إدلب... سوء الأوضاع الاقتصادية تجبر نساء على بيع أثاث منازلهن

الأوضاع المعيشية والاقتصادية تجبر نساء معيلات في إدلب، على بيع أثاث منازلهن لتأمين احتياجاتهن.

هديل العمر

إدلب ـ تضطر نساء ومعيلات في إدلب، لبيع أثاث منازلهن بسبب الفقر والأوضاع الاقتصادية والمعيشية المزرية، لتأمين الاحتياجات الأساسية لعوائلهن في ظل موجة الغلاء التي تشهدها المنطقة.

اضطرت ريم السلوم (35) عاماً، وهي نازحة مقيمة في مدينة إدلب، لبيع بعض مقتنيات منزلها وأدواته الكهربائية، لدفع إيجار المنزل الذي تقطنه بعد أن هددها صاحب المنزل بطردها وأطفالها منه في حال تخلفها عن دفع الإيجار.

وقالت إنها آثرت بيع جزء من أثاث المنزل على تشرد أطفالها وطردها من المنزل الذي اتخذته مسكناً بعد نزوحها من مدينة معرة النعمان أواخر عام 2019.

وأوضحت أنها توقفت عن العمل في الأراضي والورشات الزراعية خلال شهر رمضان نتيجة مشقة العمل وصعوبته، وهو ما جعلها تواجه صعوبات معيشية واقتصادية غاية في الصعوبة، ما دفعها للاستغناء عن بعض أثاث منزلها وبيعها بأسعار وصفتها بـ "الزهيدة" لسد المصاريف والنفقات المترتبة عليها.

"يا إما ببيع أغراض بيتي، أو راح أصفى بالطرقات" بهذه الكلمات تعبر ريم السلوم عن حزنها وألمها لما آل بها الحال من فقر وعوز وقلة، مشيرةً إلى أنها تدفع مبلغ كبير لآجار المنزل الذي تقطنه مع أطفالها الثلاثة الذين فقدوا والدهم بفيروس كورونا العام الماضي.

وأشارت إلى أنها لا تخفي نيتها في النزوح واللجوء إلى المخيمات العشوائية، في حال استمر وضعها على ما هو عليه، خاصة وأنه لم يعد لديها ما تبيعه، بعد أن لجأت لبيع معظم مقتنياتها للإنفاق على أطفالها وتأمين الاحتياجات الأساسية لهم.

حال ريم السلوم كعشرات النساء المعيلات اللواتي لجأن لبيع أثاث منازلهن ولوازمهن نتيجة تدني مستويات المعيشة وقلة فرص العمل وانعدامها، وهو ما دفعهن للإقدام على بيع ما يمكن بيعه من لوازم المنزل وأثاثه.

ولم تكن خديجة السلمان (36) عاماً وهي نازحة في مخيمات بلدة أطمة الحدودية شمال إدلب، أفضل حالاً من سابقتها حين اضطرت هي الأخرى لبيع معظم لوازمها المنزلية من مفروشات، وأدوات الكهربائية وغيرها من مستلزمات المطبخ، للإنفاق على عائلتها المؤلفة من خمسة أشخاص اثنين منهم من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وقالت إن بيعها مقتنيات منزلها لم يكن سهلاً عليها، ولكنها اضطرت مرغمة للإقدام على هذه الخطوة بعد أن ضاقت بها السبل في ظل عدم وجود أي خيارات أخرى متاحة أمامها.

وأوضحت أن مصاعب الحياة وأعبائها، بالإضافة إلى المصاريف والاحتياجات الأساسية دفعها للاستغناء عن قسم كبير من أثاث الخيمة، والتي وجدت نفسها مجبرة على بيعها بأرخص الأثمان.

وأشارت إلى أن جميع محاولاتها بالحصول على فرصة عمل ملائمة باءت بالفشل نتيجة ندرة فرص العمل وقلة الأجور التي لا تتناسب أبداً مع حجم الاحتياجات والأسعار، موضحةً أن أعلى أجر عرض عليها لا يؤمن لها الخبز حتى يمكنها من تأمين الاحتياجات الأخرى.

بينما تقول فاطمة عبد المولى (38) عاماً وهي من سكان مدينة إدلب أنها في أواخر العام الماضي، اكتشفت إصابتها بمرض سرطان الثدي، وتخضع لجلسات علاجية وكيماوية مستمرة، إذ أن معظم الأدوية المخصصة تدفعها على نفقتها الخاصة كونها نادرة ومرتفعة الثمن.

وأوضحت إنها باعت معظم أثاث منزلها بما فيه أسطوانة الغاز والغسالة والبراد والمفروشات لتأمين ثمن العلاج، في ظل غياب المساعدة بشكل تام من المنظمات الإنسانية والفرق الإغاثية، لتبيع أغراض منزلها قطعة تلو الأخرى.

ولا تخفي فاطمة عبد المولى قلقها من المستقبل، إذ أنها ستضطر لبيع منزلها في حال بقي الوضع على ما هو عليه، مشيرةً إلى أنها متمسكة بأمل الشفاء والتعافي من المرض، ولا يمكن أن تنقطع عن مرحلة العلاج، خاصة وأنها وصلت إلى مراحل متقدمة منها.