'ننتظر سن قانون لمكافحة العنف ضد النساء والحركة النسوية متعثرة'

مشروع قانون لمكافحة العنف ضد النساء والفتيات في موريتانيا، قدمته منظمات حقوقية منذ عام 2012، لم يبصر النور، والحركة النسوية تشهد ضعفاً في ودوها.

زهور المشرقي

موريتانيا ـ أكدت الناشطة الحقوقية الموريتانية أمينات بن مختار أن المساواة بين الجنسين يجب أن تكون بدون تحفظ، والمرأة الموريتانية تعاني من التهميش والإقصاء والرضوخ للتقاليد البالية خاصة في ظل غياب دور الحركات النسوية.

تعاني النساء في موريتانيا من الأمية والجهل ونقص التكوين ما يصعب اندماجهن في سوق العمل ومن ضلوعهن في مراكز صنع القرار وغياب دورهن في المجال السياسي والاستراتيجيات الاقتصادية، هذا ما أكدت عليه رئيسة رابطة النساء معيلات الأسر، الناشطة الحقوقية الموريتانية أمينات بن مختار، معولةً على عدم وجود إطار قانوني يحميهن من الإقصاء والعنف، فضلاً عن ظهور حركات متطرفة تنتهك حقوق المرأة تحت بند أن المرأة من بيتها إلى قبرها.

وتطرقت إلى ضعف مجلة الأحوال الشخصية في بلدها، وما يبطئ عملية النهوض بواقع النساء، مرجعةً سبب ارتفاع نسب الطلاق التي بلغت 59% التي تعتبر الأعلى في القرن الأفريقي، إلى غياب الأسس والقوانين الرادعة من أجل وصول المرأة للمساواة في مجال منح الجنسية لأطفالها، حيث أن التشريع الحالي يتيح للرجل فرصة تجنيس زوجته الأجنبية لكن العكس غير ممكن، واصفة ذلك بالتمييز غير المبرر.

وعن وجود قانون لمكافحة العنف ضد النساء في نواكشوط، قالت أمينات بن مختار إن "البلاد تعمل فقط على مشروع قانون لمكافحة العنف ضد المرأة والفتاة، تمت صياغته من قبل منظمتين حقوقيتين هما رابطة النساء معيلات الأسر وجمعية أخرى، وتم تقديمه للحكومة منذ عام 2012، إلا أنه لم يعتمد إلى اليوم وتم سحبه من البرلمان ثلاث مرات والأن وصل وزارتي العدل والمرأة وأثار جدل كبير من قبل الحركات المتطرفة ولم يرى النور بعد"، مشيرةً إلى أنه لا يحتوي على أشياء مخالفة لحقوق الإنسان المعترف بها.

ووصفت الحركة النسوية في موريتانيا بالضعيفة نتيجة غياب التضامن النسوي والتنسيق بين رائدات العمل الحقوقي والنسوي، منتقدةً سياسة العمل بشكل فردي ما من شأنه أن يعرقل تحقيق المطالب والطموحات، لافتةً إلى انعدام الجهود الرامية لتشكيل حركة مناصرة للنساء تكافح من أجل المساواة وتحسين وضع الموريتانيات.

وفي ختام حديثها قالت أمينات بن مختار "هناك تحركات مبعثرة ومتعثرة، فكل ناشطة تفضل الظهور بمفردها ما أثر سلباً على الحركة وغياب التنسيق، وبغض النظر عن ذلك إلا أن هناك نخبة من النساء بدأن في الظهور نعول على وعيهن، قد تكن نواة لحركة نسوية قوية في البلاد".