الدورات التعليمية لمواجهة النقص الذي تسبب به النزوح لطلاب عفرين المحتلة

تقوية لطلبة المرحلة الابتدائية وتهيئهم للخروج من تأثير النزوح والحرب الدائرة على مهجري عفرين افتتحت هيئة التربية وتعليم المجتمع الديمقراطي دورة تعليمية.

فيدان عبد الله

الشهباء ـ افتتحت لجنة التدريب وتعليم المجتمع الديمقراطي لإقليم عفرين بمقاطعة الشهباء بشمال وشرق سوريا، دورات تدريبية لتقوية طلبة المدارس بعدما واجهوا الكثير من الصعوبات والتقصير وعدم الاستيعاب في ظل النزوح القسري، واستمرار الهجمات على المنطقة التي تسببت في الكثير من الأحيان بحرمانهم من مدارسهم.

تقول الإدارية في لجنة التربية وتعليم المجتمع الديمقراطي بناحية أحداث في مقاطعة الشهباء أمينة باكير أن لهذه الدورة عدة أهداف أهمها "إخراج الأطفال من أجواء المخيمات التي حاصرتهم والخوف الذي ينتابهم جراء التهديدات والهجمات التي تستهدف مقاطعة الشهباء وقرى ناحية شيراوا".

وأضافت أن "هذه التهديدات والهجمات أثرت بشكلٍ كبير على الحالة النفسية للطلبة من الناحية التعليمية، وحبهم للعلم والمعرفة وأصبحت عائقاً كبيراً أمام تقدمهم وتطورهم في التعليم ومختلف المهارات والتطورات اليومية فالحرب بكافة أشكالها فرضت على حياة الأطفال".

وبينت أنهم يركزون في هذه الدورات على تعليم اللغات الأخرى للطلبة إلى جانب تقوية لغتهم الأم، وعن سبب ذلك قالت "نسعى لتأسيس الطلاب على أكثر من لغة وبكوننا نطور المنهاج حسب التعليم الديمقراطي لا نهمش اللغات الأخرى".

كما أكدت أمينة باكير أن هذه الدورات قادرة على تهيئة الطلاب للعودة إلى الأجواء الدراسية "بناء على ذلك بدأنا بها قبل بدء العام الدراسي لعامي 2022- 2023 بشهرين وهذا ما يساهم في تنظيم الوقت لدى الطالب".

وعن أجواء وأوقات الدوام لدورات التقوية قالت "افتتحت هذه الدورات في جميع قرى ونواحي مقاطعة الشهباء وقرى ناحية شيراوا بمقاطعة عفرين، وهي أربعة أيام في الأسبوع تستمر لمدة ساعتين وتشمل الطلاب في المرحلة الابتدائية الذين تصل أعدادهم إلى أكثر من 11 ألف طالب/ة".

وتأسف على عدم افتتاحهم هذه الدورات لمرحلتي الإعدادي والثانوي بسبب عدم توفر المواصلات بالشكل المطلوب في المنطقة وسط ما يفرضه النظام السوري من حصاراً خانق على مقاطعة الشهباء "إن ابتعاد قرى المقاطعة عن بعضها البعض يسبب الكثير من العوائق وعدم افتتاح الدورات للمرحلتين من ضمنها، فعلى سبيل المثال الطلبة الذين يدرسون في مدرسة ناحية فافين يقطنون في قرى بعيدة كأم حوش، غرناطة وغيرها".

فيما قالت حنيفة كركور وهي معلمة في مدرسة ناحية أحداث أنهم رغم الظروف الصعبة والعوائق التي يوجهونها في مقاطعة الشهباء من قصفٍ مستمر واستهداف المدنيين بشكلٍ مباشر يصممون على إتمام نشر العلم والتعليم بين أبناء وبنات عفرين المهجرين وعليها انطلقت دوراتهم التدريبية في الأول من آب/أغسطس الجاري.

ذكرت أن المدرسين يلاحظون خلال إعطاء الدرس الحالة النفسية للطلاب فهم قلقون ومتوترون في ظل ظروف النزوح القسري والحرب المستمرة في المقاطعة، ولكنهم يحاولون تذكير الطلبة دوماً بضرورة وأهمية التعليم ويعملون على مساندتهم ورسم البسمة على وجوههم.

من جانبها عبرت الطالبة وحيدة محمد وهي في الصف السادس الابتدائي عن حزنها للحال الذي يعيشونه في ظل استمرار القصف منذ هجوم الاحتلال التركي على مدينتهم، لكنها تصر على استكمال تعليمها والتمسك بلغتها الأم وتشير إلى المساعدة التي تقدمها الدورات التدريبية لهم.