منظمة السلام الأخضر... 48 عاماً في مواجهة التهديدات البيئية

تعمل منظمة السلام الأخضر منذ تأسيسها عام 1971 على إنهاء التهديدات التي تواجه كوكب الأرض

مركز الأخبار ـ ، والمتمثلة بالتغييرات المناخية، من خلال تغيير السلوكيات العامة تجاه الطبيعة، وتحفيز استخدام وسائل الطاقة البديلة الصديقة للبيئة. 
تعتبر منظمة السلام الأخضر "غرينبيس أو Greenpeace " من أهم المنظمات المدافعة عن البيئة من حيث نشاطها والمساحة التي تنشط فيها واسهاماتها في حل العديد من القضايا المرتبطة بهدفها الأسمى وهو الدفاع عن كوكب الأرض ضد جميع التغييرات السلبية الناتجة عن الحداثة الصناعية والتجارب النووية وغيرها. 
ويعد الحفاظ على كوكب الأرض ليبقى معطاءً لجميع الكائنات التي تحيا على سطحه والدفاع عن الحيوانات التي تتعرض للانقراض نتيجة الصيد الجائر، وظاهرة الاحتباس الحراري، وتأثيرها بشكل سلبي على جميع الكائنات بما فيها البشر من أهداف المنظمة.
وتتخذ المنظمة من الطرق السلمية أسلوباً لها للدفاع عن البيئة، وكوكب الأرض، من خلال استخدام وسائل الاحتجاج السلمية في الأماكن التي تشكل خطراً على البيئة؛ لوقف المشاريع المضرة بها، وتغيير سياسات الحكومات التي تهددها.
وتتخذ المنظمة أيضاً من التوعية البيئية والمعرفة سلاحاً لمحاربة التغييرات المناخية وكل من يسعى إلى تدمير البيئة، عن طريق المشاريع الاقتصادية والنووية التي تؤثر على البيئة على المدى القريب والبعيد.
وزادت حرارة سطح الأرض ضعف ما كانت عليه قبل 200 عام ما يعرف حالياً بالاحتباس الحراري؛ نتيجة تلوث الهواء بسبب الدخان والغازات المنبعثة من المعامل، وسيؤدي الاحتباس الحراري في نهاية المطاف إلى ذوبان الثلوج في القطبين وزيادة في منسوب مياه البحر التي ستغطي العديد من الدول والمدن المنخفضة، إضافة لتأثير الاحتباس الحراري على الغابات رئة الكوكب، وتغيير كبير في المحاصيل الزراعية وغيرها من النتائج الكارثية.
بدأت فكرة تأسيس المنظمة مع ازدياد الأعمال غير المسؤولة تجاه البيئة، ففي عام 1964 خرج أكثر من 7 آلاف شخص في مظاهرة في ألاسكا رداً على عزم الولايات المتحدة الأمريكية إجراء تجارب نووية تحت سطح الأرض في جزيرة أمشيتكا وهي إحدى جزر ألاسكا، لكن المظاهرة لم تأتي بأي جديد ولم تستطع إيقاف التجربة فما كان من الولايات المتحدة إلا أن قررت التمادي في تجاربها وإعلانها العزم على اجراء تجربة جديدة بقوة أكبر من سابقتها رغم المعارضة الشديدة التي أبداها السكان مدعومين بشخصيات رفيعة المستوى وفنانين.
ويقع مقر المنظمة في العاصمة الهولندية أمستردام، وتمتلك مكاتب في أكثر من أربعين دولة حول العالم مع هيئة تنسيق دولية في أمستردام.  
كما أنها عضو مؤسس في ميثاق المنظمات الدولية غير الحكومية، ولديها مركز استشاري في مجلس الأمم المتحدة الاقتصادي والاجتماعي.
أول حملة لمنظمة السلام الأخضر
مع عدم اكتراث السلطة بالمظاهرات عزم العديد من الاشخاص على تصعيد حراكهم وقرروا الإبحار إلى جزيرة أمشيتكا، وانشأت في عام 1970 لجنة أطلقت على نفسها اسم "لا تفتعل الموجة" وبدأت بعقد العديد من الاجتماعات لمواجهة التجارب النووية، وفي نهاية العام استطاع أعضاء المجموعة جمع التبرعات للقيام بأول حملة بيئية لمنظمة السلام الأخضر وهي الإبحار إلى الجزيرة. 
حملت السفينة التي سميت "the Confidence الثقة" مجموعة من النشطاء والناشطات البيئيين، لكن الأمور لم تجري كما كان المأمول منها فقد تعرض خفر السواحل الأمريكية للسفينة واجبروها على العودة دون تحقيق أي أهداف.
لكن مع انتشار قصة السفينة في وسائل الإعلام أجبرت الولايات المتحدة الأمريكية على إيقاف التجارب النووية في الجزيرة، ونتيجة لهذا النجاح ومن هذه التجربة اتخذت المنظمة طريقتها في الاحتجاج وهي التظاهر في الأماكن التي تشكل خطراً على البيئة. 
قضايا بيئية
اعتبرت المنظمة أن سبب الحرائق التي التهمت مناطق واسعة من لبنان منذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر 2019 نتيجة غير مفاجئة لتغيير المناخ وحتى وإن كانت هذه النيران مفتعلة فإن تغيير المناخ عمل على تغذيتها وأنشأ بيئة موائمة لاشتعال الحرائق. 
واعتبرت المنظمة أن ما حدث لغابة الأوزون منذ بداية آب/اغسطس 2019 أضخم كارثة طبيعية وتعد تأثيراتها بعيدة المدى لأهميتها فهي تنتج 20% من الأوكسجين لكوكب الأرض وتخزن من 90 إلى 140 مليون متر مكعب من الكربون وفيها أكبر تنوع من الكائنات الحية.
التمويل
تتخذ المنظمة خطوة مميزة تجاه التمويل المقدم لها فهي لا تقبل المنح المقدمة من الدول أو الاحزاب أو الشركات؛ لأنها تؤمن بأن أي مال مقدم من جهة معينة سوف يتحكم بقرارتها ويستوجب عليه التخلي عن أحد مبادئها الأساسية، ثم لا يمكنها القبول بمساعدات أو منح ممن يساهمون في تدمير البيئة، ولذلك فهي تعتمد في تمويلها على نحو 2.9 فرد داعم لها على مستوى العالم.
ويعيش العالم أزمة حقيقية قد تؤدي في وقت أقل من المتوقع إلى جعل كوكب الأرض غير صالح للعيش في ظل ازدياد التلوث سواء في البر أو البحر أو الجو واتساع ثقب الأوزون وزيادة حرارة سطح الأرض التي تؤدي إلى سهولة اشتعال النيران في الغابات، وقطع الأشجار والتجارب النووية والثورات البركانية وغيرها من الممارسات البشرية التي تسرع في تهالك الأرض.