ألعاب القوى من أكثر الرياضات التي تمنح المرأة الثقة بالنفس

برزت أسماء عديدة لليبيات تمارسن العديد من الألعاب الرياضية، غير أن لعبة رافعات القوى ارتبط ممارستها بالنساء والفتيات من ذوات الاحتياجات الخاصة.

ابتسام اغفير

بنغازي ـ كانت ولا زالت الرياضة بمختلف أشكالها وأنواعها تعد أكبر تحدي من الممكن أن تخوضه المرأة في ليبيا، للتخلص من نظرة المجتمع، وزرع الثقة بالنفس ولتحقيق دعم مادي ومعنوي تتخطى به كل ما يحيط بها في مجتمع ما زال يعاني التخبط السياسي والاقتصادي والنزاعات والانقسامات.

لم تكن تعرف اسوة عبد الوهاب العماري البالغة من العمر 19 عاماً، إنها ستلتحق يوماً مع لاعبات رياضة رفع الأثقال، وأنها ستبدأ في التدرب على رياضة وقبولها ضمن فريف لاعبات القوى في بنغازي.

وأوضحت أنها عندما كانت تتصفح الفيس بوك أن شاباً من قصار القامة حصل على الميدالية الذهبية في رياضة رفع الأثقال، وأن الفضول دفعها للتواصل معه فلربما يشجعها لخوض هذه الرياضة هي أيضاً، وتحدثت معه وشجعها للبدء في التدريبات الخاصة بالرياضة. 

وعن التحاقها بهذه اللعبة تقول "كانت خطوة التحاقي بهذه اللعبة من أكثر الخطوات نجاحاً وتميزاً في حياتي، فعادة ما كنت اتعرض للتنمر بسبب قصر قامتي، وأن المجتمع يراني مجرد شخص عادي، لا يمكن له تحقيق شيء من خلال حياته".

وأوضحت أن اللعبة وهبتها القوة وأنها أصبحت على ثقة عالية بنفسها، وإنها ستسعى إلى التميز فيها، وتحقيق رغبتها بأن تصبح بطلة ليبيا ذات يوم، وأن تحقق أرقاماً قياسية فيها، ولن يكون قصر قامتي عائقاً في تحقيق ذلك".

وعن الصعوبات التي واجهتها تقول "من أكثر الصعوبات التي واجهتني هي قلة التشجيع، وعدم دعمي معنوياً، وعادةً ما اسمع كلمة "أنت بنت ماذا تستفيدين من هذه اللعبة"، فانا أتحدى نفسي وبدأت بوزن 30 كيلو والتدريبات تكون ثلاثة أيام في الأسبوع، وأشجع نفسي بمشاهدة البطلة غزالة العقوري، وبأنني سأكون قادرة مثلها على تحقيق أمنياتي في هذا المجال، والوصول إلى رفع أثقال تمكنني من الفوز في البطولات".

 

 

من جانبها تقول غزالة العقوري بطلة ليبيا في رافعات القوة من النساء ذوات الاحتياجات الخاصة، بأن العمر لم يشكل عائقاً في استمرارها في اللعب، فهي تمارس لعبة رفع الأثقال منذ عام 1995 وهي تبلغ من العمر الآن 49 عاماً، لافتةً إلى أن هذه الرياضة ليست من الرياضات المرتبطة بالعمر فيستطيع الإنسان ممارستها في أي مرحلة عمرية.

وأكدت على أهمية رياضة ألعاب القوى وبأنها تكسب المرء الصحة وتعالج الكثير من المشاكل، سواء النفسية أو المجتمعية المتمثلة في نظرة الناس لمن تمارس هذه اللعبة، وهي مستمرة في ممارستها ولن تفكر أن تصبح مدربة فهي تفضل كونها لاعبة وتشارك في البطولات المختلفة على مستوى العالم.

وأشارت إلى أنها كانت لها مشاركات في بطولات عالمية كان أخرها المقامة في دبي عام 2014، وحصلت على الترتيب السادس وهو ترتيب جيد خاصة في الأوضاع التي كنا نعاني منها في ليبيا وتحديداً في بنغازي، موضحةً أنها شاركت خلال الفترة الماضية في البطولة الافريقية بجمهورية مصر العربية وحصلت على الميدالية البرونزية في الترتيب.

وعن دعمها للفتيات الصغيرات لخوض هذه اللعبة تقول "أنا ادعم بقوة كل المقبلات على هذه اللعبة أو غيرها من الرياضات فالرياضة مفيدة وتعالج العديد من المشاكل النفسية والاجتماعية وترفع المعنويات، خاصة للمرأة ذات الاحتياجات الخاصة".

وحول الصعوبات التي واجهتها خلال مسيرتها وماهي الصعوبات التي استطاعت تجاوزها والأخرى التي مازالت ترافقها إلى الأن تقول "في البداية كنت أخاف من نظرة المجتمع لي كفتاة ذات إعاقة وتمارس مثل هذه اللعبة ولكن مع السنوات والخبرة استطعت تجاوز هذه النظرة، وكان والدي العون والسند لتقدمي في هذه الرياضة".

وأشارت إلى إن "لعبة رافعات الاثقال وباقي الألعاب الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة من الألعاب التي تفتقر للدعم المادي، ويفترض أن يكون هناك نادي خاص بالنساء ذوات الاحتياجات الخاصة، حتى تستطعن أن تأخذن راحتهن في اللعب وممارسة الرياضة بكل أريحية".