءً. نرفض التهديدات التركية فمن حقنا أن نعيش بسلام وأمان".

فيما قالت هناء الجاسم 45 عاماً النازحة من مدينة دير حافر منذ 6 أعوام "نزحنا من الحرب التي دارت هناك من قصف بالطائرات والدمار. لقد شاهدنا الموت بأم أعيننا ونزحنا دون أن نجلب أي شيء معنا، وبقينا لأشهر في دون مأوى حتى وصلنا إلى منبج، قصدنا هذه المدينة لنجد الأمان الذي حرمنا منه، ورغم الظروف المعيشية الصعبة وقلة دعم المنظمات في ظل ما تشهده المنطقة من هجمات إلا أننا نعيش بسلام هنا وهذا ما كنا نبحث عنهُ".

وأضافت "نخشى الحرب فالحرب لا ترحم لذلك نرفض الهجمات التركية على مناطق شمال وشرق سوريا"، مؤكدةً أنه "إذ حدث أي هجوم على المنطقة وكنا نملك سبل المقاومة سنقاوم ونقف مع قوات سوريا الديمقراطية فلا نريد التشرد مرة أخرى وسنبقى في المخيم".

من جهتها أوضحت النازحة صالحة رمضان ذات 77 عاماً وهي أيضاً من مدينة مسكنة أنه "نزحنا من مدينتنا إلى عين عيسى جراء الظلم الذي شهدناه من قبل داعش، وبعد ذلك قصدنا مدينة منبج"

وعن الانتهاكات والتهديدات التركية قالت "نرفض الحرب ولا نريد أن نعيش ذات الظروف، والدمار والتشرد، هذه الحرب تزيد من معاناتنا ومعاناة أهالي المنطقة حتى الذين يعيشون في منازلهم".