الأصوات تتصاعد دعماً لمبادرة "السلام والمجتمع الديمقراطي"
في ظل التحديات السياسية والمجتمعية التي تمر بها المنطقة، يشكّل نداء القائد عبد الله أوجلان خطوة مفصلية نحو فتح أفق جديد للسلام القائم على الحوار والتعددية والديمقراطية.

زينب خليف
دير الزور ـ السلام العادل لا يُبنى من طرف واحد، بل هو طريق طويل يحتاج إلى خطوات ملموسة، ومحاسبة للماضي، وضمانات للمستقبل.
بعد مرور 27 عاماً على اعتقاله، وفي إطار نداء "السلام والمجتمع الديمقراطي"، وجّه القائد عبد الله أوجلان نداءً تاريخياً جديداً، استُقبل بحفاوة بالغة وعبّر جميع الأهالي عن فرحتهم بهذه المبادرة التي قد تفتح آفاقاً جديدة نحو مستقبل مستقر.
خديجة العبد الله إحدى نساء مقاطعة دير الزور قالت إن نداء القائد عبد الله أوجلان وصل صداه إلى دير الزور، المدينة التي دفعت ثمناً باهظاً للحرب والنزاعات والصراعات السياسية "كنساء نعيش في قلب المعاناة، ننظر إلى هذا النداء بعين واقعية وبعقل منفتح، لأنه يعبر عن لحظة فارقة في تاريخ المنطقة".
وأكدت دعمها العميق وتأييدها الكامل للنداء التاريخي الذي أطلقه القائد عبد الله أوجلان في إطار مشروع "السلام والمجتمع الديمقراطي"، معتبرةً أن المرحلة الحالية تتطلب تحوّلاً جذرياً في الفكر والسياسة.
السلام الحقيقي يتطلب إرادة سياسية ومجتمعية من جميع الأطراف
وأضافت "نقدّر هذا التحول في خطاب القائد أوجلان، وخصوصاً تأكيده على نبذ السلاح واعتماد السياسة كمنهج لحل الخلافات. لا يمكن لأي مجتمع أن يتعافى أو ينهض من تحت ركام الحرب دون إيقاف فعلي للعنف، وإتاحة مساحة للحوار والمصالحة، لكن السلام الحقيقي ليس مجرد إعلان نوايا، بل هو التزام جماعي يتطلب إرادة سياسية ومجتمعية حقيقية من جميع الأطراف".
ولفتت إلى أن "التخلي عن مشروع الدولة القومية، والتحول نحو المجتمع الديمقراطي التعددي، يعكس نضجاً فكرياً، لكنه يحتاج إلى ترجمة عملية على الأرض، خاصة في بيئة مثل دير الزور، حيث لا تزال البُنى السياسية والمؤسساتية هشة، والثقة بين المكونات ضعيفة".
وأشارت إلى أن الحديث عن تشكيل لجنة برلمانية لنزع السلاح يُعدّ خطوة إيجابية، لكنها طرحت تساؤلات مشروعة "هل هناك استعداد حقيقي لدى الدولة التركية للتعامل مع هذه المبادرة بجدية؟ وهل سيتم إشراك النساء والمجتمع المدني بشكل فعلي في هذه الآلية؟ لأن تجاهل أصواتنا يعني تجاهل نصف المجتمع".
كما شدّدت على أهمية ما ورد في نداء القائد أوجلان حول ربط الحرية الفردية بحرية المجتمع "هذا المبدأ يُشكل حجر الأساس في بناء مجتمع عادل، تُسمع فيه أصوات النساء، ويُعاد فيه الاعتبار للعدالة الاجتماعية. نُذكّر أن السلام العادل لا يُبنى من طرف واحد، بل هو طريق طويل يحتاج إلى خطوات ملموسة، ومحاسبة للماضي، وضمانات للمستقبل"، وترى أن الدعوة، ستُتخذ خطوات إيجابية عديدة نحو حياة حرة وديمقراطية.
وفي ظل التحديات السياسية والمجتمعية التي تمر بها المنطقة، يشكّل نداء القائد عبد الله أوجلان خطوة مفصلية نحو فتح أفق جديد للسلام القائم على الحوار والتعددية والديمقراطية. وبينما تتصاعد الأصوات النسوية من مقاطعة دير الزور وغيرها دعماً لهذه الدعوة، لاتخاذ خطوات جادة ومسؤولة تجاه هذا النداء التاريخي، وحده الالتزام الفعلي والإرادة الجماعية يمكن أن يصنعا سلاماً عادلاً يعيد للمجتمعات كرامتها ويضمن مستقبلاً حراً وآمناً للجميع.