مبادرة "صيدا تواجه" تسعى لطرح خطة بيئية تعالج أزمة النفايات

أكدت المهندسة سهاد عفارة على سعيها لتصويب عمل المجلس البلدي في صيدا، والمطالبة بحقوق المرأة كجزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان، ومواجهة الظلم المجتمعي والسياسي والبيئي في لبنان.

سوزان أبو سعيد

بيروت ـ تسعى المهندسة المعمارية سهاد عفارة إلى النهوض بمدينة صيدا العريقة التي تعتبر عاصمة الجنوب وقبلة سياحية على مستوى لبنان والمنطقة، من خلال وضع حلول مناسبة لمشكلة النفايات الصلبة.

أخذت اللجنة البيئية في مبادرة "صيدا تواجه" على عاتقها محاكاة مشكلة النفايات ووضع حلول مناسبة لها، لتجنب تداعيات أزمة النفايات التي تعاني منها مختلف المناطق اللبنانية، منها النفايات العضوية وغير العضوية.

تقول المهندسة والناشطة في المجال البيئي والمجتمعي سهاد عفارة، وهي رئيسة لجنة البيئة في مبادرة "صيدا تواجه"، أنه "من خلال عملي كرئيسة لجنة البيئة في "صيدا تواجه" وهي مبادرة مجتمعية بيئية، ضمن بلدية ظل في مدينة صيدا، أدركت أنه ليس لدى المدينة خطة شاملة متكاملة لفرز النفايات وجمعها ونقلها، وللأسف بعد انتهاء عقود البلديات، عادت بلدية صيدا وأطلقت المناقصة بنفس الشروط القديمة، وهي تعد مشكلة كبيرة، لأن الشروط التي يجب أن توضع في العقد يجب أن تكون متناسبة مع الخطة العملية التي وضعتها لجنة البيئة في "صيدا تواجه"، والتي تعتبر خطة شاملة متكاملة لمعالجة النفايات والصرف الصحي".

وحول كيفية معالجة أزمة النفايات في المدينة توضح "يوجد في صيدا معملاً لمعالجة النفايات وإعادة تدويرها، لكن إذا ما دخلنا إليه فسنجد أن هناك بقايا معمل، حيث هناك آلتان لهضم النفايات إلا أن إحداها معطلة والأخرى على وشك التوقف عن العمل، كما وأن هناك تشققات تتسبب بتسرب الغاز والمياه، أما باقي المعدات والآليات فلم تعد موجودة للأسف، حيث تم بيعها كخردة".

وأوضحت أنه حالياً ليس هناك معالجة للنفايات وفي حال عاد ذلك المعمل للعمل، فهو سيقوم بتوزيع النفايات بطريقة بدائية، حيث يجمعون المواد التي يمكن بيعها وتدويرها والمتبقي يدخلونه على الـ "الدايجستر" ليولدوا منه القليل من الطاقة، والتي لا تكفي حتى المعمل ذاته، مشيرةً إلى أنه "هناك تسريب للغاز وهو ما يؤدي إلى استخراج سماد غير سليم ولا يمكن بيعه، ومن ثم يعودون ليجمعوا كل شيء موجود في المعمل مع الأتربة ويرمونها في المكبات".

وأشارت إلى أنه "منذ حوالي عشر سنوات ونحن نعاني من أزمة النفايات وعدم تشغيل معمل المعالجة في المدينة بشكل جيد، الذي كنا نتوقع أنه ما إن يبدأ بالعمل سيختفي جبل النفايات، إلا أن تلك النفايات تم توزيعها على مساحة كبيرة وتغطيتها بالأتربة وإنشاء حديقة عامة فوقه، بمعنى أننا خبأنا النفايات ولم نتمكن من وضع حلول جذرية، وهو ما أدى إلى تشكل أكوام عديدة من النفايات"، لافتةً إلى أن تلك النفايات السبب الرئيسي في تفاقم الأزمة الصحية في البلاد، لانبعاث الغازات السامة منها، خاصةً عند إشعال النيران في النفايات الصلبة.

ونوهت إلى أنهم يعملون من خلال مبادرة "صيدا تواجه" على إعداد خطة متكاملة لمعالجة النفايات والصرف الصحي، مشددةً على ضرورة معالجة الأزمة في أسرع وقت، والتي تعود أسبابها إلى السياسات المتبعة، والموارد المالية، وغياب المراقبة والمحاسبة وانعدام الثقة، العقود الموقعة.

ومن المخاطر التي تحدق بالبلاد في حال تفاقم المشكلة وعدم معالجتها سيؤدي إلى إغراق المدينة بالنفايات وانتشار الأوبئة والأمراض والقوارض، وتلوث المياه والشاطئ ومجاري الأنهار، كما أوضحت سهاد عفارة.

وعن مشاركتها في الانتخابات البلدية وطرحها أزمة النفايات والدعوة إلى إيجاد حلول لها تقول "منذ ترشحت لعضوية المجلس البلدي لمدينة صيدا في العام 2016 واجهت الكثير من التحديات، ومنذ ذلك الوقت وأنا أتسائل لماذا هناك أكوام كبيرة من النفايات في صيدا ومطامر غير صحية ومكبات عشوائية؟ هنا بدأت أبحث عن الحلول، وتصورت أن الأمر صعب ويمكن ألا يتحقق ما أسعى إليه، فمن حقنا العيش في بيئة نظيفة"، مشيرةً إلى أنها عملت على طرح حلول لمعالجة أزمة النفايات التي ازدادت سوءاً في الآونة الأخيرة، عبر التكنولوجيا.